التسول هي ظاهرة قديمة ومستمرة وهي تعتبر من اكثر الظواهر خطرا على المجتمعات فكيف اذا كانت هذه الظاهرة تمتد الى الاطفال الصغار دون سن البلوغ
ان استغلال الاطفال بسبب ظروف الفقر والعوز لاقحامهم في العمل بالتسول كحل لمشاكلهم المادية هو تصرف غير انساني وغير اخلاقي
ان حرمان الاطفال من حقوقهم بالتعليم والحياة الكريمة وادخالهم في عالم بعيد عن عالمهم كل البعد يجعلهم يفقدون حسهم الطفولي ويكتسبون عادات شاذة ويتعلمون تصرفات لا تنسجم مع طفولتهم البريئة اضطروا لتعلمها بسبب الاحتكاك اليومي بذاك المجتمع الذي لا يناسب اعمارهم ولا عقولهم التي لم تنضج بعد لتميز الصح من الخطأ والجيد من الرديئ مما يصدر لهذا المجتمع جيل شاب امي غير متعلم وعالة على هذا المجتمع لا ينتج الا الكثير من المشاكل الاجتماعية لاحقا من التحول الى الجريمة او الدخول في عالم المخدرات والانحرافات التي لا تنتهي
ان المستفيدين من تشغيل الاطفال بالتسول بستغلون الطرفين بطريقة غير انسانية فالطفل الصغير يدخل الى عالم مجنون لا يعرف الا المصالح والمنفعة ولا يفقه غير المادة وكيفية الحصول عليها بذلك تتحول تلك البراءة وتتشوه بما تكتسبه من الاحتكاك بهذا المجتمع
وبالمقابل يتم استغلال مشاعر الناس المتعاطفة مع الاطفال لكونهم يثيرون مشاعر الشفقة والاحسان مما يزيد من تلك الظاهرة وانتشارها
ان هذه الظاهرة بحاجة لجهود منظمة ولخطط من اجل القضاء عليها ولوعي من كل افراد المجتمع بمكافحتها ايضا وعدم الانسياق وراء العواطف واستثارة المشاعر لان التعاطف بمثل هذه الحالات يزيد من هذه المشكلة بدلا من تداركها
ان ظاهرة التسول هي ظاهرة غير حضارية وغير انسانية ويجب ان تتكاثف كل الجهود للحد منها ومعاقبة كل من ينظمها فالقانون يجب ان يكون صارما وخصوصا للاشخاص الذين يستغلون الاطفال بهذه الطريقة الغير انسانية
ان الاطفال مكانهم الطبيعي في بيوتهم ومدارسهم وعالمهم الجميل البريئ واحلامهم البسيطة الصغيرة وبين العابهم الطفولية وليس في الشارع مع المجرمين واللصوص يمدون ايدهم للحصول على المال الذي سيقضي على طفولتهم مستقبلا وسيكون هو النهاية لحياتهم الكريمة لاحقا وموتا اكيدا لكل طموح او مستقبل كان ممكن ان ينتظرهم يوما……
وأوضح الأستاذ جوهر، في حوار مع ‘المغربية’، أن ‘وتيرة الهجمات على الأبناك ارتفعت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة’، مضيفا أنه ‘رغم أن الجناة لا يستعملون في هذه السرقات أسلحة نارية، ويقتصرون فقط على السيوف، إلا أننا نلاحظ أن عملياتهم يجري الإعداد لها بدقة كبيرة، ذلك أن المهاجمين يتخذون كل الاحتياطات لتفادي التعرف على هوياتهم، ويخططون بكل دقة لتوقيت الهجوم ومكانه’
وأوضح الاختصاصي في علم الإجرام أن المغرب يعرف نوعا من النقص على مستوى الانتشار الأمني من الناحية العددية لرجال الأمن، مؤكدا أن ‘المسألة الأمنية موضوع يهم الجميع ويستدعي مسؤولية الجميع، فلا يعقل أن نجد الأبناك، وهي التي تتوفر على إمكانيات مالية، في وضع أمني هش إلى هذه الدرجة’
ولم يستبعد الأستاذ جوهر أن يستفيد الإرهاب من الجريمة المنظمة، كما هو الشأن في حالة الهجوم على أبناك لتمويل عمليات الحركات والجماعات الإرهابية، موضحا أن ‘نتائج الأبحاث والتحريات هي التي تستطيع أن تكشف عن وجود أو عدم وجود رابط بين الهجمات على الأبناك وبين الحركات الإرهابية’
وبالنسبة لغزو الكوكايين للسوق المغربية، قال الأستاذ جوهر إن ‘هذا النشاط التهريبي لم يكن لينجح في احتلال المواقع لو لم يكن هناك مغاربة يعملون بصلة وثيقة مع الشبكات الكولومبية’، مبرزا أنه ‘يأتي أيضا في سياق التجاوب مع طلب فئة معينة من المستهلكين المحليين للمخدرات من النوع الرفيع’
ـ أظهرت سرقات البنوك، في الفترة الأخيرة، أن هناك تطورا للإجرام، هل يمكن فعلا الحديث عن انتقال العصابات إلى العمل المنظم بالمغرب؟
