الكاتب : فيصل سليمان أبومزيد
في هذه الحياة لا تهتم إلا بنفسك، سخّر كل طاقاتك لها، اعتني بها جيدا، لن ينفعك أحد، مهما كنت قريباً منهم !
يعاملونك كمصدر عطاء، قد ينضب يوماً فلن يربطهم بك إلا حبل الدّين وما يستوجب للعلاقة من احترام !
أنت أب حين تمارس إمكانيات الأب، وأخ وصديق ما دام عطاؤك باقياً، وطالما كنت نافعاً سيلتفتون لك
حال غيابك وذهابك لن يفتقدونك كثيرا، بل ستطويك السنون وستبقى أحياناً ذكرى عابرة بما تحملها الأيام من حلو ومرّ !
وحدها تلك المرأة التي ستبقى في نظرها طفلاً مهما كبرت، ستشتاق لك وتحنو عليك، لا تشكل سنين عمرك لديها رقماً مهما كبرت، ستبقى في نظرها ووجدانها ذلك الطفل الذي كان يبول في فراشه وتغسله مهما بلغت من العمر والقدْر !
إنها الأم … فقط الأم التي تشعر بك وتعيش معك وبينكما مسافات شاسعة … وحدها التي تستشعر ألمك قبل أن يصل إليك، وحدها التي ترعاك في كل أحوالك !
الزوجة … الأبناء … يشعرون بك، ولكن إذا ملّوا منك تركوك وأبقوا رداء الحياء بينكم.
قد تجلس في غرفتك أيام طوال … لا يطرق بابها أحد ليسأل عن حالك وأحوالك، أو حتى رسالة يسألون بها عن صحتك !!
قد يكونون صغاراً ما زالوا لا يدركون، رغم أنهم قد بلغوا سن الحلم !!
لكن … ستظل تخلق الأعذار وتحسن الظنون رغم ما يخالجك من ضيق لذلك.
انتبه لنفسك … لن ينفعك أحد، متّع نفسك واعتني بها جيدا، وعش لنفسك أولا وأخيرا، اجعل راحتك مقدمة على راحة كل البشر، إياك أن تفضل أحداً على ما تريد وتشتهي نفسك، فالإيثار أحيانا قد لا يُجدي نفعاً مع أقرب الناس إليك.