قال حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، إن الغرفة افتتحت مكتباً تمثيلياً في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، في إطار جهودها لتعزيز تواجدها في أمريكا اللاتينية، ليكون بذلك ثالث مكتب تمثيلي للغرفة في الأسواق اللاتينية، فيما ستعلن الغرفة عن افتتاح مكتب رابع خلال فعاليات المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية
إن هذا هو المكتب الثالث للغرفة في الأسواق اللاتينية بعد افتتاح مكتبين تمثيليين في مدينتي ساو باولو في البرازيل، ومدينة بنما خلال العامين الماضيين، موضحاً أن المكتب الجديد يستهدف التعريف بالفرص الاستثمارية ومساعدة الشركات العاملة في الدولة على التوسع في السوق الأرجنتينية، ودعم الشركات الأرجنتينية في التوسع بأسواق المنطقة عبر بوابة دبي وصولاً إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
استطاع منتدى الأعمال لدول أمريكا اللاتينية تكريس حضور مميز له على مدى النسختين السابقتين وذلك نتيجة لجملة من العوامل أهمها الحاجة الملحة لإيجاد منصة لتعزيز علاقات التعاون والاستثمار بين الشركات في منطقة الشرق الأوسط ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي في وقت شهد فيه التبادل التجاري بين الجانبين خلال السنوات الأخيرة العديد من المؤشرات الإيجابية.
وتكتسب النسخة الثالثة من المنتدى أهمية خاصة من كونها المرة الأولى التي يقام فيها هذا الحدث خارج دولة الإمارات، مما سيتيح للشركات الإماراتية التعرف عن قرب إلى واقع الاقتصاد وقطاع الأعمال في تلك المنطقة وتحديد آليات التوسع والانطلاق نحو أسواق جديدة.
وحول أسباب التركيز على الأسواق اللاتينية، قال حمد بوعميم إن تنظيم المنتدى ينسجم مع دورنا الهادف بالتعريف بالمزايا الإيجابية التي توفرها إمارة دبي بالنسبة للشركات من أمريكا اللاتينية الراغبة في التوسع ضمن منطقة الشرق الأوسط وآسيا وشمال أفريقيا بحكم موقعها الجغرافي المميز الذي يتيح سهولة الوصول إلى أسواق هذه الدول، فضلاً عن الخصائص الإيجابية الأخرى مثل البنية التحتية المتطورة ذات المواصفات العالمية، وسهولة وسرعة استصدار التراخيص ومزاولة النشاط التجاري، ووجود العديد من المناطق الحرة.
وأوضح أن أسواق أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي من الأسواق الواعدة على مستوى العالم وهي تتميز بتنوع مواردها الطبيعية ومنتجاتها الزراعية والصناعية بالإضافة إلى وجود وفرة كبيرة من الأيدي العاملة الماهرة في مختلف المجالات، إلا أن هذه الأسواق بحاجة كبيرة إلى حلول تقنية متقدمة في مجالات البنية التحتية، والخدمات اللوجستية، والنقل، وأنظمة متطورة تعزز الاستفادة من موارد الطاقة المتجددة المتوفرة بكثرة في تلك المنطقة.
وأشار إلى أن المشاركة الإماراتية تظهر تنوعاً كبيراً من حيث مجالات عمل الشركات والخبرات المتراكمة التي طورتها على مدى سنوات عدة والتي ستكون محط اهتمام العديد من صناع القرار ورجال الأعمال في دول أمريكا اللاتينية والكاريبي كونها تقدم لهم حلولاً عملية رائدة للعديد من التحديات التي يواجهونها.
ويمكن القول إن الفرص المتاحة للشركات الإماراتية تتركز على الاستثمار في التقنيات والحلول المتطورة في قطاع الزراعة، والمصارف والبنوك والخدمات المالية، وتقنيات توليد وتخزين ونقل موارد الطاقة المتجددة، وتطوير القطاع السياحي والخدمات اللوجستية، وخدمات النقل والشحن وإدارة الموانئ.
الأرجنتين
وحول أسباب الأرجنتين وجهة لثالث المكاتب التمثيلية في الأسواق اللاتينية، قال مدير عام غرفة دبي إن مكتب الأرجنتين خطوة مهمة في سبيل تعزيز حضورنا في الأسواق اللاتينية، حيث نختار وجهات مكاتبنا بعناية فائقة وبعد دراسات مستفيضة لواقع السوق وفرصها والتعاون مع الجهات المحلية المهنية، حيث تعتبر الأرجنتين واحدة من أهم الدول في المنطقة، وأكثرها تأثيراً وحضوراً على مستوى أمريكا اللاتينية.
وقال: نحن ملتزمون بتعزيز وجودنا في البلدان التي توفر فرصاً للنمو والتوسع لمجتمع الأعمال في دبي.
