أدلى صاحب السمو الملكي الأمير رضا بهلوي بحوار حصري لـ«أخبار الخليج» عبَّر فيه عن أمله الإطاحة بالنظام الحالي في طهران واستبدال نظام آخر ديمقراطي به، يبشر بعهد جديد أساسه الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
كان الأمير في الثامنة عشرة من عمره عندما أطاحت الثورة الخمينية بوالده شاه إيران محمد رضا بهلوي وهو يتطرق اليوم من منفاه في الخارج إلى الأوضاع الداخلية المتردية في إيران في ظل نظام الملالي الذي ظل يحكم البلاد منذ ذلك الوقت.
ذكر الأمير رضا بهلوي في هذا الحوار الحصري أن رجال المليشيات الساخطين على الأوضاع السائدة باتوا مستعدين للانقلاب على القيادة الثيوقراطية التي تجثم على البلاد إذا ما انتفض الشعب الإيراني ضد حكم الملالي.
لم يُخْفِ الأمير تخوفه من أن يعمد المتشددون في الحرس الثوري الإيراني إلى القيام بمحاولة انقلابية بُغية الاستيلاء على الحكم وفرض «نظام دكتاتوري شبه عسكري» عند وفاة المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يبلغ السابعة والسبعين من عمره.
وإدراكا منه لهذا الوضع، طالب الأمير حكومات الدول الأجنبية بدعم الإطاحة بالنظام الإيراني الحالي، متوقعا انبلاج فجر جديد للشعب الإيراني ودور بلاده في المنطقة. يقول الأمير في هذا الصدد: «لقد أصبح النظام (الإيراني) يعاني من التفكك، كما أن وفاة خامنئي من شأنها أن تؤدي إلى تعقيد وضع النظام».
يتساءل الأمير: «هل ستتغير طبيعة نظام الملالي في طهران؟ هناك سيناريوهان اثنان قد يحددان مستقبل هذا النظام الثيوقراطي؛ فقد تحاول بعض الفصائل من داخل الحرس الثوري القيام بانقلاب لكي تحول النظام الحالي إلى مجرد نظام دكتاتوري شبه عسكري، وذلك من أجل حماية مصالحها وإحكام قبضتها على السلطة».
«في ضوء السيناريو الثاني المحتمل، قد ينضم هؤلاء إلى الشعب الإيراني من أجل إحداث تغيير كامل في نظام الحكم بأقل ما يمكن من سفك للدماء».
«أنا أتوقع حدوث السيناريو الثاني، كما أنني أرغب في ذلك أيضا، غير أن الأمر يتوقف برمته على قرار واضح تتخذه الحكومات الأجنبية بدعم الشعب الإيراني».
يدعو ولي العهد ووريث العرش الإمبراطوري الإيراني من منفاه إلى الانتفاضة السلمية، ويحث الرأي العام الإيراني على عدم التعاون وشنّ إضرابات، على أمل الإطاحة بأولئك الذين أطاحوا بوالده شاه إيران، الذي مات بعد أكثر من سنة في المنفى الإجباري.
يقول الأمير: «إذا ما توافرت العوامل التي أكدتها؛ أعني الانتفاضة الشعبية الداخلية ومبادرة الحكومات الأجنبية بتقديم الدعم المطلوب للشعب الإيراني، فإن السيناريو الثاني الذي تحدثت عنه هو الذي قد ينجح ويُؤتي أُكُلَه».
«لست أقول هنا إن كل المنتسبين إلى الحرس الثوري سينحازون إلى الشعب الإيراني، غير أن كثيرين منهم سيفعلون ذلك. أنا أبذل كل جهودي من أجل توطيد علاقاتي مع مثل هذه العناصر بالذات داخل النظام الإيراني. أود أن أؤكد هنا أن هذه العناصر موجودة فعلا، وقد ازداد سخطهم وهم يرقبون ساعة الصفر».
«كلما قويت عزيمة الشعب الإيراني وازداد إصرار المجتمع الدولي شجع ذلك على الانشقاقات وعجل بسقوط هذا النظام الثيوقراطي الحاكم في طهران».
«أعتبر المراهنة على هذا السيناريو في تغيير نظام الحكم هي الأقل كلفة، سواء للشعب الإيراني أو للعالم، كما أنه يمثل الخيار الأكثر حكمة الذي سيغني عن الحرب التي سيكون ثمنها باهظا».
