التحول الرقمي و أنظمة البيانات في الإمارات.
يصل حجم الفوائد والوفورات المالية التي يمكن أن تجنيها المؤسسات والشركات في الإمارات من الإدارة الاحترافية للبيانات الصحيحة والدقيقة إلى عشرات ملايين الدراهم سنوياً، عبر توظيفها في اتخاذ القرارات السليمة وفي الوقت المناسب لتحقيق مزيد من الأرباح.
زاجل نيوز، ٢٦، حزيران، ٢٠٢٢ | اخبار الخليج
ودعا خبراء إلى ضرورة التحول من مجرد جمع المعلومات وتخزينها إلى تحليل وإدارة هذه البيانات وفق آليات تقنية متطورة تقوم أبرزها على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتطوير العمليات الخاصة بالمؤسسات والشركات، ما يعود عليها بتقليل الهدر المالي وتوفير الوقت وسرعة الإنجاز.
وأوضح الخبراء أن مجرد تخزين البيانات بطريقة تقليدية وعشوائية، يرفع الأعباء المالية والإدارية ويحولها إلى مجرد «بيانات مظلمة»، لا تستفيد منها المؤسسة أو الشركة ويجعلها عديمة الفائدة.
قالت بولا هانسن، رئيسة شركة «ألتيريكس» العالمية، المتخصصة في أتمتة البيانات: تضيع عشرات المليارات من حزم ووحدات البيانات وساعات العمل سنوياً كما أن 95% من الشركات حول العالم تواجه تحديات كبيرة تمنعها من تحقيق نتائج تحليلية من البيانات المعقدة التي تتراكم لديها، الأمر الذي يضعف قدرتها على الانتقال من تخزين البيانات إلى تحقيق فوائد مالية وإدارية كبيرة منها، بسبب التعقيدات والفجوات في المهارات ونقص أتمتة التحليلات لدى هذه الشركات.
تحسين المهارات
وأضافت هانس أن كفاءة المؤسسات والشركات والأعمال تتطور بسرعة عند تحسين مهارات تحليل البيانات فيها عبر استخلاص الكثير من الرؤى من كميات المعلومات الهائلة الموجودة لديها، فيما تساعد الحلول في عمليات التدقيق المالي وإدارة المخاطر والضرائب وتعزيز كفاءة العمليات وتحديد الفرص لخفض التكاليف والمساعدة في عمليات الامتثال ومساعدة فرق التدقيق الداخلي على العمل بكفاءة أكبر بما في ذلك تحديد المخاطر وتحديد الاحتيال.
الرقمنة خطوة أولى
وأشارت هانس إلى أن الرقمنة مجرد خطوة أولى في الكثير من مبادرات التحول الرقمي، لذا تمكّن التحليلات المؤسسات والشركات من اتخاذ قرارات أفضل وأكثر استنارة، مدفوعة بتحليلات البيانات، ولدينا مثال على ذلك في مطار دبي الدولي المزدحم للغاية والذي عندما قام بجمع كميات البيانات الهائلة المتواجدة في الكاميرات وأجهزة الاستشعار وتدفق الحركة عبر المطار وتم تحليلها تمكن المطار من تقليل أوقات الانتظار للركاب بنسبة تصل إلى أكثر من 40% خلال عامين نتيجة للحلول المؤتمتة.
القوى الدافعة
وقال كارل كراوثر، المدير الإقليمي لشركة «ألتيريكس»: لا يمكن أبداً التقليل من أهمية البيانات أو تجاهلها، فهي إحدى القوى الدافعة الأساسية وراء ذكاء الأعمال، مما يسمح للشركات برؤية وتقييم تغيرات السوق أو الاضطرابات والتفاعل معها مباشرة.
وأكد أن دولة الإمارات تشهد حالياً زيادة في الاهتمام بتحليلات البيانات المتقدمة، بما في ذلك قطاعات الخدمات المصرفية وسلاسل التوريد واللوجستيات والخدمات المالية عبر تحسين وأتمتة العمليات البطيئة أو اليدوية والمتكررة التي يمكن أن تستغرق أياماً كل شهر إلى عمليات سريعة قابلة للتنفيذ في دقائق معدودة.
