لا يشهد الثقب الأسود الموجود وسط درب التبانة تغييرات لافتة في العادة، لكنه أحدث مفاجأة، في شهر مايو الماضي، بعدما سجل انفجارا غير مسبوق من ضوء الأشعة تحت الحمراء.
وهذا الثقب هو الأقرب إلى كوكب الأرض، ويعرف في الوسط العلمي باسم “Sagittarius A*”، وتقول التقارير إن بريقه زاد بواقع 75 مرة مقارنة بالمنطقة المحاذية له، واستمر هذا الأمر المباغت ساعتين في 13 مايو الماضي.
وبحسب وثيقة علمية صادرة عن جامعة كورنل الأميركية، فإن الشعاع الذي انبعثت من هذا الانفجار هو الأكثر لمعانا منذ 20 عاما من مراقبة الثقوب السوداء.
وأضاف الباحثون أن هذا البريق الخارق، هو الثاني من نوعه، منذ البدء في متابعة الظاهرة الفلكية المثيرة.
وترى الوثيقة أن ما حصل في الثقب الأسود قبل أشهر، يظهر أن فهمنا لظاهرة الثقوب السوداء لا يزال محدودا.
وقال أحد الباحثين إنه اعتقد للوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بالنجم “S2″، الذي يدور حول الثقب الأسود ويقع على مقربة مما يعرف بـ”الموجات الراديوية”.
ولا يدري علماء الفلك في الوقت الحالي ما الذي سبب الشعاع، لكنهم يرجحون أن يكون الأمر ناجما عن مرور جسمين غير معروفين على مقربة من الثقب الأسود في عامي 2014 و2018.
ويقول العلماء إن الثقب الأسود عبارة عن بؤرة مظلمة تصل فيها الجاذبية إلى مستوى هائل، بحيث يستطيع أن يجذب إليه كل شيء، حتى إنه يستطيع أن يمتص الضوء.
وينشأ الثقب الأسود عندما يصل عمر النجم إلى نهايته، وحين تتلاشى الطاقة التي تحافظ على تماسكه خلال حياته، فتبدأ مرحلة الانهيار ويحصل انفجار هائل.
وعقب ذلك، تسقط كافة المواد التي خلفها الانفجار في نقطة صغيرة وغير متناهية، لكن الجدير بالذكر، هو أن هذه المخلفات تزيد عن كتلة الشمس بعدة مرات.
والغريب في هذه الظاهرة الفلكية، هو أن هذه المخلفات التي تفوق حجم الشمس تتوارى في نقطة بالغة الصغر، ومع مرور الوقت، تبتلع هذه الثقوب موادا أكثر، فتكبر شيئا فشيئا ويستع نطاقها.