كشف الأمير أيضا أنه قد حرص على استمرار قنوات الاتصال من منفاه بفضل التقنيات الجديدة التي أسهمت في تدفق المعلومات بمنتهى الحرية، وهو ما يمثل -بحسب رأيه- «التحدي الأكبر» الذي يواجهه الملالي في إيران.
الطريق إلى إسقاط النظام
في سنة 2014، أطلق الأمير محطة تلفزيونية وشبكة إذاعية خاصة به، كما أنه اعتُبِر سنة 20111 شخصية العام عقب استطلاع الرأي الذي أجرته إذاعة «فردا» الناطقة بالفارسية والممولة من الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول الأمير في هذا الصدد: «لقد بدأت الجدران التي أقامها النظام الثيوقراطي تتداعى؛ فهذا النظام لا يستطيع أن يحصن حدوده ويمنع انتشار أخباره في الخارج أو الحيلولة دون تدفق المعلومات إلى الداخل».
«إن التدفق الحر للمعلومات يمثل أكبر التحديات التي يواجهها نظام الملالي الذي يأمل أن يعود بإيران إلى القرن السادس أو السابع الميلادي. لقد بدأ العد التنازلي كما بدأت ساعة الحقيقة تقترب».
لم يُخْفِ الأمير أنه لا يعلق آماله على الولايات المتحدة الأمريكية لكي تتخذ موقفا صارما تجاه إيران عقب انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يقول في هذا الشأن: «لم أعتمد أبدا -طوال حياتي- على أي حكومة أجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية».
يقول الأمير: «إن الواجب يحتم عليَّ المضي قدما لأُطلِع العالم -بما في ذلك كل الحكومات الأجنبية التي أتواصل معها- وأبيِّن لهم أن مصلحتهم الحقيقية تكمن في تركيز اهتمامهم على الشعب الإيراني، لا النظام الذي أبان عن طبيعته وأثبت أكثر من مرة أنه غير جدير بأي ثقة ولا يُؤمَن له جانب».
«إن نظام الملالي يستعصي على الإصلاح ولا يمكن بالتالي لأي مفاوضات، مهما كان حجمها، أن تغير من طبيعة هذا النظام المصمم على توسيع هيمنته، والهيمنة بالتالي على كامل المنطقة»، محذرا في الوقت نفسه من الدخول في حرب شاملة ضد إيران؛ لأن ذلك سيصب في مصلحة نظام الملالي في طهران.
يقول الأمير: «الحرب ليست بالحل ولا تمثل الجواب المطلوب أو الرد المرغوب. إن الحرب لن تؤدي إلا إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتدمير بلادي وتوحيد النظام الذي سيجد في هذه الحرب شريان الحياة الذي سيبقيه على قيد الحياة ويمدد بالتالي في أنفاسه».
من بين الاقتراحات التي يطرحها الأمير منح العفو لكثير من العناصر «الساخطة التي تبددت أوهامها» في الحرس الثوري الإيراني ومليشيات الباسيج والذين انقطعت بهم السبل وأصبحوا -بحسب رأيه- «بلا وطن».
يقول الأمير: «إن هذه العناصر الساخطة في حاجة ماسة إلى استراتيجية لتأمين خروجها. أنا على دراية تامة بهذه الحقيقة. لذلك دعوت إلى تحقيق المصالحة الوطنية ومنح العفو.. إن مثل هذا النهج من شأنه أن يعطي هذه العناصر الفرصة لكي تنحاز إلى الشعب الإيراني وتقف معه ضد نظام الملالي الحاكم. إن هذه العناصر في حاجة إلى من يطمئنها ويؤكد لها أنه سيكون لها مستقبل ما بعد سقوط النظام. يجب على العالم أن يكف أيضا عن التهديد بتوجيه ضربات عسكرية لبلادي؛ لأن ذلك سيخدم مصلحة النظام ويجبر هذه العناصر التي تحدثت عنها على الوقوف في صف النظام، كما أن كثيرين منا سيعارضون مثل هذه الهجمات العسكرية. في حال اندلاع حرب، فإنه لا أحد سيستفيد منها سوى نظام الملالي في طهران».
