بحصيلة وافرة من الأهداف وعدة أرقام قياسية ومميزة، دشنت الفرق المشاركة في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم فعاليات دور المجموعات في البطولة بكثير من الإثارة، تنبئ بموسم حافل بالمتعة الكروية والمنافسة القوية على اللقب وكذلك على الجوائز الفردية للبطولة.
زاجل نيوز، ٩، أيلول ، ٢٠٢٢ | الرياضة
وخلال 16 مباراة شهدتها الجولة الأولى على مدار اليومين الماضيين، انتهت 15 مباراة بالفوز مقابل تعادل واحد فقط، وسجلت الفرق المشاركة في البطولة 49 هدفاً في 16 مباراة بمتوسط 3.06 هدف للمباراة الواحدة.
وكان المهاجمون هم نجوم هذه الجولة التي شهدت أكثر من لاعب نجح في تسجيل هدفين على الأقل ليشتعل سباق الهدافين مبكراً، وإن انفرد البولندي روبرت ليفاندوفسكي بصدارة قائمة هدافي دور المجموعات في هذه النسخة مع نهاية مباريات هذه الجولة.
وقبل بداية هذه الجولة، كانت معظم التوقعات تشير إلى أن المجموعة الثالثة «الحديدية» ستكون الأكثر قوة وجذباً للاهتمام، نظراً لوقوع 3 أبطال سابقين (برشلونة الإسباني – إنتر ميلان الإيطالي – بايرن ميونخ الألماني) في هذه المجموعة، ولكن العديد من المجموعات الأخرى قدمت قدراً كبيراً من الإثارة والمنافسة القوية خلال هذه الجولة.
واستهل ريال مدريد الإسباني رحلة الدفاع عن لقبه بفوز كبير خارج ملعبه على سيلتيك الأسكتلندي، بثلاثية نظيفة جاءت كلها في الشوط الثاني بعد انتهاء الأول بالتعادل السلبي. واحتل ريال مدريد المركز الثاني بالمجموعة بفارق الأهداف المسجلة خلف شاختار دونيتسك الأوكراني الذي فاز على مضيفه لايبزج الألماني 4-1.
ومنح الهدف الثاني في المباراة صاحبه الكرواتي لوكا مودريتش مكاناً في سجل الأرقام القياسية للبطولة حيث أصبح أكبر لاعب (36 عاماً و362 يوماً) يحرز هدفاً لريال مدريد في البطولة منذ أن أحرز الأسطورة المجري فيرنك بوشكاش هدفاً للفريق في سبتمبر 1965 وهو في الـ38 من عمره.
وواصل المهاجم النرويجي إيرلنج هالاند ترك بصماته القوية في الخطوات الأولى له مع مانشستر سيتي الإنجليزي، وسجل هدفين في أولى مبارياته الأوروبية مع الفريق ليقوده إلى الفوز الكبير 4-0 على مضيفه أشبيلية الإسباني وصدارة المجموعة السابعة بفارق الأهداف أمام بوروسيا دورتموند الألماني، الذي فاز 3-0 على كوبنهاجن الدنماركي.
ورفع هالاند رصيده إلى 25 هدفاً في 20 مباراة بدوري الأبطال، متفوقاً بهذا على النجم الهولندي السابق رود فان نيستلروي الذي سجل هذا العدد في أول 30 مباراة له بالبطولة.
كما أصبح هالاند أصغر لاعب يصل لهذا الرصيد في تاريخ البطولة، متفوقاً على الفرنسي كيليان مبابي بفارق 33 يوماً، بحسب ما أفاد الاتحاد الأوروبي (يويفا).
وسجل كليان مبابي في هذه الجولة ثنائية أيضاً وخرج برقم قياسي جديد حيث قاد فريقه باريس سا جيرمان الفرنسي بهذه الثنائية للفوز 2-1 على يوفنتوس في المجموعة الثامنة، وأصبح أصغر لاعب (23 عاماً و260 يوماً) يصل لحاجز الـ35 هدفاً في دوري الأبطال متفوقاً على الأرجنتيني ليونيل ميسي بـ47 يوماً.
وبرغم ثنائية كل من هالاند ومبابي، خطف البولندي ليفاندوفسكي الكثير من الأضواء في هذه الجولة حيث دشن سجل أهدافه الأوروبية مع فريقه الجديد برشلونة الإسباني بثلاثية (هاتريك)، قاد بها الفريق للفوز على فيكتوريا بلزن التشيكي 5-1 في المجموعة الحديدية التي شهدت فوز فريقه السابق بايرن ميونخ على مضيفه إنتر ميلان الإيطالي 2-0 .
