في الحلقة الثالثة من برنامجThe voice kids ظهرت أصوات صغار أشبه بالإعجاز في موهبتهم وأدائهم أصعب الأعمال الغنائية. أمر من شأنه أن يذهل المستمع كما أذهل الفنانين الثلاثة كاظم الساهر ونانسي عجرم وتامر حسني، الذين ضموا إلى فرقهم عدداً من المتبارين الذين تأهلوا للمرحلة المقبلة من المنافسة المعتاد متابعتها مساء كل سبت على قناتي MBC. وMTV.
يستطيع الجمهور المتابع هذا البرنامج الخاص بالصغار دون الخامسة عشرة أن يستمتع كثيراً بهؤلاء المشتركين الذين يجذبون المتابع في أي سن كان إلى مواهبهم الفذّة وخياراتهم الموسيقية الصعبة التي يعجز عن أدائها، أحياناً كثيرة بشكل سليم، مغنون كبارا في السن. هذا ما انطبق على التونسية نور قمر (12 عاماً) التي أدت إحدى أصعب الأغنيات الصوفية لأم كلثوم “برضاك” فراحت تلتفّ على النغم بسهولة شديدة وبعرب سليمة كأنها مطربة محترفة، لتحظى باستدارات سريعة من الفنانين الثلاثة وتنضم إلى فريق كاظم الساهر.
الساهر ضمّ أيضاً السوري عبد الرحيم إبن العشر سنوات الذي غنى كمطرب كبير من تراث الساحل السوري “يا محلا الفسحة”، ففاجأ الفنانين الثلاثة بأسلوب غنائه الطربي الكلاسيكي المتقن وثقته بشخصيته. لكن في مقابل حيازة الساهر هاتين المعجزتين اللتين يمكنه المنافسة بقوة من خلالهما، ضمت نانسي عجرم إلى فريقها المغربية سهيلة القليعي إبنة الأربعة عشر عاماً التي أذهلت الفنانين الثلاثة بغنائها “الأسامي” لذكرى. ففي حين أن أسلوب أداء المطربة الراحلة وزخارفها في الغناء كانت تسيطر على متبارين شباب وناضجين، كانت القليعي تغني بإتقان وتسقط أسلوبها الخاص على الأغنية فضلاً عن تركيزها على الإحساس الغنائي في الأغنية. حظيت نانسي عجرم كذلك باللبنانية ياسمينة التي غنت النمط الغربي مع آلة الغيتار بإحساس رومانسي لصوت أنثوي خاص وموح بشخصية موهوبة. أما اللبنانية جانين خراط إبنة الأحد عشر عاماً فكانت ممتازة في أدائها “على بابي واقف قمرين” لملحم بركات، التي أدتها بشكل سليم وبثقة تامة جعلت الفنان تامر حسني يختارها لفريقه. حسني ضمّ أيضاً المصري مروان إبن الثلاثة عشر عاماً الذي غنى لحسني، مثله الأعلى، إحدى أغنياته، ورغم ظهور الخوف على صوته، إلاّ أن ذلك لم يمنع طاقات هذا الصوت الجميلة من البروز وإنتباه حسني إلى أنّ المتباري يمكنه أداء أنماط شعبية بشكل جميل في ما بعد. كما ضمّ الفنان إلى فريقه المصرية نجمة الكور إبنة الأربعة عشر عاماً والتي عبّرت عن شخصية خاصّة في الغناء الغربي، وإذ أدت بركوز وجمالية انتقلت بخفّة جميلة إلى أغنية سيد درويش الشهيرة “الحلوة دي”.
في ذا فويس الخاص بالصغار قيمة فنية وسمعية لا تقل عن أي برنامج مواهب غنائية للكبار، عبر متبارين صغار عبروا عن جيل معجون بالذكاء والأحلام الإنسانية الحاضرة في إطلالاتهم.