يعتبر الأمير النظام الحالي الحاكم قد «فَقَدَ -منذ فترة طويلة- كل شرعية حقيقية له داخل إيران»، مضيفا أنها «مسألة وقت فقط» قبل أن يطالب الشعب بالتغيير السياسي. لكن يبقى السؤال الوحيد الآتي: «إلى متى وبأي ثمن» سيظل الملالي متشبثين بالحكم في إيران؟
يقول الأمير: «أنا أطالب بالتغيير من خلال حملة عصيان مدني تكون بعيدة عن أسلوب العنف. بهذه الطريقة السلمية يمكن شَلّ النظام الحاكم من الداخل، وخاصة إذا ما تعززت مثل هذه الحملة الداخلية بالدعم السياسي والدبلوماسي الخارجي للشعب الإيراني، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية، مثل العقوبات الذكية التي تستهدف النخبة الحاكمة ومافيا الحرس الثوري. هكذا يمكن تغيير موازين القوى لمصلحة الشعب الإيراني».
مسرحية هزلية
«إنها مسرحية هزلية، أبطالها رجال الدين الملالي، ولا تعدو أن تكون مثل رقصة كابوكي»، ذلك ما قاله الأمير رضا بهلوي في معرض تعليقه على الانتخابات الإيرانية.
وطرح الأمير عدة خيارات واقتراحات، هدفها إرساء نظام جديد يتولى إدارة شؤون الحكم في البلاد.
في ظل نظام ولاية الفقيه الحالي، تعتبر سلطات الرئيس المنتخب محدودة، مقارنة بسلطات المرشد الأعلى علي خامنئي الذي تولى المرشدية منذ سنة 1989. علما أن جميع المرشحين للانتخابات الرئاسية يتم اختيارهم من قبل مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يسيطر عليه تيار المحافظين المتشددين.
يقول الأمير إن السياسة التي ينتهجها الملالي في طهران عبارة عن «فوضى عديمة الرؤية»، وأضاف: «إن المسرحية الانتخابية التي نظمها رجال الدين الملالي لا تعدو أن تكون رقصة كابوكي، إذ إن نفس الممثل يضع أقنعة مختلفة ويترنم بأنغام مختلفة حتى يتسنى له سرد قصة هامشية مختلفة قبل تغيير الستار».
يقول الأمير إن الإطاحة بنظام الملالي ستفضي إلى خلق بيئة ملائمة يسودها الخطاب السياسي الانفتاحي والحرية الإعلامية وحرية إنشاء الأحزاب، بما يضمن إجراء انتخابات في كنف الحرية والعدالة.
يقول الأمير: «سيتسنى للشعب الإيراني عندها فقط ممارسة حقه في اختيار من يمثله بكل حرية، كما تصبح الفرصة سانحة للمجلس الدستوري لكي يضع مسودة دستور إيراني جديد على أساس الديمقراطية البرلمانية العلمانية».
«يمكن بعد ذلك إجراء استفتاء على مسودة الدستور الجديد، كما أنه سيكون من الضروري اللجوء إلى أصوات الشعب من أجل الاتفاق على الشكل النهائي للنظام السياسي الجديد والاختيار بالتالي ما بين الملكية البرلمانية العلمانية أو الجمهورية البرلمانية العلمانية».
«في المرحلة النهائية يدعى الناخبون الإيرانيون إلى انتخاب أول برلمان مع إجراء الانتخابات من أجل الاتفاق على تشكيل أول حكومة ديمقراطية في البلاد».
يمضي الأمير قائلا: «هذا ما قد يخبئه المستقبل للشعب الإيراني، على الأقل فيما يتعلق برؤيتي لبناء مسار تشاركي لا يقصي أحدا من أجل بناء دولة إيرانية متسامحة وتقدمية».
عرفت إيران -في ظل حكم والده العلماني والموالي للغرب- برنامجا سريعا للتحديث يتم تمويله من عائدات النفط. أما الحكومة المتشددة التي جاءت بعد ذلك فقد ظلت تواجه انتقادات لاذعة بسبب سياساتها الرامية إلى زعزعة الاستقرار واضطهاد الأقليات، وكثير من الأمور الأخرى.
ويتعهد الأمير بمعاملة كل الإيرانيين على قدم المساواة بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو الإثنية بمقتضى نموذج الدستور الذي يقترحه تحت شعار: «التسامح والتعايش».
