دعا منظمو “مؤتمر فوضى الكمبيوتر” المقام في المانيا إلى إلغاء الحدود في العالم الرقمي وحشد المزيد من المدافعين عن عالم رقمي خال من المراقبة والسيطرة.
واختتم أكبر مؤتمر لقراصنة الكمبيوتر في أوروبا الخميس فعالياته في مدينة هامبورغ.
وتحدث خلال النسخة الثانية والثلاثين من المؤتمر أكثر من 200 خبير ومنظمة، وذكرت الجهات المنظمة للمؤتمر أن عدد المشاركين فيه بلغ نحو 12 ألف شخص.
وينقسم الهاكرز بحسب غاياتهم وأهدافهم إلى: الهاكرز الأبيض، وهو المصرّح له فحص الشبكات والأنظمة، بهدف كشف الخلل داخل هذه الأنظمة وتصحيحه بدون إلحاق أيّ ضرر بها، والهاكرز الأسود، ويعملون على اختراق الشبكات والأنظمة، بقصد التخريب والتدمير أو السرقة، سواء بهدف الربح المادي أو التهديد أو الدفاع عن قضية معيّنة، والنوع الأخير هو الهاكرز الرمادي، ويقومون بأعمال قانونية، وهم عادة لا يخترقون لأغراض خبيثة أو لمصالح شخصية، بل لزيادة خبراتهم في الاختراق واكتشاف الثغرات الأمنية، ويعتبرون مزيجاً بين النوعين الأسود والأبيض.
وانتقد لينوس نويمان، المتحدث باسم نادي فوضى الكمبيوتر، وهي الجهة المنظمة للمؤتمر استمرار توجه المجتمع الرقمي وفقا لتعليمات أنظمة تشغيل وشبكات مغلقة وقال “لنخترق الحواجز معا”.
وقال المتحدث فرانك ريغر في “مؤتمر فوضى الكمبيوتر” إن تغير المجتمع هو السبب في تنامي مشهد قراصنة الكمبيوتر”.
وأشار إلى أن هناك قلق عام سيطر على مؤتمر العام الحالي وتمثل في تأثير الخوف العام على الحريات على الشبكة الإلكترونية وذلك في أعقاب وقوع هجمات إرهابية في باريس وسان بيرناردينو بولاية كاليفورنيا الأميركية.
وقال خبير تكنولوجيا المعلومات والمتحدث السابق باسم موقع ويكليكس دانيل دومشايت أن مشهد الحقوق الرقمية غريب بعض الشيء.
وافادت الباحثة ليوني ماريا تانتسر أن نمط قراصنة الكمبيوتر يتنوع بين الدول، واشارت إلى أن العبارات المحفوظة عن القراصنة بأنهم مراهقون مضللون يتسللون على النظام من داخل غرفة نومهم المريحة بدأت تتراجع في ألمانيا.
وأضافت تانتسر أن هذه الصورة السلبية عن الهاكرز، وفقا لأبحاثها، أكثر انتشارا في بريطانيا واميركا.
ولم تعد اجهزة الكمبيوتر هدف قراصنة المعلوماتية الوحيد فهم باتوا يسعون وراء السيارات وأنظمة حماية المنازل، مع ازدهار الإكسسوارات الموصولة التي توفر لهم فرص شن هجمات جديدة.
فالساعات والإقفال والعدادات الكهربائية أو الإكسسوارات الأخرى الموصولة توفر إمكان الوصول إلى كنوز من المعلومات التي تجمعها مجساتها حول كل جوانب حياة مالكيها.
ومن الأساليب الشائعة لدى الهاكرز: هجمات حجب الخدمة، وهي عملية تقليدية بسيطة في مفهومها وتنفيذها ولكنها ذات تأثير قوي، وأسلوب الثغرات الأمنية، وفيه يقوم الهاكرز بتحديد وإيجاد ثغرة داخل النظام تمكّنه من الدخول الى إدارة السيرفر بصفة مسؤول والعبث به كما يشاء، وهناك أيضاً أسلوب أحصنة طروادة، حيث يزرع الهاكرز داخل الجهاز المستهدف برنامج على هيئة ملفات برامج الإدارة، ويعمل هذا البرنامج على فتح باب خلفي يمكّن الهاكرز من التسلل إلى السيرفر.
ويبدو ان الشركات التكنولوجية المتنافسة فيما بينها أذعنت اخيرا للامر الواقع تحت ضربات القراصنة المتتالية وقررت وضع اليد في اليد من أجل تطوير أمن الأجهزة الذكية المتصلة بشبكة الانترنت.
واعلنت اكثر من 30 شركة منها، “بي تي” و”إنتل” و”فودافون” عن هيئة صناعية مهمتها فحص الأجهزة التي تعمل على الانترنت، لكشف نقاط ضعفها ونقائصها.
ويتوقع الخبراء ان يعزز هذا التحالف النزعة الامنية لدى شركات التكنولوجيا اثناء تصنيعها للأجهزة الذكية.
وقال جون مور من المجموعة الاقتصادية أن أم أي، التي تمثل شركات تكنولوجيا الاتصالات البريطانية “علينا أن نكون حذرين، وإلا فإننا سنواجه مشاكل كبيرة”.
وأضاف مور أن العديد من الثغرات التكنولوجية كشفت سابقا في أجهزة تكنولوجية مثل أجهزة مراقبة الأطفال، وتبين أنها سهلة الاختراق، وتتسرب منها البيانات بسهولة.
واكد “نريد أن نجعل من الانترنت فضاء آمنا بالنسبة لمستخدمي هذه الأجهزة، وهذا ما طلبناه من أعضاء هيئتنا”.