وأخيراً قال القضاء البريطاني كلمته وأصدرتْ محكمة
Old Bailey اللندنية حكماً بالسجن المؤبد على “آنجيلا وايتوورث” ( 44 عاماً) التي قتلت طفلتها “سارة” البالغة من العمر عشرين شهراً!
تعارف عبر مواقع التواصل الإجتماعي
و”آنجيلا وايتوورث” هي امرأة كينية من قبيلة مرموقة في ذلك البلد سافرتْ إلى بريطانيا للدراسة في عام 1996 وعندما انتهتْ تأشيرة الدخول الخاصة بالطلبة تحايلتْ على القانون وتزوجتْ شكلياً من أجل البقاء في بريطانيا ثم تطلقتْ بعد أربع سنوات، وفي عام 2006 تعرفتْ عبر الإنترنت إلى الشاب “نبيل دحاني” وهو بريطاني من أصلٍ مغربي وتزوجته بعد عام وأنجبتْ منه بعدها طفلتهما الوحيدة “سارة دحاني”، ولكن هذا الزواج سرعان ما انهار وعندها فكرتْ “آنجيلا” في العودة إلى بلدها كينيا والبدء بحياةٍ جديدةٍ هناك، ولكن بعد أن تصحب معها ابنتها “سارة”، ولكن الأب رفض هذا الأمر تماماً وطالب بحضانة طفلته في بريطانيا، وهنا وصلت القضية إلى محكمة الأسرة.
لي وليس لغيري
بعد انتظارٍ على أحر من الجمر استلمتْ “آنجيلا” قرار محكمة الأسرة الذي يوصي ببقاء الطفلة مع والدها إذا ما سافرت أمها إلى كينيا أو يتناوب الوالدان على رعايتها إذا ما بقت الأم في إنجلترا وكذلك الأب، وكان تأثير القرار ثقيلاً على نفسية “آنجيلا” التي كانت تنتظر قراراً على هواها وتناولتْ في الحال مضادات الاكتئاب التي اعتادتْ تناولها من وقتٍ إلى آخر، وبعد نحو ساعة اتصلتْ بالخطوط الجوية الكينية وحجزتْ مقعداً في أقرب رحلة إلى هناك، وبعد المكالمة بقليل قررتْ وصممتْ على قتل طفلتها كي لا تبقى مع والدها، وفكرت بطريقةٍ سريعةٍ للموت حيث جاءت بكيسٍ من البلاستك الأسود وغطتْ به رأس ابنتها وضغطتْ على حافاته بقوة حتى قطعت الطفلة أنفاسها وهي بين الرعب والذهول ومن دون مقاومةٍ كبيرةٍ. ثم تركتْ الأم جثة طفلتها مطروحة بين كومة الثياب في غرفة النوم وهربتْ
الشرطة تطارد الأم القاتلة
في اليوم الثاني إتصل الأب بالشرطة بعد أن راودته الشكوك وخاف أن تختطف الأم ابنته وتهرب، واتجهتْ الشرطة إلى البيت لتجد جثة الطفلة مرمية على الأرض بين أكوام الثياب، ومن هنا بدأت عملية البحث عن الأم التي كانت قد وصلتْ إلى شرق أفريقيا وقامتْ بإخفاء هويتها وانتحلتْ هناك صفة واسماً وحياةً مختلفة، ثم غادرتْ بعدها إلى أوغندا وهي تظن بأنها قد فلتتْ من العقاب ولكن الشرطة البريطانية قادت حملة عالمية كبيرة تحت شعار “لن ننسى سارة” شاركتْ فيها الشرطة الأوغندية والإنتربول أيضاً إضافة إلى المناشدات عبر الإعلام ومواقع التواصل الاحتماعي، وبعد ثلاث سنوات من العمل المضني وبالتحديد في مارس من العام الماضي جاؤوا بالأم القاتلة إلى بريطانيا واقتادوها إلى التحقيق فاعترفتْ بجريمتها، وجرت محاكمتها ليصدر عليها الحكم قبل أيام بالسجن المؤبد على أن تقضي وراء القضبان فترة لاتقل عن 15 عاماً مهما كانت الأسباب.
خارج المحكمة قال الأب “نبيل دحاني” وهو يغالب دموعه: إنها إبنتي الوحيدة التي كرست لها كل حياتي وهي تعني لي العالم كله، والحمد لله أن العدالة أخذت حق ابنتي في نهاية الأمر.