لا أحد منا قد يشكك بأهمية وجود المستشار في أمور تمس الحياة العملية أو حتى المهنية كون المستشار هو الشخص الأقدر على إعطاء الإستشارة المثلى التي تعطي الرؤيا الواضحة والمستنيرة لأي خطوة قد نخطوها بحيث تكون هذه الإستشارة بمثابة صمام الأمان الذي يقينا من الوقوع بالكثير من الأخطاء وبالتالي إيصالنا إلى بر الأمان ولايوجد مستشار خير من الشخص القانوني.
فالمحامي هو طبيب الشركات والأعمال التجارية فلا بد من الإستعانة به في مسيرة المستثمرين وخاصة أن الأردن بيئة استثمارية وجاذبة لرؤوس الأموال فيكمن دوره في توجيه المستثمرين للإستثمار الأمن.
ولأهمية الإستشارة القانونية في الاستثمار ومعاملات الشركات كان لابد لنا في مال وأعمال ان نفسح المجال على صفحتنا للحديث عن دور المستشار القانوني في المعاملات التجارية.
تحرينا وسألنا كثيرا أثناء وجودنا في الاردن عن من يستطيع الاجابة عن تساؤلاتنا المتعلقة بالاقتصاد فلم نجد خير من المحامية غدير حاكم الفايز وكان لنا معها هذا الحوار:
مال وأعمال… حدثينا عن بداياتك وهل كان لعائلتك دور في دراسة هذا التخصص؟
غدير الفايز… ان سبب دراستي للقانون والدي رحمه الله حاكم الفايز الذي اعتقل في السجون السورية مدة ثلاثة وعشرين عاما دون وجه حق اذ اذكر انني سألته في احدى الزيارات له قبل ان اتخرج من الثانوية العامة رغبتي في دراسة الصحافة او القانون, حيث قال لي بالحرف الواحد (ان درست الصحافة فهناك خيارين لا ثالث لهما اما ان تكوني انتهازية او تموتي من الجوع ) فكان القانون هو مساري, كذلك شعوري بضرورة الدفاع عن المظلومين كوني تعايشت مع الظلم وسمعت قرقعة فتح وغلق ابواب السجون المظلمة, حتم علي دراسة القانون محاولة اعلاء كلمة الحق والعدل واجلاء الحقيقة .
مال وأعمال… ما أهمية المحامي للشركات ورجال الاعمال وإستمراريتهم وكيف يقي المحامي رجل الاعمال من الوقوع في الأخطاء؟
غدير الفايز… للمحامي دور مهم واساسي في انجاح مشاريع رجال الاعمال من خلال الشركات التي تدعم الاقتصاد الوطني حيث ان المحامي الناجح وصاحب الضمير الحي يحافظ على ما أؤتمن به فيقوم بتسجيل الشركات من خلال عقود قانونية صحيحة اصولية في السجلات المخصصة لها في وزارة الصناعة والتجارة واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة بحفظ تلك العقود والاوراق القانونية التي تضمن سير تلك الشركات ومتابعة سير العمل بالاتجاه القانوني السليم لتفادي اية اخطاء تعيق سير عملها او توقعها في مطبات او مخالفات يكون اصحاب رؤوس الاموال في غنى عنها .
مال وأعمال… هل من نصائح للمستثمرين الراغبين بالإستثمار في الأردن؟
غدير الفايز… الاردن وطني الذي اعيش فيه بأمن وسلام واتمنى ان يكون هناك انتعاش اقتصادي فيه فأرضه خصبه واهله كرماء, هناك قانون تشجيع الاستثمار الذي وضع لجذب الاستثمارات الاجنبية قدم فيه الكثير من الحوافز للمشاريع الاستثمارية من ضمنها وجود اعفاءات على بعض الموجودات الثابتة للمشاريع من الرسوم والضرائب الجمركية, كذلك هناك تسهيلات على استيفاء ضريبة الدخل بنسب معينة على المشاريع الاستثمارية, واخيرا المستثمر الاجنبي يعامل معاملة المستثمر الاردني من خلال منحه الحق في التملك في المملكة الاردنية الهاشمية او المشاركة في اي مشروع اقتصادي وفقاً لنسب محددة في نظام تنظيم استثمارات غير الاردنين رقم (77) لسنة 2016, اذ ومن خلال ذلك القانون نجد ان المستثمر في الاردن يعيش دون خوف او قلق على امواله واستثماراته .
