تحفل منطقة العين الخضراء بمهرجانات وتظاهرات تراثية تسابق الزمن، وترسم صورة واقعية لحياة الماضي في الإمارات.
ومن خلالها أيضا نستحضر أصالة وذكريات الأجداد، كما يطلع الجيل الجديد على تاريخ أجدادنا وعن مختلف ملامح حياتهم، ويتعرفون عن كثب على الحرف والمهن والعادات والتقاليد، فالتراث بكل مكوناته وعناصره تعبير صادق عن هوية وخصوصية الشعب، وتجسيد حي لتاريخ أبناء الإمارات.
وليس هذا فحسب، إذ تمتلك منطقة العين أيضا مخزونا ثقافيا وتراثيا غنيا ومتنوعا، وتمثل وجها حيويا من وجوه التراث الثقافي الإماراتي بما توفره من مناخ مناسب لجميع الزوار وخبرات تمكنهم من استكشاف جماليات حياة الماضي عبر أنشطة متعددة:
مهرجان الحرف
قالت منى بن شيبان المهيري، مديرة سوق القطارة التابع لدائرة أبوظبي للثقافة والسياحة: «من المهرجانات التي تلقى إقبالاً في منطقة العين هو مهرجان الحرف والصناعات التقليدية، الذي يأخذ بيد الزائر نحو الماضي العتيق ليتعرف على الحرف التقليديّة التي مارسها الأجداد، إضافة إلى ترسيخ الفخر بالهوية الوطنية، وتعميق قيم التواصل والانتماء للمجتمع.
كما يعد المهرجان أحد مبادرات دائرة أبوظبي للثقافة والسياحة لإعادة إحياء هذه الحرف والصناعات حتى يتمكن الجيل الجديد من معايشة ولو جزء من حياة الأجداد التي تتميز بالابتكار والإبداع.
حيث يكتشف الزوار جوانب رئيسية من التراث الإماراتي في أحد أهم المواقع الثقافية». وأضافت المهيري: «كما يعمل المهرجان بشتى الطرق على إحياء الحرف التقليدية وإيجاد السبل لإحيائها وبقائها كجزء من التراث الحضاري الإماراتي الذي يحمل كما غنيا من الموروث والتقاليد التي تعبّر عن أصالة القيم الاجتماعية»، مشيرة إلى أن جميع أنشطة وفعاليات المهرجان وبلا استثناء تسهم في ترسيخ الفخر بالهوية الوطنية، وتعميق قيم التواصل والانتماء للمجتمع عبر إبراز تلك الممارسات الثقافية والتراثية والمنتجات التقليدية، وفي الوقت ذاته، تسجيل وتوثيق هذه الخبرات والمعرفة والمهارات التي توارثها الأجداد والآباء.
قيمة حضارية
في حين أوضح عبدالله راشد المر الكعبي، باحث في التراث الإماراتي، جامع للشواهد عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله»، وجامع مقتنيات ثقافية وتراثية قديمة، ومشارك في الفعاليات الوطنية والتراثية بأنه لا يتردد في المشاركة في المهرجانات التراثية التي تنظمها الجهات والمؤسسات المعنية في منطقة العين التي تزخر فعليا بفعاليات وبرامج وأنشطة تراثية مليئة بالنشاط والمعرفة والترفيه.
وأضاف الكعبي: «لا تقام المهرجانات التراثية في العين من فراغ، حيث تشكل قيمة حضارية وثقافية ومعنوية، ومحفل ثقافي مهم للتراث الشعبي والموروث الحضاري، كما أنها نموذج يُحتذى في تنظيم المهرجانات الثقافية الشعبية، وتمثل وجها حيويا من وجوه التراث الثقافي الإماراتي».
ترويج الثقافة
ونوه خلفان بن نعمان الكعبي، صاحب مشروع سوق هيلي الشعبي إلى أن التظاهرات والمهرجانات التراثية في العين تأتي للإسهام في الترويج للمنطقة الخضراء كوجهة سياحية ثقافية تراثية رائدة تستقطب جميع الفعاليات التراثية والثقافية المتنوعة المخصصة لترضي كافة الأذواق وجميع الفئات العمرية.
كما تستقبل تلك المهرجانات زوارها على بساط كرم الضيافة الإماراتية، التي تمنح الزوار فرصة لتجربة التقاليد المشتركة في تناولها، التي تجسد جوانب من الكرم العربي وقيم المجتمع الراسخة في عمق التراث الإماراتي. وأضاف: «يندمج جمهور المهرجانات في إيقاع حياة الآباء والأجداد والاستفادة من الارتقاء بمنظومة القيم والتقاليد وترسيخ قيم الولاء والانتماء.
لم لا؟ والمهرجانات التراثية في العين أصبحت جزءاً من واقع الحياة في الإمارات، كما أن مسيرة المهرجانات التراثية تتواصل بشكل إبداعي وفقا لما أرساه المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه».
موروث شعبي
كما أكد محمد مطر الظاهري، مدير المباني والمواقع التاريخية، بمنطقة الظفرة، دائرة أبوظبي للسياحة والثقافة، على أن العين غنية بمهرجاناتها التراثية، ولديها ثراء في إغناء جانب الموروث الشعبي في نفوس أفراد المجتمع، حيث تعطي صورة كاملة عن أوجه التراث الوطني، فهي تقام في إطار تفاعلي ترفيهي جذاب، ما يجعل العلاقة بين الجمهور والتراث على حدود الألفة.
كما أن البساطة التي تعتمدها المهرجانات تضفي أجواء الفرحة وتشجع على التعامل مع الموروث الشعبي.