تسجيل الدخول

الإمارات.. سياسات معتدلة على نهج “زايد”

عربي دولي
زاجل نيوز7 مايو 2018آخر تحديث : منذ 7 سنوات
الإمارات.. سياسات معتدلة على نهج “زايد”
تنتهج دولة الإمارات العربية المتحدة سياسة خارجية قائمة على التعايش السلمى، والاعتدال وفقًا للنهج الذى وضعه مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ارتكزت على أسس استراتيجية تجسدت فى الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام المواثيق والقوانين الدولية، وإقامة علاقات على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.
مؤشرات ودلالات سياسة السلام الدبلوماسي
ساهمت الدبلوماسية الناعمة لدولة الإمارات فى
احتواء الأزمات والخلافات الناشئة بين دول العالم، فقد سعت بشكل دءوب على تعزيز تواجدها عن طريق أدواتها الناعمة التى تبلورت فى برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة والإنمائية، بالإضافة إلى مساهمتها الفاعلة فى عمليات حفظ السلام لحماية المدنيين.
ترجمت الإمارات هذه الأسس بشكل فعلى فى بناء علاقات وطيدة مع دول العالم، فقد بلغ عدد الدول التى ترتبط مع الإمارات بعلاقات دبلوماسية ١٨٩ دولة، فيما بلغ عدد سفارات الدولة فى الخارج ٨٢ سفارة و١٨ قنصلية، بالإضافة إلى ٤ بعثات دائمة، بينما بلغ عدد السفارات الأجنبية لديها ١١٠ سفارات و٧٣ قنصلية عامة، و١٥ مكتبًا تابعًا للمنظمات الإقليمية والدولية.
وواصلت الإمارات سياساتها الإنسانية فى تقديم المساعدات على جميع الأصعدة ولمختلف دول العالم وشعوبها، وبلغت قيمة المشاريع والبرامج التنموية والإنسانية والخيرية منذ تأسيسها فى سبعينيات القرن الماضى وحتى ٢٠١٥ ما يقرب من ٢٠٢ مليار درهم لأكثر من ١٧٥ دولة حول العالم.
وتؤمن الإمارات العربية المتحدة بأن العيش بأمان حق مقدس للبشرية، وبلورت إيمانها بالعمل على نشر مفاهيم الصداقة، واحترام حق الآخر بالحياة الآمنة، فتجسد ذلك بشكل جلى فى التعامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فرغم احتلالها الجزر الثلاث الإماراتية طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، فى ديسمبر ١٩٧١، ومحاولتها تغيير الوضع القانونى والمادى والديمجرافى للجزر، الأمر الذى يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، فإن الإمارات ما زالت تواصل مساعيها السلمية عبر جميع القنوات المشروعة لاستعادة سيادتها.
جهود الوساطة
لعبت القيادة السياسية بدولة الإمارات دورًا بارزًا فى رعاية جهود الوساطة بين العرب، للحفاظ على وحدة المنطقة العربية بعيدًا عن الأطماع التوسعية للقوى الدولية، وتجلت هذه الجهود فى رعاية الوساطة بين الفرقاء الليبيين من خلال ترتيب اجتماع ثنائى فى أبوظبى، بين قائد الجيش الليبى المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى فائز السراج.
واتسمت مواقف القادة السياسيين فى التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية بالحكمة والعقلانية، حيث دعم الشيخ زايد آل نهيان الوحدة العربية، بدعوته إلى تأسيس اتحاد الإمارات السبع لتكوين دولة جديدة تعرف باسم دولة الإمارات العربية المتحدة.
ودعا إلى تعاون خليجى لترسيخ العلاقات بين الدول العربية فى منطقة الخليج، ليكون ركيزة أساسية فى حماية مصالحهم وأمنهم القومى، لذا فقد تبلورت الفكرة فى إنشاء مجلس التعاون الخليجى.
ودعمت دولة الإمارات القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية الأمة العربية، وأنها الأساس لإحلال السلام العادل والشامل فى المنطقة الذى يتوقف على عودة الحق الفلسطينى لشعبه، وعليه فقد انتهجت مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية منذ نشأتها، تقوم على دعم القضية فى جميع المنظمات الدولية والإقليمية.
وتحرص الإمارات العربية على التشاور مع القوى الدولية الفاعلة فى النظام الدولى للتوصل إلى حل لتسوية الصراعات فى منطقة الشرق الأوسط وفى مقدمتها روسيا والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبى، وطالبت، فيما يخص الملف السورى، باتخاذ موقف ثابت من الصراع الدائر، ودعمت المساعى الأممية لدفع العملية السياسية السلمية، والحفاظ على حق الشعب السوري.
وفى الأزمة اليمنية، تمثل الموقف الإماراتى فى رعاية المبادرات السياسية لبحث سبل التسوية السلمية، مع استمرار الجهود الإغاثية، بالإضافة إلى مواصلة العمل فى سياق التحالف الدولى لدعم الشرعية اليمينة، بقيادة المملكة العربية السعودية.
مصر والإمارات – شراكة استراتيجية وروابط تاريخية
تميزت العلاقات المصرية الإمارات بروابط تاريخية، وشهدت العلاقات نقلة جذرية بعد ثورة ٣٠ يونيو٢٠١٣، فدعمت الإمارات مصر بشكل كبير على جميع الأصعدة، واتضح ذلك فى كلمة وزير الخارجية، الشيخ عبدالله بن زايد، فى الجمعية العامة فى ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣، كما بادرت بتقديم الدعم المادى والمعنوى فى سياق المساعدة الخليجية لمصر.
كما عقد الطرفان عددًا من الاتفاقيات، فعلى سبيل المثال أبرمت الإمارات مع القاهرة اتفاقية بقيمة ٤ مليارات و٩٠٠ مليون دولار، ومنحة بقيمة مليار دولار، وتوفير كميات من الوقود بقيمة مليار دولار أخرى، بالإضافة إلى المساهمة فى تنفيذ عدد من المشروعات التنموية، علاوة على مشاركتها فى المؤتمر الاقتصادى المصرى.
وتبنت الدولتان مواقف متشابهة فى الملف السورى، والعراقى، والليبى، واليمنى.
وظهرت ملامح الاستراتيجية المشتركة للدولتين فى مواجهة دولة قطر، وما قامت به مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين تجاه قطر ما هو إلا نتاج السياسات العدائية القطرية والداعمة للإرهاب فى المنطقة.
وتعد السياسة الخارجية الإماراتية تجسيدًا للثوابت والأسس الاستراتيجية التى وضعها القادة المؤسسون للدول فى سبعينيات القرن الماضى.
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.