زاجل نيوز – دبي 12/6/2024
الأفيال الأفريقية ينادي بعضُها بعضاً وتستجيب للأسماء، وهو أمر لا تفعله سوى قِلة من الحيوانات البرية، وفقاً لما كشفته دراسة جديدة نشرت أمس الاثنين. الأسماء جزء من نهيم (لغة) الأفيال المنخفض الذي يمكنها سماعه عبر مسافات طويلة في مناطق السافانا. ويعتقد العلماء أن الحيوانات ذات الهياكل الاجتماعية المعقدة والمجموعات العائلية التي تنفصل ثم تتحد غالباً ما تكون أكثر قابلية لاستخدام الأسماء.
ويرى عالم البيئة في جامعة ديوك ستيوارت بيم، الذي لم يشارك في الدراسة، أنه “إذا كنت مسؤولاً عن أسرة كبيرة، يجب أن تتمكن من القول: مرحباً، فيرجينيا، تعالي إلى هنا!”. وأوضح أن من النادر للغاية أن تنادي الحيوانات البرية بعضها بأسماء فريدة. فالبشر لديهم أسماء، بالطبع، وتطيعنا كلابنا عندما نناديها بأسمائها. أما صغار الدلافين، فتخترع أسماءها الخاصة التي تسمى صافرات التوقيع، وقد تستخدم الببغاوات الأسماء أيضاً. كذلك تمتلك هذه الأنواع القدرة على تعلم نطق أصوات جديدة فريدة طوال حياتها، وهي موهبة نادرة تمتلكها الأفيال أيضاً.
ويقول مؤلف الدراسة، ميكي باردو، وهو متخصص في سلوك الحيوان: “إذا كانت النداءات تحتوي على شيء مثل الاسم، يجب أن تكون قادراً على معرفة من وُجِّه الخطاب له من السمات الصوتية للنداء نفسه” التي تختلف باختلاف الفيل المستهدف.
في الدراسة التي نُشرت عبر مجلة نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن، استعان علماء الأحياء بنموذج التعلم الآلي لتحليل تسجيلات لـ469 نداءً أجرتها على مجموعات برية من إناث الأفيال الأفريقية مع صغارها في متنزه أمبوسيلي الوطني ومحميات سامبورو وبافالو سبرينغز الوطنية في كينيا، بين عامي 1986 و2022. وتتبّع الباحثون الأفيال في سيارات الجيب لمراقبة أيٍّ مِن الفيلة ينادي وأيٍّ يبدو أنه يستجيب. على سبيل المثال، إذا دعت الأم صغيرها، أو نادت الأم متخلفاً عن القطيع انضم لاحقاً إلى مجموعة الأسرة.
من خلال تحليل البيانات الصوتية فقط، توقع نموذج الكمبيوتر أي فيل يُخاطَب بنسبة 27.5% من النداءات التي حُلِّلَت، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تضمين اسمه، “وهي نسبة قد لا تبدو كبيرة، لكنها أكثر بكثير مما كان النموذج ليتمكن من فعله لو قمنا فقط بتغذيته ببيانات عشوائية”، يقول باردو لشبكة سي أن أن.
كذلك صُنِّفَت نداءات الإناث البالغات بشكل صحيح أكثر من صغارها، ما يشير إلى أن هذا السلوك يستغرق سنوات لتطويره، وفقاً للدراسة.
ويرى باردو أن معظم الثدييات ليست قادرة حقاً على تعلّم إنتاج أصوات جديدة، وهي القدرة اللازمة لتسمية شيء ما باسم. وأضاف أنه بما أن البشر والدلافين والفيلة يخاطبون الأفراد في أنواعهم بشيء يشبه الاسم، فإن “الحاجة إلى تسمية أفراد آخرين ربما كان لها علاقة بتطور اللغة”.