قصيدة فلسطين روحي
فلسطين روحي فلسطين روحي وريحانتي
فلسطين يا جنّة المنعم أما آن للظلم أن ينجلي
ويجلو الظلام عن المسلم ونحيا بعزٍّ على أرضنا
ونبني مناراً إلى الأنجم ويلتم شمل الأصحاب على
دروب الجهاد وبذل الدم فلا نَصْر إلا بقرآننا
ولا عون إلا من المسلم فلا الغرب يُرجى لنا نفعه
ولسنا بقواته نحتمي ولا الشرق يعطي لنا فضلة
أيرجى العطاء من المعدم؟ ولا حق يعطى بغير الرصاص
ولا خزي يمحى بغير الدم متى تشرق الشمس فوق الدنا
ويجرى الضياء على النوّم؟ فما عاش في القدس مَن خانها
ولا حظّ فيــها لمستسلم تعلّق قلبــي بأطلالها
فصارت نشيداً على مبسم تنشّقت ريح الهوى من شذاها
فأزهر في القلــب كالبرعم ترابك كالتّبـــر في أرضه
وماؤك أحلى من الزمزم وإني بشـوق إلى مرجها
ومسرى الحبيب أبي القاسم وبيسان واللّد في خافقي
وعكا وحيفا ويافا دمي وإني لأشكو إليك الهوى
بحبك يا غزة الهاشم سقى الله أرضاً على شطها
يثور الرضيع ولم يفطم فمهما توالت عليها خطوب
مدى الدهر تبق هوى المسلم
قصيدة بسمة على ثغره
بسمةٌ على ثَغْرِهِ ترتسمُ جنةٌ في زحفِهِ تتوسَّمُ
قد جادَ بدمِهِ راضياً وجاءَ جَحَافِلَ الجُندِ يتقدِّمُ
هو نورٌ يُستضاءُ به وأملٌ يعيدَ المجدَ مُلثَّمُُ
خلاّ لنا الدارَ هانئةً بحورِ العينِ أملاً يغنَمُ
كيف نسلاهُ وكلُّنا في بيتِهِ يرفُلُ وينعَمُ؟
كيف ننساهُ وفداؤُهُ يُقدِّمُ النَّصرَ لنا ويُرْغِمُ؟
شيَّدَ التاريخُ له بحروفِ النورِ قُصوراً لا تُهْدمُ
تجرَّعَ المرَّ كيلاً طافحاً والبؤسُ من وجهِهِ مُستَلهَمُ
آهِ لو سمعتَهُ يوماً زاجِراً قوماً سُقوا المرَّ وتناوموا
ألا تباً لشعبٍ يتجرَّعُ الظلمَ مِراراً ويُساومُ
أما آنَ أنْ تُعيدوا مجدَكم وللتنازعِ والتناحرِ تُقاوموا
أما حانَ غضبُ الرَّحَى أم أنَّهُ للهوانِ مستسلمُ؟
القدسُ ضاعَ لها مجدُُ وحلَّ بالكرامِ ذُلُُّ وتجَهُّمُ
فالقدسُ أنَّ لجراحِهِ واستغاثَ بمن يُجيبُ ويرحمُ
كم من خائن متهاونٍ عاشَ قرناً ميتُُ قلبُهُ آثم
بركانُ الثورةِ لا يَخمدُ جوفُهُ جهنمُُ ونبعُهُ حِمَمُ
ينفجر فالعزة له تبتهج وترتقي في العُلا شِيمُ
تعلو الجباهَ رايةٌ خفَّاقةُُ وعلى جنبِهِ مهندُُ صارمُ
يرفعُ عن مآذِنِهِ الأسَى ويُذِلُّ رقابَ الكُفرِ
ويُحطِّمُ فما التواني لمن سُلبَ وليسَ ينفعُ ميتاً ندمُ
وليتَ البكاءَ ينفعُ وحدَهُ إذن لجُدْنَا بهِ وما بقِيَ دمُ.