أكد ورؤساء تحرير أن كثيراً من المصطلحات الإعلامية في حاجة إلى تصحيح، وأن الصدقية والشفافية والمحتوى وتفاعل الجمهور محددات نجاح أي وسيلة، كما أن الإعلام الإماراتي كان على مستوى الحدث في مواجهة التقلبات التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وتأثيره أصبح محلياً وإقليمياً.
وقالوا خلال جلسة نقاشية بعنوان «تحولات إعلامية مؤثرة»، ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي، إن الإعلام الإماراتي استطاع التكيف مع التطورات التقنية والإقليمية، وله دور مؤثر محلياً وإقليمياً.
من جهته، قال رئيس تحرير، سامي الريامي، إن التحولات الإعلامية التي طرأت على الإعلام، عالمياً وإقليمياً، فرضت ضرورة تصحيح كثير من المصطلحات الإعلامية المستخدمة، أولها استخدام مصطلح الإعلام التقليدي والإعلام الحديث، إذ أصبحت جميع الصحف تمتلك أذرعاً إعلامية جديدة، مكّنتها من التكيف ومواءمة الثورة التقنية في الإعلام، كما أنه لا توجد وسيلة إعلامية تقضي على أخرى، خصوصاً الصحف، حيث تعتبر الصحافة بمثابة حطب النار لكل وسائل الإعلام الأخرى، كما أن جميع وسائل الإعلام أصبحت متداخلة ومتشابكة، وتجمعها وسيلة واحدة.
وتابع: «لم يعد الإعلام مقتصراً على المرسل والمتلقي والوسيلة الإعلامية، فقط، وإنما أصبح عنصر التفاعل هو الأكثر تأثيراً في نجاح أي وسيلة إعلامية، بل أصبح تفاعل الجمهور أقوى من المرسل نفسه، الأمر الذي اتضح جلياً في أثر ذلك التفاعل في اتخاذ قرارات حكومية مهمة، وضعت حلاً جذرياً لمشكلات في المجتمع».
وأكد أنه بعد الثورة الإعلامية، التي حدثت أخيراً، أصبحت عناصر الثقة والصدقية والمحتوى المميز أهم عناصر نجاح واستمرار أي وسيلة إعلامية، وكذلك المسؤولية عما يقدم للجمهور.
وحول الاستفسارات المتعلقة بإمكانية تحول من ورقية إلى إلكترونية، أكد الريامي أنه لا يوجد أي قلق من إمكانية حدوث هذا التحول، لأن الصحف الإماراتية مؤهلة للانتقال إلى هذه المرحلة أكثر من أي صحف عربية أخرى، كما أن الصحيفة نجحت في الوصول إلى فئة الشباب من خلال أذرعها الإعلامية الإلكترونية المختلفة، في الوقت الذي تحتفظ فيه بقارئها الورقي أيضاً.
وأشار الريامي إلى أن 70% من الشغل اليومي للصحيفة موجه إلى الشغل اللحظي، والمتابعات التي تحدث ساعة بساعة، فيما يتركز بقية الجهد على النسخة الورقية، التي تصل إلى الجمهور في نهاية المطاف.
من جهتها، أكدت رئيس التحرير المسؤول، منى بوسمرة، أن الإعلام الإماراتي وطني بامتياز، ويمتلك الصدقية والمهنية، والبعد عن التهويل، كما أنه يصب في النهاية في مصلحة الوطن، من خلال تناول قضاياه ومعالجتها باحترافية ومهنية عالية في مختلف المجالات، خصوصاً القضايا العربية، مشددة على أن الإعلام الإماراتي ليس في معزل عن القضايا العربية، ويحرص على مواكبتها باستمرار، من خلال توفير المساحات المناسبة لها، فضلاً عن المعالجة الموضوعية.
ولفتت إلى أن الإعلام الإماراتي لا يواجه صعوبة في استمرار وبقاء الصحف الورقية، ونجح في مواكبة التطور على مدار 15 عاماً مضت، حيث شهدت الوسائل الإعلامية خلالها تطوراً هائلاً، ونجحت الصحف الورقية في التكيف والوجود بمحتواها على هذه المنصات الجديدة.
وأكدت أن الإعلام الإماراتي نجح في تحويل التحديات إلى فرص ونجاحات، بسبب التخطيط الجيد، الأمر الذي جعله أكثر قوة وقدرة على مواجهة التغيرات التي طرأت ومازالت تحدث.
وقال رئيس تحرير ، محمد الحمادي، إن دور الإعلام تغير وتطور خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح جزءاً من المنطقة التي تواجه تقلبات كثيرة، مؤكداً أن الإعلام الإماراتي استطاع أن يكون على مستوى الحدث، وأن يواجه هذه التقلبات بمسؤولية تامة، ووصل دوره ليكون مؤثراً في المنطقة العربية، وليس محلياً فحسب.
وأكد أن الحرية هي سر نجاح أي وسيلة إعلامية بالدرجة الأولى، إلا أنها تتطلب وجود إعلاميين مهنيين، ذوي كفاءة عالية، ليتمكنوا من الاستغلال الأمثل لهذه الحرية.
وفي ما يتعلق بالمواجهة القائمة بين الصحف الورقية والوسائل الجديدة في الإعلام، أكد الحمادي أن الخبرة التراكمية للصحف تجعلها في المقدمة دائماً، كما أن الصحف نجحت في أن تصل إلى الجمهور بمختلف فئاته من خلال منصات إعلامية عدة، كما أن المحتوى الذي تقدمه هو الأساس في النجاح والتميز.
وقال الحمادي إن الإعلام مقبل على ثورة جديدة، وكثير من الوظائف الإعلامية سيسيطر عليها الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، ويجب على وسائل الإعلام المختلفة أن تستعد لهذا التغير، الذي سيفرض إعلاماً جديداً، وأكد أن الذكاء الاصطناعي هو التحدي الجديد للإعلام.
من جانبه، قال رئيس التحرير المسؤول، رائد برقاوي، خلال مشاركته في الجلسة، إن الإعلام الإماراتي شهد تحولاً كبيراً، خصوصاً في محتواه ودوره، قبل عام 2008 وما بعد ذلك، إذ أصبحت علاقته بالسياسات الحكومية تكاملية، وامتد تأثيره ليصبح إقليمياً.
وقال إن ما يسمى الإعلام الجديد، المتمثل في إعلام وسائل التواصل الاجتماعي، يفتقر إلى المهنية بالدرجة الأولى، إلا أن المتلقي أصبح أكثر وعياً في اختيار وانتقاء مصادر المعلومة التي يريدها، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الإعلام حالياً هو إيجاد الكوادر القادرة على التكيف والتعاطي مع التغيرات التي طرأت، داعياً إلى التركيز على تعزيز الثقة والمحتوى بالدرجة الأولى في تقديم المادة الإعلامية.