تسجيل الدخول

احتكار الألقاب.. ظاهرة نادرة في كرة الإمارات

الرياضة
manar26 أكتوبر 2024آخر تحديث : منذ 4 أسابيع
احتكار الألقاب.. ظاهرة نادرة في كرة الإمارات

يشهد الموسم الحالي 2024 – 2025، معاناة مبكرة للوصل في حملته للحفاظ على درع دوري أدنوك للمحترفين الذي توج به الموسم الماضي، وسط مؤشرات تؤكد استمرار ظاهرة صعوبة حامل اللقب في المحافظة على درع الدوري الإماراتي منذ نسخته الأولى موسم 1974 – 1975، إذ طوال 49 نسخة من المسابقة، لم تنجح سوى 4 أندية في الفوز بالدرع مرتين متتاليتين.

والعين الوحيد من بينها الذي تجاوز هذا الأمر عندما احتكر اللقب 3 مرات متتالية في زمن الهواية، وذلك في مواسم 2001 – 2002 و2002 – 2003 و2003 – 2004، وعاد «الزعيم» لينفرد بإنجاز خاص بكونه الوحيد الذي نجح بالفوز بدرع الدوري مرتين متتاليتين منذ تطبيق الاحتراف موسم 2008 – 2009، عندما فاز باللقب موسمي 2011 – 2012 و2012 – 2013.

وفي المقابل، سيكون الوصل مطالباً بالدفاع عن كأس صاحب السمو رئيس الدولة، والسعي للمحافظة على اللقب للموسم الثاني على التوالي، وهو اللقب الغالي الذي تمكن 12 نادياً من نيل شرف الوصول إلى منصة تتويجه، ونجح منها 5 أندية في الفوز باللقب موسمين متتاليين.

واقتصر الإنجاز نفسه على 3 أندية في عصر الاحتراف، فيما أقيمت 16 نسخة من كأس المحترفين، ووصل إلى منصة تتويجها 8 أندية، ولم ينجح أي نادٍ في الفوز باللقب موسمين متتاليين، ولكنها شهدت ظاهرة تبادل شباب الأهلي والوحدة الصعود إلى منصة التتويج لمدة 4 مواسم متتالية من 2015 – 2016 إلى 2018 – 2019، كما كان نفس الناديين هما فقط من استطاعا الفوز بنسختين متتاليتين من كأس السوبر منذ تطبيق الاحتراف.

الدوريات الكبرى

في أغلب الدوريات الكبرى والشهيرة في العالم، تقتصر ظاهرة المنافسة واحتكار اللقب على ناديين أو ثلاثة على الأكثر، ولكن الأمر يختلف في الكرة الإماراتية، وخاصة منذ تطبيق الاحتراف، إذ دائماً ما تدور المنافسة بين أكثر من 3 أندية على درع الدوري، وينتهي الأمر بابتعاد حامل اللقب مبكراً، ليصعد بطل جديد إلى منصة التتويج، ولم يفلح سوى العين فقط في تكرار الفوز بلقب البطولة، وفعل هذا الأمر في زمن الهواية كل من شباب الأهلي موسمي 1974 – 1975 و1975 – 1976، والنصر موسمي 1977 – 1978 و1978 – 1979، والوصل موسمي 1981 – 1982 و1982 – 1983.

ولكن تكرار الوصول لمنصة التتويج موسمين متتاليين، حدث في كأس صاحب السمو رئيس الدولة منذ تطبيق الاحتراف، 3 مرات عندما فاز الجزيرة بالبطولة الغالية موسمي 2010 – 2011 و2011 – 2012، وشباب الأهلي موسمي 2018 – 2019 و2020 – 2021، مع العلم أن نسخة البطولة ألغيت في موسم 2019 – 2020، بسبب إجراءات التصدي لفيروس كورونا، ونال الشارقة اللقب موسمي 2021 – 2022 و2022 – 2023، كما فعل الشارقة الأمر نفسه في زمن الهواية عندما فاز باللقب موسمي 1978 – 1979 و1979 – 1980، والنصر موسمي 1984 – 1985 و1985 – 1986، والعين موسمي 2004 – 2005 و2005 – 2006.

وتتوزع كذلك حصيلة ألقاب الدوري بأعداد متقاربة بين 8 أندية، إذ ينفرد العين بالقمة برصيد 14 لقب، ويليه كل من الوصل وشباب الأهلي 8 ألقاب، والشارقة 6، والوحدة 4، وكل من الجزيرة والشباب والنصر 3 ألقاب، بينما في توزعت ألقاب الكأس الغالية بين 12 نادياً.