يقول الأمير: «أنا أؤمن إيمانا راسخا بأننا جميعا إيرانيون وأننا متساوون على هذا الأساس. سيكون دستورنا الذي سنضعه في المستقبل متوافقا مع المبادئ التي تضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي ستتضمن المساواة الكاملة لكل مواطن إيراني، سواء كان رجلا أو امرأة، كرديا أو فارسيا، عربيا أو بلوشيا أو أذريا، مسلما كان أو يهوديا أو مسيحيا إلخ…».
وحرص الأمير على تأكيد أنه لا يسعى لاستعادة الحكم لنفسه حتى يتسنى إعادة النظام الملكي، مضيفا أنه إنما يدعم الإيرانيين الذين «يتوقون إلى الحرية والكرامة» و«القدرة على إجراء الانتخابات في كنف الحرية حتى يقرروا مستقبلهم بأنفسهم».
ويؤكد أن كل ما يهمه الآن هو تحرير وطنه، مضيفا أنه لا يهتم بمصيره الشخصي، وأنه يقدم على هذه الخطوة غير آبه بما قد يتعرض له أو بما قد تخبئه له الأيام».
وتحدث الأمير عن «حالة الفوضى العمياء التي تتخبط فيها البلاد بسبب رجال الدين الملالي»، مؤكدا أن الملكية الدستورية ستبذل كل ما في وسعها من أجل إرساء الاستقرار بعد الإطاحة بهذا النظام الذي يتغذى من انعدام الاستقرار.
ويعتبر بعضَ الأنظمة الملكية الدستورية في العالم هي الأكثر ديمقراطية واستقرارا من بين كل الأنظمة الأخرى، مضيفا أنه يلقى الدعم من أبناء وطنه الذين يريدون منه أن يلعب دورا فاعلا في «تحرير الوطن».
يقول الأمير: إن المشاعر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هي التي تذكي حالة من التذمر في ظل انحسار أو انعدام الفرص المتاحة. عندما يسافر الإيرانيون إلى الخارج، وخاصة في المنطقة المجاورة، يدركون بكثير من المرارة ما حل بإيران بسبب سياسات الملالي، لذلك فإنهم يتطلعون إلى فرصة سانحة من أجل بداية جديدة لإعادة بناء بلادهم وإزالة الدمار الذي ألحقته الخمينية بوطنهم.
يقول الأمير إن الشعب الإيراني جدير بالحرية وممارسة حقه في تقرير مصيره، وهما المبدآن الأساسيان اللذان لا يدخلان بأي حال من الأحوال في قاموس رجال الدين الملالي الذين يديرون البلاد، غير أنه يقر بأن أجداده الذين حكموا البلاد كانت لهم أيضا أخطاؤهم.
«لم يكن النظام السابق مثاليا، غير أن والدي وجدي يُعَدّان اليوم من الشخصيات العملاقة في إيران؛ إذ يُنظَر إليهما على أنهما مهندسا الدولة الإيرانية الحديثة المزدهرة، كما كان كل الإيرانيين، من مختلف الإثنيات والعقائد، يتعايشون في كنف السلام، على عكس الأضرار الفادحة التي تسبب فيها نظام الملالي للمجتمع الإيراني».
ويضيف: تتمثل مهمتنا اليوم -وخاصة جيل الشباب- في الإعداد لعهد جديد من الحرية والكرامة والمساواة والفرص المتاحة. عندها فقط يمكن لبلادنا أن تعود إلى المسار الصحيح وتواصل مسيرة الحداثة والتقدم والرخاء من دون انقطاع.
دعم المعارضة
طالب الأمير دول المنطقة بتقديم الدعم اللازم لجماعات المعارضة الإيرانية التي تسعى لإسقاط نظام الحكم في طهران.
وأكد أن القادة الحاليين الذين يسيطرون على مقاليد الحكم في طهران لن يعيدوا النظر -على الأرجح- في سياساتهم الرامية إلى تأجيج القلاقل في الدول المجاورة لها وزعزعة الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
يقول الأمير إن الحكومة الإيرانية الراهنة «تتغذى من الفوضى وانعدام الاستقرار»، وهو يؤكد أن التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى لن تتوقف إلا بتغيير النظام الحاكم في طهران.
يقول الأمير: «يجب أن يتحول الاهتمام الإقليمي من التركيز على التصدي لألاعيب النظام الخبيثة، في ظل الوضع القائم، إلى مد يد المساعدة الفعلية إلى الشعب الإيراني من أجل التخلص من هذا السرطان الذي ظل يجثم على الرقاب وينخر في البلاد والعباد ويحتل وطننا».
