مواقف محرجة جدًّا وقع فيها أغلب نجوم الطرب العربي طوال الأعوام القليلة الماضية، بعدما كشفت مواقع التواصل الاجتماعي “حقيقة أمجادهم العالمية”، وكيف تُمنح بعض الجوائز لهم مقابل الأموال، وتم فضح التكريمات المزيفة والألقاب الدولية “المزورة” ..وقائمة الضحايا تطول لتشمل شيرين عبد الوهاب التى تمّ تنصيبها “سفيرة وهمية” للنوايا الحسنة، وأخيرًا النجم تامر حسني بعد فضح حقيقة البصمة مدفوعة الأجر في هوليوود.
السفيرة شيرين عبد الوهاب
أشهر واقعة نصب واحتيال تعرّض لها النجوم في سبيل البحث عن مجد عالمي والقاب دولية، كانت من نصيب المطربة شيرين عبد الوهاب، التي سمحت لمنظمة ادعت أنها دولية، أن تخترق إحدى حفلاتها الرسمية بحضور زوجة رئيس جمهورية مصر، من أجل تنصيبها سفيرة النوايا الحسنة لجهود مكافحة الفقر والجوع، وتسليمها الحقيبة الدبلوماسية، ووثيقة التنصيب، ثم تبيّن في ما بعد أنّ المنظمة المزعومة ليست ذات صفة، واصدر مكتب الأمم المتحدة في القاهرة بيانًا رسميًّا لتبرئة المنظمة العالمية من موجة النصب باسمها على النجوم.
البيان أكد أنّ هناك سوء فهم، فلا وجود لمنظمة تحمل اسم “الأمسام” تابعة للأمم المتحدة كما ورد في الخبر الوارد عبر المكتب الاعلامي لشيرين، وشددت الأمم المتحدة على أنّ الأخبار المتعلقة بها يتم الإعلان عنها فقط عبر هيئات الأمم المتحدة والمتحدثين الرسميين باسمها، ولا يحق لأي فرد أو منظمة من خارج الأمم المتحدة أن يتحدث باسمها.
النصب على هاني شاكر ومحمود ياسين ومحمد فؤاد
شيرين لم تقع وحدها ضحية بريق “الدبلوماسية المزيفة”، فلقب سفير النوايا الحسنة تسبب في فضيحة كبرى داخل القاهرة عام 2015 وشملت قائمة الضحايا من النجوم: محمود ياسين، ومحمد صبحي، ومحمد فؤاد، وهاني شاكر، واضطر مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة للتدخل مجددًا، وتوضيح الحقيقة، مؤكدًا أنّ بعض رموز الفن الذين فرحوا باختيارهم سفراء للنوايا الحسنة ليسوا كذلك، وأنّ بعضهم دفع مبالغ مالية ليحصل على اللقب، وجاء في البيان الأممي ما نصّه: “تداولت العديد من وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة مؤخرًا، أنباءً عن منظمة تدعى ” نادي النوايا الحسنة الدولي” تزعم أنها “تابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة “، وتقوم هذه المنظمة بجمع مبالغ طائلة من الناس، أو تزعم منحهم مزايا عديدة منها لقب سفير للنوايا الحسنة، وجوازات سفر ديبلوماسية، ويؤكد مركز الأمم المتحدة أنّ المنظمة المدعوة “نادي النوايا الحسنة الدولي” لا تتمتع بالصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، ولا تمت للأمم المتحدة بأي صلة على الإطلاق”!!.
تامر حسني من أزمة غينيس لفضيحة البصمة
تامر حسني له تاريخ طويل في رحلة البحث عن الانجازات العالمية، ولكنّ أغلب محاولاته تنتهي بأزمات كبرى وتشكيك في صحة التكريم، والواقعة الأشهر ليست الأخيرة بخصوص بصمة النجوم في ممر المشاهير بالمسرح الصيني في هوليوود، وإنما في ادّعائه أنه أول فنان عربي يُدرج اسمه في موسوعة غينيس للارقام القياسية، بعدما قام بتنظيم أكبر حملة دولية للتبرع بالدم، والمفاجأة أنّ الواقعة بكل تفاصيلها صحيحة، بشرط أن تحذف اسم تامر من القصة، لأنّ المكرمين هم مجموعة من الشباب الذين اشرفوا على الحملة، ودعوا تامر لحضور حفل التكريم النهائي لهم، وحمل النجم الشاب الشهادة وقام بالوقوف بها أمام عدسات المصورين، للايحاء بأنّ التكريم له، ولكنّ سجلات الموسوعة العالمية أعادت الحق لأصحابه، ونسبت القصة لمبادرة “نبض الحياة”.