وفض ليفاندوفسكي، بهذا الفوز، الاشتباك مع الفرنسي كريم بنزيما على المركز الثالث بقائمة أبرز الهدافين في تاريخ دوري الأبطال حيث رفع رصيده إلى 89 هدفاً في مقابل 86 هدفاً لبنزيما، فيما لا يزال البرتغالي كريستيانو رونالدو في صدارة القائمة برصيد 140 هدفاً بفارق 15 هدفاً أمام ميسي مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي.
وأصبح الهاتريك الذي سجله ليفاندوفسكي مساء الأربعاء هو الثالث له من بين آخر 5 ثلاثيات (هاتريك) في تاريخ البطولة.
وفي المباراة الأخرى بالمجموعة، مدد بايرن ميونيخ سجل انتصاراته المتتالية في الجولات الافتتاحية بدوري الأبطال، وتغلب على إنتر ميلان في عقر داره ليكون الفوز التاسع عشر على التوالي لبايرن في الجولات الافتتاحية لدوري الأبطال.
وشهدت نفس الجولة لاعبين آخرين نجح كل منهما في تسجيل هدفين وهما بيتر زيلنسكي لاعب نابولي وريشارليسون نجم توتنهام.
وقاد زيلنسكي فريق نابولي الإيطالي لفوز كبير 4-1 على ليفربول الإنجليزي في المجموعة الأولى التي شهدت أيضاً فوز أياكس الهولندي على رينجرز الأسكتلندي برباعية نظيفة.
وضاعف نابولي محنة ليفربول في الموسم الحالي، حيث جاءت هزيمة ليفربول في افتتاح مسيرته بالموسم الأوروبي الجديد بعد أيام قليلة من تعادله السلبي مع إيفرتون، والذي جمد رصيده عند 9 نقاط من 6 مباريات خاضها في الدوري الإنجليزي هذا الموسم.
وتمثل الهزيمة صدمة قوية لليفربول الذي لم يسبق له أن خسر برباعية في أي مباراة بدور المجموعات على مدار مشاركاته بدوري الأبطال الأوروبي، كما تعتبر الهزيمة جرس إنذار آخر للفريق الذي احتل المركز الثاني بكل من الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال في الموسم الماضي.
وبرغم مشاركة هاري كين على مدار المباراة، كان زميله البرازيلي ريشارليسون هو من خطف الأضواء بالثنائية التي سجلها في الشوط الثاني وقاد بها توتنهام للفوز على مارسيليا الفرنسي، مستغلاً النقص العددي في صفوف مارسيليا بعد طرد شانسيل مبيمبا في بداية الشوط الثاني.
وحققت مباراة أتلتيكو مدريد الإسباني مع بورتو البرتغالي حدثاً فريداً في تاريخ دوري الأبطال حيث أصبحت أول مباراة في تاريخ البطولة تشهد 3 أهداف في الوقت بدل الضائع للقاء وثاني مباراة فقط في تاريخ البطولة تشهد 3 أهداف في الدقيقة 90 وما بعدها مع استبعاد المباريات التي امتدت لوقت إضافي.
وكانت المباراة على وشك الانتهاء بالتعادل السلبي، ولكن أتلتيكو تقدم في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع ثم تعادل بورتو بهدف من ركلة جزاء في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع قبل أن يحرز أنطوان جريزمان هدف الفوز لأتلتيكو مدريد في الدقيقة 11 من الوقت بدل الضائع.
والمثير أن المباراة السابقة التي شهدت السيناريو المشابه كانت بين نفس الفريقين أيضاً في ديسمبر الماضي بدور المجموعات للبطولة الموسم الماضي، ولكن على ملعب بورتو وانتهت بفوز أتلتيكو 3-1.
وكان المدرب الألماني توماس توخيل هو أبرز ضحايا هذه الجولة حيث فسخ نادي تشيلسي التعاقد معه بعد هزيمة الفريق 0-1 أمام دينامو زغرب الكرواتي في المجموعة الخامسة، التي شهدت أيضا تعادل ميلان الإيطالي مع ريد بول سالزبورج النمساوي 1-1.
زاجل نيوز