لم يَفُت الأمير أن يُحَذِّر من أنه طالما ظل هذا النظام قائما فإن إيران ستظل تعمل على تقويض الأمن الإقليمي، وهو يقول في هذا الصدد: «لا تتوقعوا أن يغير هذا النظام سياساته وألاعيبه أو يتخلى بالتالي عن طبيعته، فهو أشبه بالثعبان السام الذي لا يمكنه أن يغير طبيعته بمزاجه»، مضيفا أن هذا النظام يستمد شريان الحياة الذي يبقيه على قيد الحياة من الفوضى الإقليمية التي تعم المنطقة والتدخل المباشر السافر في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ودعم التطرف والراديكالية».
يقول الأمير: «يقدر النظام في حساباته أنه يستفيد كثيرا من المقارنة بين الوضع الفوضوي الذي يسود العراق وأفغانستان والأمن النسبي الذي توفره الدولة البوليسية للشعب الإيراني».
«إن النظام الإيراني يتغذى من حالة الفوضى والتفكك. وبطبيعة الحال فإن الشعب الإيراني يدرك هذا الأمر، وهو يعتبر أنه يتناقض مع دورنا التاريخي، لكنه لا يبدي رأيه في الوضع؛ لأن النظام الحاكم قمعي ويبطش بهم».
يقول الأمير إن «بصمات» إيران واضحة في الهجمات والأحداث الأمنية، سواء في مملكة البحرين أو في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، مضيفا أن نظام إيران لم يحاول حتى أن يتستر على دوره في الأحداث.
يقول الأمير: «هذا مكتوب في دستور النظام، وتتبناه قيادته ويعبر عنه القادة والأجهزة السياسية والعسكرية».
ويستبعد الأمير أن تتوقف سلطات طهران عن دعم المتطرفين الشيعة في البحرين، من خلال تزويدهم بالسلاح والتجهيزات أو تدريبهم أو تمويلهم، وهو يقول في هذا الشأن: «طالما ظل الملالي في الحكم فإنهم سيواصلون أساليبهم التكتيكية في المنطقة ودعمهم للمتطرفين».
يتوقع الأمير أن يمهد تغيير النظام الطريق لعهد جديد من التعاون بين إيران وجيرانها من الدول العربية، سواء فيما يتعلق بالماء أو بمصادر الطاقة المستنفدة وغيرها من المسائل الأخرى المهمة التي تتطلب تعاونا إقليميا.
ويقول الأمير: «بصرف النظر عن الشكل النهائي الذي ستكون عليه الديمقراطية العلمانية مستقبلا في إيران فإنها ستكون ملتزمة بإعادة إرساء الاستقرار الإقليمي على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، وهو الدور الذي كنا نضطلع به، إضافة إلى إنهاء الأزمة الإقليمية والقضاء على الجماعات المتطرفة التي يؤججها الملالي، وهو ما نشهده في ظل هذا النظام الحالي من دون أن يكون له أي جذور تاريخية في إيران».
ويضيف الأمير أن الحكومة التعددية والديمقراطية الإيرانية ستركز على المصالح الوطنية، كما أنها ستبذل قصارى جهدها لكي تنتشل إيران من حالة الدمار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي التي تَسبَّب فيها هذا النظام الثيوقراطي، إضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
ويقول إن السلام والاستقرار يمثلان أهم العوامل التي تسهم في تحقيق التقدم والرخاء، مضيفا أن الجميع يمكن أن يستفيدوا من التعاون والنمو الاقتصادي في مختلف المجالات.
لم يَفُت الأمير رضا بهلوي أن يؤكد الروابط التجارية والعائلية التاريخية التي ظلت تجمع بين الشعب الإيراني وبقية الدول في المنطقة، واعتبر أن القادة الحاليين في طهران «لا يمثلون المشاعر التاريخية للشعب الإيراني».
ويضيف: «بصفة عامة، هناك كثير من القواسم المشتركة بين الإيرانيين وجيرانهم. لذلك، أنا على ثقة بأن الحكومة المستقبلية التي تمثل حقا إرادة الشعب الإيراني لا بد أن تعمل على إنهاء حالة العداء وتبني علاقاتٍ قوامُها الصداقة والتعاون».
الأمير رضا بهلوي في حوار حصري مع «أخبار الخليج»: أدعو الشعب الإيراني إلى تنظيم عصيان مدني يطيح بنظام الملالي
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=42102