وما زاد من أزمة تامر، أنّ موسوعة غينيس عادت مجددًا إلى القاهرة لتكريم المطرب عمرو دياب، وأعلنت صراحة أنه أول مطرب مصري يدرج اسمه داخل الموسوعة، باعتباره أول مطرب عربي يحصل على 7 من جوائز الموسيقى العالمية، وأيضًا الأكثر مبيعات في الشرق الأوسط، منذ عام 1989، وتم تسليم الجائزة من قبل أحمد جبر عضو هيئة التحكيم بـ”غينيس”، للهضبة عمرو دياب، داخل مكتبه بالقاهرة.
ألقاب دبلوماسية مزيفة لهؤلاء النجوم
الضجة المثارة حول زيف تكريم تامر حسني في هوليوود، غطّت على فضيحة كبرى جرت وقائعها مؤخرًا في القاهرة، حيث شهدت قاعة الاحتفالات والمؤتمرات بجامعة الأزهر، حفلًا نظّمه أحد المراكز يطلق عليه “السلام الدولي لحقوق الإنسان”، قام خلاله بتوزيع الألقاب الدبلوماسية على عدد من نجوم الفن والإعلام، ومنح الضيوف شهادات تفيد بتعيينهم سفراء للسلام والنوايا الحسنة، وكان من أبرز الشخصيات الفنية التي حصلت على اللقب: حنان شوقي، ورجاء الجداوي، وعايدة غنيم، ومادلين طبر، وفادية عبد الغني، وأحمد ماهر، وتبين في ما بعد أنّ التكريم وهمي، بعدما أعلنت جامعة الأزهر أنها لا تعلم شيئًا عن الموضوع، كما لا توجد لديها معلومات عن حقيقة المركز أو الألقاب الممنوحة، ولا معايير الاختيار.
وفي الوقت نفسه، جرت احتفالية مماثلة منحت لقب سفير النوايا الحسنة للنجوم، محمد ثروت، وعفاف شعيب، وفردوس عبد الحميد، ولكن عبر مؤسسة التضامن المصري العربي، ويبدو أنّ الامم المتحدة ملّت من توضيح انّ هذه الألقاب غير معترف بها عالميًّا فالتزمت الصمت.
تجارة الجوائز العالمية لنجوم الغناء فقط
بيع الجوائز الفنية العالمية، لنجوم الغناء العربي، يعدّ “واقعة النصب” الأكثر تكرارًا، وكشف عن حقيقتها العديد من النجوم، فهناك شبهات واضحة حول شراء الثلاثي عمرو دياب، واليسا، وسميرة سعيد، لجائزة الميوزيك أوورد، وقيل إنّ ثمنها بلغ مليون دولار عدًّا ونقدًا، وأكدت نضال الأحمدية الاتهام في ما يتعلق بعمرو دياب، بينما ألمحت رزان مغربي لقصة شراء اليسا للجائزة، وألمحت سميرة سعيد بالحقيقة عندما قالت إنها لا ترى مشكلة في شراء الجوائز العالمية، طالما يساعد ذلك على انتشار الفنان العربي في السوق الغربية.
وسبق أن صرحت الفنانة شيرين عبد الوهاب عن تلقّيها عرضًا لشراء جائزة “الميوزيك أوورد” مقابل 300 ألف دولار ولكنها رفضت، لأنها تفضل أن تحصل على الجوائز بمجهودها لا بالمال.
وكشفت الفنانة ميريام فارس، خلال حوارها مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج “كل يوم جمعة” المذاع على فضائية “ON E” عن فضيحة مدويّة حول الجوائز التي يتم منحها للمطربين، مؤكدة أنها تتم باتفاق مسبّق مع الفنان، وقالت: الجوائز دي مالهاش أي لازمة بما فيها الجوائز العالمية كجائزة “وورلد ميوزيك أوورد”، مشيرة إلى أنّ هناك بعض المطربين يدفعون أموالًا طائلة مقابل الحصول على جائزة ما ، مضيفة: الجوائز بيتم تفصيلها للفنان بحسب رغبته!.
القاب دبلوماسية للبيع وجوائز وتكريمات عالمية في المزاد .. يسعى اليها نجوم الفن العربي بحثًا عن المزيد من الشهرة وادّعاء العالمية، وتنتهى القصة غالبًا بفضيحة مدويّة .. فالحقيقة لا يمكن تزييفها ولو بالأموال.