3 خطوات
وتابع كراوثر أنه ولكي يتمكن المهنيون في دولة الإمارات من مواجهة أي أزمة وبصورة فعالة، فإنهم بحاجة إلى البيانات عالية الجودة، حيث تقدر مؤسسة البيانات العالمية (IDC) أن 90% من مجمل البيانات التي تم إنشاؤها هي «بيانات مظلمة»، أي معلومات غير منظمة ولا يمكن الوصول إليها.
وينصح كراوثر باتباع 3 خطوات لتنفيذ هذا النهج. أولاً: تحتاج المؤسسات والشركات إلى تسخير البيانات بشكل صحيح. ثانياً: تحتاج إلى امتلاك المهارات التحليلية التي تمكنها من دمج البيانات مع الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأدوات التحليل التنبئية الدقيقة. وأخيراً: توزيع هذه الرؤى المستندة إلى البيانات على صانعي القرار في جميع أنحاء ومستويات الشركة لاتخاذ قرارات مستنيرة وفعالة للحفاظ على قدرة الشركة التنافسية على مدى السنوات القادمة.
وتشترك جميع الشركات الأكثر ربحية في العالم في شيء واحد: أنها قادرة على جمع البيانات وتحليلها واستخدامها للحصول على رؤى مستنيرة بسرعة فائقة، فيما العقبة الحقيقية في توافر المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب لاتخاذ القرارات الصحيحة. ويُعد تحسين مهارات الموظفين وتعزيز وعيهم ومعرفتهم بأهمية البيانات أمراً رئيسياً لتحقيق أقصى فائدة للشركات التي تعتمد نموذج عمل رقمياً.
البيانات المظلمة
وقال جوني كرم، المدير العام ونائب الرئيس الإقليمي للأسواق الناشئة الدولية لدى «فيريتاس تكنولوجيز»: تمتلك البيانات الضخمة القدرة على تعزيز النمو وعمليات التحول الرقمي، ومع ذلك، فإننا نعيش وسط حالة ضبابية ومبهمة في ما يتعلق بفهم طبيعة هذه البيانات وفقاً لنتائج تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول «التطور القائم على البيانات».
وتستخدم معظم المؤسسات في وقتنا الراهن أساليب التحليل المتطورة لتدعيم عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتوجيه أعمالها إلى مستويات جديدة بهدف تعزيز الإنتاجية والكفاءة.
ويمثل ذلك تحدياً تواجهه العديد من المؤسسات في الإمارات؛ حيث بيّنت دراسةُ قيمة البيانات التي قامت بها «فيريتاس تكنولوجيز» في وقت سابق أن المؤسسات في الإمارات تخسر ما معدله 2.1 مليون دولار سنوياً بسبب التحديات اليومية التي تواجه عمليات إدارة البيانات.
وأضاف: كشفت نتائج دراسة أعدتها شركة «داتا بيرج» العام 2019 شملت 100 شركة تقنية أن العديد من الشركات الإماراتية لا تستفيد من بياناتها المظلمة (غير المصنفة) والإضافية أو القديمة أو غير المهمة (ROT) بشكل فعال، ما يؤدي إلى ضخامة البيانات غير الضرورية التي تقلل من سرعة عمليات التخزين السحابي وترفع التكاليف.
استخدام الأدوات
أظهرت دراسة استطلاعية شملت علماء البيانات، أُجريت بتكليف من شركة «ساس» لتحليلات البيانات، أن 4 من كل 10 من علماء البيانات، غير راضين عن استخدام شركاتهم لأدوات تحليل البيانات وتوظيف نماذجها، في حين وجدت الدراسة أن هناك أكثر من 20 عقبة تقف في طريق تحقيق الفاعلية في العمل.
وأعرب أكثر من ثلثي علماء البيانات عن رضاهم عن نتائج مشاريع التحليلات، لكن 42 % منهم أبدوا عدم رضاهم عن استخدام شركاتهم لأدوات تحليل البيانات وتوظيف نماذجها، ما يشير إلى وجود مشكلة في طريقة استخدام الرؤى التحليلية من قبل الشركات وتوظيفها في عملية صنع القرار.
المصدر: زاجل نيوز