وسيقوم المكتب الجديد للغرفة في بوينس آيرس باستكشاف فرص تجارية واستثمارية جديدة للشركات في دولة الإمارات، والعمل على جذب المزيد من الشركات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة الأرجنتينية إلى دبي، وهو ما يصب في تعزيز العلاقة التجارية الثنائية وتوسيع التعاون في القطاعات الرئيسية المشتركة مثل الصناعات الغذائية والمنتجات الزراعية والبنية التحتية والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والأدوية والسياحة.
ويأتي افتتاح مكتب الغرفة في الأرجنتين في وقت تمضي فيه الإمارات قدماً في الاستثمار في تطوير بيئة الأعمال التي تخلق العديد من الفرص الاستثمارية الجديدة، والتي يمكن للشركات الإماراتية الاستفادة منها، حيث إن هذه الخطوة تأتي بعد سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى بين الحكومتين في وقت سابق من هذا العام، والتي مهدت الطريق نحو ترسيخ علاقات سياسية واقتصادية أقوى.
وتظهر المؤشرات بأن حجم التبادل التجاري مع الأرجنتين يحقق معدلات نمو مضطردة خلال الأعوام القليلة الماضية، ونحن على ثقة تامة بأن افتتاح المكتب سينعكس إيجاباً على حضور الشركات الإماراتية في السوق الأرجنتيني، كما سيسهم في اجتذاب المزيد من الشركات ورؤوس الأموال لإدارة عملياتها في المنطقة انطلاقاً من دبي.
المبادلات التجارية
وأوضح حمد بوعميم أن السوق الأرجنتينية حلت في المرتبة الرابعة كأكبر وجهات النمو لصادرات وإعادة صادرات دبي في الأسواق اللاتينية خلال العام الماضي بتحقيقها نمواً بنسبة 312%، مع بلوغ صادرات وإعادة صادرات دبي إليها 179 مليون درهم، مما جعلها تستحوذ على حوالي 8% من إجمالي صادرات وإعادة صادرات دبي إلى أمريكا الجنوبية والكاريبي.
وتعد الأرجنتين سابع أكبر شريك تجاري لدبي في أمريكا اللاتينية مع تجارة ثنائية غير نفطية تجاوزت قيمتها 225 مليون دولار ، بزيادة قدرها 21% مقارنة بـ 186 مليون دولار .
وكانت المواد الغذائية والخضراوات ومنتجات اللحوم من بين أكثر المنتجات المتداولة تجارياً بين دبي والأرجنتين ، بقيمة إجمالية وصلت إلى 158 مليون دولار، تليها المنتجات الكيميائية بقيمة 23 مليون دولار، والآلات والمعدات الكهربائية والإلكترونية بقيمة 12.8 مليون دولار.
وحول خطط افتتاح مكاتب أخرى بعد مكتب الأرجنتين، قال بوعميم إننا بالفعل نخطط حالياً لافتتاح مكتب رابع لنا في الأسواق اللاتينية نتيجة الطلب المتزايد من قبل أعضائنا على الاستفادة من الفرص الاستثمارية العديدة والمجزية في هذه الأسواق.
وقد درسنا عدداً من الأسواق اللاتينية التي ستوفر قيمة مضافة إلى شركاتنا وأعضائنا وسنعلن خلال فعاليات المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية الذي سيعقد في بنما عن قرارنا بافتتاح مكتب رابع لنا في الأسواق اللاتينية.
وحددت الغرفة استثمارات بنحو 100 مليون درهم في الأسواق اللاتينية خلال السنوات القادمة، وأشار بوعميم إلى أن استثماراتنا في الأسواق اللاتينية تشمل افتتاح مكاتب خارجية وتنظيم بعثات تجارية وتنظيم منتديات أعمال ومنها المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية بالإضافة إلى إعداد دراسات دقيقة حول الأسواق والفرص والتحديات والحلول.
خطط مدروسة للاستثمار
تقوم غرفة دبي بتحديد حجم الاستثمارات وفقاً لخطط مدروسة تأخذ في عين الاعتبار العائد المتوقع لهذه الاستثمارات ومدى توافقه مع خطط التنمية المستدامة لقطاع الأعمال في الإمارة. ويعمل فريق مختص يضم مجموعة من كبار المختصين والباحثين بمتابعة دائمة لواقع السوق في دول أمريكا اللاتينية وإعداد تقارير دورية حول أهم فرص وإمكانيات النمو المتوقع على المدى القريب والبعيد.
ويجري تحديد حجم الاستثمار في هذه الأسواق بناء على مؤشرات ومعايير دقيقة أساسها الحفاظ على النجاح المستمر الذي تم تحقيقه في أسواق أمريكا اللاتينية خلال الفترة الماضية، والحفاظ على ثقة قطاع الأعمال المحلي بدور ومكانة غرفة تجارة وصناعة دبي شريكاً وداعماً له في تحقيق أهداف تطوره ونموه.