مسافة قصيرة كانت تفصل “ميرنا” عن مدرستها لمجالسة زميلاتها، لكن حظّها العاثر لم يسعفها للوصول إلى الصفّ الذي اعتاد احتضانها يومياً. وحده صوت جرس المدرسة كان “يرنّ” في أذنيها وكأنّه يناديها، بينما كانت الفتاة اليافعة مجرّد لقمة سائغة في فمّ زميلٍ استدرجها إلى قدرها المحتوم..
الظلمة التي سيقت إليها طغت على وضح نهار يومها المشؤوم ..قذارة البيت المهجور ربما كانت أكثر طهارة من سريرة ذاك الشاب الذي حوّل حياتها جحيماً.. وكأن حقيبتها المرمية على الأرض وحدها كانت “تبكي” صاحبتها حزناً على ما أصابها على أيدي رفاق السوء.
كانت عقارب الساعة تقارب الحادية عشرة قبل الظهر، عندما توجّهت “ميرنا” (اسم مستعار) لزيارة صديقتها “م” قبل أن تتوجّه إلى مدرستها حيث الدوام بعد الظهر. في الطريق صادفت شقيقي الصديقة ورفيقيهما، فطلبوا منها مرافقتهم إلى المدرسة والعدول عن الزيارة ففعلت. لكن الشبان الثلاثة إنحرفوا عن الطريق الرئيسية الى أخرى فرعية ومعهم الفتاة القاصر التي لم تكن تدرك نواياهم المبيتة، أدخلوها الى بيت مهجور وهناك أقدم أحدهم على اغتصابها بالقوة بمساعدة الآخرين.
النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان تسلّمت من القاضي المنفرد الجزائي الناظر بقضايا الأحداث، نسخة عن ملف “ميرنا” والتي أحالته بدورها إلى مكتب حماية الآداب. وبعد الإستماع إلى ابنة الـ 15 عاما، أفادت أنّها تقيم حاليا في إحدى المؤسسات الإجتماعيّة، ومع أهلها في الضاحية الجنوبية سابقاً، وكانت تتلقى علومها في إحدى المدارس الرسمية فيها، معترفة بأنّها هربت من منزل أهلها خمس مرات، المرة الأولى كانت حين ضبط والدها معها هاتفاً خلويّا أهداه لها أحد الشبّان لتتواصل معه، وفي اليوم التالي لاعتقادها أنّ والدها سيقوم بعرضها على طبيب لفحص عذريتها.
تكرّر هروب الفتاة من منزل أهلها، الى أن صارحت والدتها بأنها تعرّضت لإعتداء جنسي أواخر العام الدراسي الماضي (حين كانت في الصفّ التاسع) ، ولدى عرضها على طبيبة نسائية تبيّن أنّها مفضوضة البكارة منذ مدّة ليست بقصيرة، سارع الوالد إلى تقديم شكوى بهذا الصدد، ليتبيّن أنّ الفتاة كان لها صديقة اسمها “م” وقد تركت المدرسة نهائيا، وأنّها قبيل موعد بدء دوام المدرسة أرادت زيارتها في منزلها، وفي الطريق التقت “ميرنا” بشقيقي “م”، أحدهما زميل لها في المدرسة، وكان برفقتهما زميل آخر( جميعهم قاصرون)، فطلبوا منها العدول عن زيارة زميلتها ومرافقتهم إلى المدرسة.
وافقت “ميرنا” وتوجّهت برفقتهم في طريق مختصرة مليئة بالأعشاب، فيها خيمة زراعية، فأمسكوا بها وأدخلوها إليها بالقوة، فقام أحدهم بتقبيلها ودفعها أرضاً، راحت تصرخ بأعلى صوتها، سمعها صاحب الخيمة واقترب من المكان، لكن الشبان أبلغوه أن الفتاة هي شقيقة أحدهم، وهي ترتّب حجابها، وغادروا الخيمة ثمّ ساروا بضعة أمتار ليجدوا بيتاً مهجوراً أدخلوها إليه بالقوة وألقوها أرضاً، أمسك بها أحد الشقيقين بيديها، ثم عمد الآخر إلى اغتصابها حتى سالت دماؤها فيما كمّ الصديق الثالث فمها أثناء عملية الإعتداء عليها، وبعد أن أشبع المغتصب رغبته، تركوها في أرض البيت المهجور وهربوا جميعاً.
منذ تلك الحادثة عاشت القاصر في ضياع شديد، وخضعت لاستغلال جنسي من قبل الشبان الذين تعرّفت عليهم، فبعد أن أخبرت صديقاتها في المدرسة عن مأساتها، فوجئت بأحد الأشخاص ينتظرها قرب المدرسة ويطلب منها مرافقته لممارسة الجنس وإلا سيفضح أمرها، وأفادت الفتاة أنّ الأمر تكرّر مع أربعة شبان آخرين كلّ على حدة، مشيرة إلى أنّها أحدهم قام بتصويرها خلال العملية الجنسيّة من خلال كاميرا مثبّتة في الغرفة، وهدّدها بفضح أمرها إن أخبرت أحداً، مضيفة إلى أن شاباً كان تقدّم بطلب للزواج منها رفضه والدها، قد عقد قرانه عليها شفهيّا وكان يُعاشرها معاشرة الأزواج.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي هنري الخوري، جرّمت المتهمين الشقيقين بتهمة اغتصاب الفتاة القاصر وفقا للمادة 503 عقوبات/ 422/ 2002 بسبب قصرهما (عقوبتها 5 سنوات)، وأحالت الملف أمام النيابة العامة لإيداعه المحكمة المختصّة بشؤون الأحداث واتخاذ التدبير اللازم بحقهما، بعد أن كانت المحكمة أصدرت حكماً غيابياً بحقهما وحاكمت صديقهما سابقاً.
اغتصاب.. على طريق المدرسة!
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=20264