وهناك تفاوت كبير بين المتصدرين الشارقة وشباب الأهلي برصيد 10 ألقاب لكل منهما، ويليهما العين 7 ألقاب، وبقية الأندية الأخرى في قائمة المتوجين باللقب الغالي، وهي النصر والشباب وكل منهما فاز باللقب 4 مرات، والوصل والجزيرة ونال كل منهما اللقب 3 مرات، والوحدة مرتين، ومرة واحدة لكل من الإمارات والشعب وبني ياس وعجمان.

السوبر و«المحترفين»

أقيمت 16 نسخة من بطولة كأس المحترفين ومباراة كأس السوبر منذ عام 2008 وحتى الآن، وحصل كل من شباب الأهلي والوحدة على كأس السوبر مرتين متتاليتين، إذ نال «الفرسان» اللقب عامي 2013 و2014، و«العنابي» عامي 2017 و2018، ويتصدر شباب الأهلي قائمة الأكثر تتويجاً باللقب برصيد 6 بطولات، وبفارق 3 ألقاب عن كل من العين والوحدة في المركز الثاني، و4 ألقاب عن الشارقة بالمركز الثالث، و5 ألقاب عن كل من الجزيرة والإمارات في المركز الرابع، أما كأس المحترفين.

فلم تشهد فوز نادي باللقب مرتين متتاليتين، مع وجود تقارب في عدد مرات الفوز بالبطولة بين 8 أندية نجحت في التتويج باللقب، إذ يتصدر شباب الأهلي قائمة تلك الأندية برصيد 5 بطولات، وبفارق بطولتين عن الوحدة، و3 بطولات عن كل من العين والنصر، فيما نال اللقب مرة واحدة كل من الشارقة، عجمان، الشباب والجزيرة، مع الإشارة إلى أن نادي الشباب تم دمجه مع ناديي الأهلي ودبي تحت مسمى نادي شباب الأهلي عام 2017، وشهد العام نفسه، دمج الشعب مع الشارقة تحت مسمى نادي الشارقة.

شراسة الصراع

من جهته، أكد أحمد خليفة حماد المدير التنفيذي السابق لنادي شباب الأهلي، أن صعوبة تكرار الفوز بدوري أدنوك للمحترفين لموسمين أو أكثر، سببها عدم امتلاك العديد من الأندية للنفس الطويل في المنافسة المرهقة، مع شراسة الصراع على درع المسابقة الأهم والأطول، ولذا تلجأ بعض الأندية التي لا تملك بدلاء على نفس مستوى الأساسيين، بنقل طموحها للمنافسة على ألقاب الكأس الأسرع في الحسم.

وأوضح حماد، أن أي نادٍ يمكنه تحقيق لقب الكأس بصرف النظر عن مدى قوته أو ترتيبه في الدوري، لأن عدد مباريات الكأس أقل كثيراً جداً من الدوري، ويمكن تحقيق لقب الكأس من 4 أو 5 مباريات تلعب على فترات متفاوتة طويلة، وغالباً بنظام خروج المغلوب، ما يسمح للأندية بالمزيد من التركيز، والاستعداد بروح قتالية عالية لخوضها، ولا تخضع عادة لأي معايير.

وأشار إلى أن هناك اختلافاً أيضاً، في حسابات المباريات بين الدوري والكأس، لأن في المسابقة الأولى، يمكن تعويض الإخفاق في المباراة التالية، والجولات تتكامل مع بعضها ليتوج الفريق صاحب المحصلة الأكبر في النقاط والنتائج الإيجابية، كما أن بطل الدوري يواجه حملة شرسة في الموسم التالي في كل مبارياته، لأنه نال البطولة الأقوى والأصعب، ويعمل له الجميع ألف حساب، وهو ما يزيد من مهمته في الحفاظ على الدرع.

محمد عمر: المنافسة تستلزم دكة بدلاء قوية

في حين، رأى محمد عمر نجم الوصل والعين والمنتخب الوطني الأسبق، أن بطولات الكأس قصيرة المدة وقليلة المباريات، ما يسمح للأندية بالمزيد من التركيز للفوز بألقابها واحتكارها لمواسم متعددة، وقال إن الدوري يحتاج إلى النفس الطويل في المنافسة، ووجود دكة بدلاء قوية قادرة على تعويض أي غيابات عن التشكيلة الرئيسية، بهدف جمع أكبر قدر من النقاط، مع القدرة على تعويض أي نقاط مفقودة خلال مسار المنافسة.

وأضاف أن بطولات الكأس عادة ما تكون فرصة الارتقاء فيه إلى الأدوار التالية من مباراة واحدة، ما يدفع الأندية إلى خوض تلك المباريات بدافع وعزيمة وإصرار أكبر على الفوز باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق لقب محلي مهم، وبأقل الإمكانات المتاحة، وليس بنظام جمع النقاط وخوض كل مباراة حسب ظروفها كما يحدث في الدوري، والذي يتطلب تحضيرات طويلة وتحديد أولويات في بعض المباريات على حساب مباريات أخرى.