٭ فعلا، يمكن الحديث عن تطور على مستوى الجريمة المنظمة في المغرب، لكن الأمر يتعلق بتطور نوعي، ذلك أن الجريمة المنظمة، في حد ذاتها، ليست جديدة في بلادنا
بالمقابل، فإن وتيرة الهجمات على الأبناك ارتفعت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، رغم أن الجناة لا يستعملون في هذه السرقات أسلحة نارية، ويقتصرون فقط على السيوف، إلا أننا نلاحظ أن عملياتهم يجري الإعداد لها بدقة كبيرة، ذلك أن المهاجمين يتخذون كل الاحتياطات لتفادي التعرف على هوياتهم، ويخططون بكل دقة لتوقيت الهجوم ومكانه، وهم يقصدون في غالب الأحيان أهدافا غير خاضعة لحراسة كافية
ـ ولكن، ماهي الأسباب التي دفعت إلى تطور الجريمة المنظمة وظهورها بشكل لافت في الفترة الأخيرة؟
٭ بخصوص تطور الجريمة المنظمة، فإن ذلك يظهر بوضوح بشكل خاص من خلال الجرأة في الهجوم على الوكالات البنكية، بدل ممارسة السرقة بالنشل والخطف أو بالعنف في الشارع
إلا أن الهجمات المنظمة على هذه الوكالات ليست سوى شكل من أشكال الجريمة المنظمة، التي تتطور في قطاعات أخرى كذلك، كما هو الشأن، مثلا، في موضوع الهجرة غير الشرعية، وفي تهريب وتسويق المخدرات، وكذا في موضوع الاختلاسات على مستوى أعلى، كما هو الشأن بالنسبة إلى ما يتداول حاليا حول شبكات الاتجار في الهبات الملكية.
ـ هل الإجراءت الأمنية المتخذة كفيلة بمواجهة هذه المخاطر؟
٭ بالتأكيد، لابد من الاعتراف بأن المغرب يعرف نوعا من النقص على مستوى الانتشار الأمني من الناحية العددية لرجال الأمن وأفراد الشرطة، ولابد أن تبذل جهود إضافية من طرف الدولة لتدارك هذا النقص، وذلك من خلال توظيف مزيد من حراس الأمن وتمكينهم من الوسائل المادية للاضطلاع بمهامهم
ومن شأن هذه الجهود المطلوبة أن تؤمن تغطية أمنية فعالة، بهدف العمل على تقليص تطور الجريمة المنظمة
لكن، لابد من التأكيد على أن المسألة الأمنية موضوع يهم الجميع ويستدعي مسؤولية الجميع، فلا يعقل أن نجد الأبناك، وهي التي تتوفر على إمكانيات مالية، في وضع أمني هش إلى هذه الدرجة، من ناحية إجراءات السلامة والحراسة، وذلك لمجرد اعتقادها بأنها مؤمنة ضد المخاطر .
ـ هل تتوفرون على معطيات وأرقام حول تطور الجريمة في المغرب، وهل سجل خلال الشهور الأولى من السنة ارتفاع نسبة الجرائم في المملكة؟
٭ على مستوى الأرقام، تعرفون أن السلطات الأمنية لا تعتبر الإحصائيات المرتبطة بالإجرام مصدرا متاحا للعموم
وفي هذا السياق أعتقد أنه،من الناحية العلمية،نجد أنفسنا إزاء نوع من الصعوبة في التعامل بموضوعية مع ظاهرة الإجرام في المغرب، وذلك على الأقل من الناحية الكمية، وعلى مدى سنوات أو عقود
هناك إذن، بالتأكيد، نقص وضبابية في الرؤية في موضوع الإجرام.
ـ هناك تخوفات من انتقال وسائل العنف، التي تعتمدها الجماعات الإرهابية إلى العنف الاجتماعي، هل يمكن حدوث ذلك، وأين تكمن الخطورة؟
٭ إن الإرهاب في حد ذاته هو نوع من الجريمة المنظمة،إلا أن فرقا أساسيا يميزه عن الأشكال الأخرى للإجرام المنظم، ذلك أن الإرهاب هو ذو طبيعة إيديولوجية،بينما الأشكال الأخرى هي من طبيعة ربحية مادية
ومع ذلك، لا يمكن استبعاد أن يستفيد الإرهاب من الجريمة المنظمة،كما هو الشأن في حالة الهجوم على أبناك لتمويل عمليات الحركات والجماعات الإرهابية
إن نتائج الأبحاث والتحريات هي التي تستطيع أن تكشف عن وجود أو عدم وجود رابط بين الهجمات على الأبناك وبين الحركات الإرهابية
ـ تشير معطيات غير رسمية إلى أن القاصرين والنساء باتوا يلعبون دورا محوريا داخل العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية، ماهو تعليقكم حول هذا الأمر؟
٭ إن تجنيد نساء أو قاصرين في العمليات الإجرامية ليس بالأمر الجديد في حد ذاته، سواء في المغرب أو في أماكن أخرى عبر العالم
فخلال أي حرب هناك دائما اعتقاد بأن كل الأسلحة وكل الوسائل مطلوبة لتحقيق الهدف والغاية
التسول وجريمة استغلال الاطفال
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=29602