مال وأعمال… لابد للمحامي ان يعرف شيء عن كل شيء ويلم بكافة المهن ما رايك بهذه المقولة؟
غدير الفايز… ثقافة الالمام بشيء من كل شيء ليست حكراً على المحامي فقط وانما يجب على كل فرد بالمجتمع ان يكون لديه بعض المعلومات في اي موضوع يطرح عليه, لا اقول ان تكون لديه المعرفة والفهم الكامل وانما عليه معرفة جزئية معينة يدلي بدلوه ويعطي رأيه الخاص بذلك, وهذا الامر يحتاج للقراءة المستمرة التي تعطي الفرد الثقافة العامة . بالنسبة للمحامي المناط عمله بالقانون والمعروف ان القانون واسع وله مجالات عديدة منها المدنية والجزائية وحتى الشرعية وكل مجال من تلك المجالات لها محاور عديدة عليه ان يتخصص في مجال معين وتكون لديه المعرفة به, اما باقي المحاور فعليه وباعتباره محامياً ان يكون لديه دراية بها شريطة بحيث اذا استشير يقدم استشارة قانونية صحيحة ملزمة كي لا يعرض من استشاره الى خسارة مهما كان نوعها, ولا عيب ان يفصح المحامي لمن يستشيره باختصاصه بل هي ضرورة عليه, ومن قال انا لا اعرف في بعض الاختصاصات والمحاور كونه لا علاقة له بها فقد افتى.
مال وأعمال… من هم أصحاب الفضل عليك؟
غدير الفايز… ان صاحب فضل الأول علي هو والدي رحمه الله والذي كان له الدور الأكبر في دعمي معنوياً ومادياً من خلال تشجيعي لدراسة القانون وقيامه بفتح مكتب محاماه خاص بي وهذا ما يحتاجه المحامي في بدايات حياته العملية التي لقيتها من والدي رحمه الله مباشرة, كذلك لا انكر فضل والدتي اطال الله بعمرها حيث كان لها دورا” في دعمي من خلال متابعتها المستمرة والحثيثة لي ورعايتها لابنتي عندما كانت صغيرة, اما زوجي حفظه الله فقد كان نعم الرفيق لدروب مليئة بمعيقات ومتاعب المهنة, ايضا علي ان لا انسى الاستاذة اسمى خضر التي تدربت في مكتبها والاستاذ القاضي وليد كناكرية الذي عملت معه فترة من الزمن واللذان اكن لهما كل الاحترام والتقدير كوني تتلمذت على يديهما في بداية حياتي المهنية.
مال وأعمال… ما هي طموحتك المستقبلية؟
غدير الفايز… الطموح لا يتوقف ابداً والتفاؤل بالمستقبل والامل لا حدود لهما, نحن نعيش في الاردن المحاط بدول تشتت اهلها ودمرت ثرواتها من اجل تحقيق اهداف ومطامع غربية مستعمرة وهذا الامر يقلق كل مواطن عربي شريف, انا متفائلة بشعوبنا حتى ولو كان على المدى البعيد ان نستجمع قوانا فنحن امة اصحاب حق نتوحد بالتاريخ واللغة والدين ولن يستطيع الغرب ان يشرذمنا .
مال وأعمال… المحاماة من أكثر المهن صعوبة ودقة في كل شيء كيف استطعتي ان تصلي الى هذا النجاح رغم التنافسية الشديدة في هذا القطاع؟
غدير الفايز… مهنة المحاماه من المهن الصعبة والشائكة والتي تحتاج الى شروط عدة كي يصل المحامي الى سمعة نظيفة خالية من الشوائب اهمها الصدق في العمل والمثابرة في قضاياه بكل اخلاص سواء كان مع موكله او القاضي الذي يترافع امامه وحتى مع خصومه من المحامين الآخرين, اضافة الى ضرورة الصبر كون المحامي العجول يسقط بسرعة اذ ان هذه المهنة تحتاج الى التدرج بها فالتسلق السريع يودي به الى الانهيار؛ فسر نجاح المحامي سمعته النظيفة ونزاهته بالعمل وامتلاك ملكة قانونية يأخذها من خلال خبراته في القضايا واحتكاكه المستمر في المحاكم وكذلك ضرورة الاطلاع والالمام بالقوانين والانظمة المعمول بها, ايضاً على المحامي ان يمتلك القدرة على الاقناع وان يكون لديه لغة سليمة قانونية مستندة على اصول صحيحة, هكذا استطعت ان ابني لنفسي مكانة بين زملائي المحامين الافاضل واحافظ على اسمي وسمعتي في مهنة لم اندم على اختياري لها.
مال وأعمال…الى من توجهي كلمتك الأخيرة؟
غدير الفايز…اوجه كلمتي الاخيرة لابناء وطني لنحافظ على تآلفنا ونكون يداً واحدة ونبني أرضنا ونزرع المحبة والمودة ليقطف ابناءنا ما زرعنا.