عبد الوهاب عبد القادر: مسابقات الكأس أسهل

كما قال المدرب العراقي عبد الوهاب عبد القادر المدير والمحلل الفني، إن الدوري يحتاج إلى سياسة النفس الطويل، لأن هناك 14 فريقاً تتنافس على لقبه، ويلعب كل فريق 26 مباراة في موسم واحد يمتد قرابة 10 أشهر، بينما بطولات الكأس أسهل وأسرع، ولا يتجاوز عدد مباريات كل فريق أصابع اليد، والمطلوب التركيز فيهم بشكل كبير للوصول إلى المباراة النهائية والمنافسة على اللقب، وبالتالي تكون مثل تلك البطولات أسهل في التعامل.

وأضاف أن الأندية المتنافسة على درع الدوري، تكون مطالبة دائما بالاستمرارية على نفس المستوى والأداء القوي والنتائج الإيجابية والروح القتالية، وهو الأمر الذي يتطلب وجود صف ثاني وثالث من اللاعبين الذين لا يقلون في المستوى عن لاعبي الفريق الأول.

وأن تتوفر في النادي خبرة المنافسة على الدوري، لأنه يحتاج إلى تعامل خاص مع كل مباراة أو مرحلة، خاصة مع طول الطريق نحو منصة التتويج، وما يمكن أن يواجه الفريق من عقبات من ايقافات أو إصابات أو غياب التوفيق في بعض المباريات.

وليد سالم: تساوي الحظوظ في الكأسيرفع عزيمة اللاعبين

قال وليد سالم حارس مرمى العين والمنتخب الوطني السابق: إن طبيعة المنافسة في دوري أدنوك للمحترفين تختلف عن مسابقات الكؤوس، موضحاً: «يمكن لفريق صغير مع احترامي للجميع، أن يفوز بلقب في بطولات الكؤوس، لأن الحظوظ فيه تكون متساوية بمجرد النزول إلى أرص الملعب.

وأضاف: كما أن المطلوب من النادي الراغب في الفوز ببطولة الكأس، التركيز في عدد مباريات أقل، وتحقيق فيها الفوز فقط، لأنه ليس هناك سبيل للتعويض، ويكون الجميع مطالباً بالتركيز الهجومي والدفاعي خلال وقت المباراة واستغلال أنصاف الفرص، وهو الأمر الذي يجبر اللاعبين على اللعب بروح قتالية عالية، ما يزيل الكثير من فوارق المستوى بين الأندية».

وأردف قائلاً: «هناك عامل يصنع فارقاً كبيراً أيضاً، بين بطولات الدوري والكؤوس، وهو خبرة المنافسة التي يمتلكها النادي ولاعبيه، وأضف إلى ذلك اختلاف درجة الضغوط، والتي تكون أقل في الدوري مع وجود إمكانية للتعويض لأي نقاط مهدرة، ولكن في الكأس تخضع كل مباراة لظروف خاصة، ولا مجال فيها للتعويض، وهو ما يزيد من عزيمة وإصرار اللاعبين على الفوز».

سيف يوسف: الخبرة حاسمة في الصراععلى الدوري

أشار سيف يوسف حارس مرمى شباب الأهلي والمنتخب الوطني السابق، إلى أن طموح الفوز بالكأس يقتصر على عدد محدد من الأندية التي تمتلك خبرة المنافسة في هذه المسابقة، وكذلك امتلاك النفس الطويل، ولاعبين من أصحاب الإمكانات الخاصة على دكة البدلاء، والقادرة على صناعة الفارق عند الدفع بها للمشاركة في أي وقت خلال المباريات.

منافسة

وأوضح أن شراسة المنافسة تكون أعلى في الدوري، لأن من لا ينافس على الدرع، يطمح إلى البقاء في عالم المحترفين، وهذا الأمر يتطلب عدم الهبوط من دوري المحترفين إلى دوري الدرجة الأولى، وأشار إلى أن بعض الأندية تضع أولوية المنافسة في الدوري على الكؤوس، ما يسمح لأندية أخرى بالفوز بالبطولة أكثر من مرة أو لمواسم متتالية.

واختتم مؤكداً، أن قصر عمر مسابقات الكؤوس مقارنة بالدوري، يزيد من تركيز الأندية خلال مباريات الكؤوس، والتي عادة ما تقام بنظام خروج المغلوب، وبين مبارياتها فترات طويلة ما يسمح للأندية البعيدة عن الصراع على درع الدوري، بالاستعداد لخوضها بأفضل طريقة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.