تسجيل الدخول

الفنان جلال شموط: الفنان السوري ليس سوبرمان

فن ومشاهير
زاجل نيوز17 مايو 2017آخر تحديث : منذ 8 سنوات
الفنان جلال شموط: الفنان السوري ليس سوبرمان

27

حبه لعمله أحد أسباب دقته واهتمامه بالتفاصيل، فحتى في لقاءاته الصحافية، لا يبدي رضاه عن كل النقاط، ويرى أنه كان بإمكانه أن يجيب بأفضل من ذلك… هذا ما يفسر نجاحه الفني خلال مسيرته الطويلة، والتي بدأها أكاديمياً في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، ليكمل مشوار دراسته الفنية في فرنسا، ثم يعود ليجسد كل ألوان الشخصيات الفنية وأنواعها. 
إنه الفنان جلال شموط الذي التقيناه في دمشق ليحدثنا عن أعماله الجديدة وعن الخط البياني لحياته الفنية، وعن مشاركته في برنامج «أراب كاستينغ»، كما كان للحياة الشخصية حيز من حوارنا، فتطرقنا الى أسباب انفصاله عن زوجته الفنانة نظلي الرواس، ومصير علاقتهما من خلال الحوار التالي.

                                           
– حدّثنا عن أعمالك لهذا العام؟
 
 أشارك في مسلسل «الغريب»، و«وردة شامية»، للمخرج تامر اسحاق و«قناديل العشاق» للمخرج سيف سبيعي.

– شاركت مع المخرج سيف سبيعي في مسلسل «نبتدي منين الحكاية»، هل تعجبك الأعمال التي تعتمد على السرد الطويل بعيداً عن التشويق؟ 
 العمل فيه حالة أخرى من البحث عن الدراما التلفزيونية، وهذا النوع من الأعمال ليس موجوداً في سوريا فقط بل في كل الأوساط الفنية الأخرى، فهو عمل يحمل حالة العبث التي تكون مرتبطة بالزمن، وكم أن الزمن يضيع ليس فقط في الحياة بل في لحظة من لحظات الدراما.
وعندما تكون هناك حالة من التكرار أو التباطؤ في الزمن الدرامي، فهذا شكل من أشكال الدراما ويحتاج نوعاً ما الى بال طويل وقراءة مختلفة، والى هدوء وتروٍّ في تناوله. أنا مع هذه الأعمال لكن ليس بالمطلق، فهي في النهاية شكل درامي موجود.

– ما الأعمال التي قدمت الشكل الدرامي نفسه الذي تحدثت عنه؟ 
 هناك أعمال سورية كثيرة مشابهة لمسلسل «نبتدي منين الحكاية» من حيث النوع الدرامي والأسلوب، لكن بصراحة أقول إن تلك الأعمال لم يتناولها أو ينقدها أحد بشكل سلبي، وذلك خوفاً من القائمين عليها، في وقت تم انتقاد المخرج سيف الدين سبيعي.
أما باقي المخرجين الذين قدموا النوع الدرامي نفسه من الأعمال فلم يأتِ أحد على ذكرهم. وفي النهاية، النقد في وسطنا الفني لا مرجعية فنية له، وفي بعض المرات تكون للانتقاد مرجعية شخصية.

– ما سبب انتشار خبر مشاركتك في مسلسل «مدرسة الحب»، رغم تصريحك بأنه لم يُعرض عليك العمل فيه؟ 
 لم يتحدث معي أحد من فريق العمل ولا من الشركة المنتجة ولا حتى المخرج، ولم يحدث أي اتصال في ما بيننا، وليست لدي أي فكرة عن الإشاعات، فمدرسة الحب عمل كباقي الأعمال يمكن أن أشارك فيه أو لا.

– كنت مدرباً في «آراب كاستينغ»، كيف تقيم هذا البرنامج؟ 
 كنت مدرباً في الجزء الأول ولم أشارك في الجزء الثاني. مشكلة تلك البرامج بشكل عام، أنها تعتمد على تحويل الحلم عند بعض الأشخاص الى حالة من الترفيه، حيث يدخل المشترك لتحقيق حلمه فيتحوّل إلى مادة مسلية للمشاهد، وهنا تكمن قساوة الموضوع بأن يتحول الحلم إلى الاستهلاك.

– لماذا كنت مدرباً وليس حكماً؟ 
 لا أعرف، فقد طلب القائمون على البرنامج مني أن أكون مدرباً وليس حكماً، وهناك خلل حتى في تركيبة البرنامج نفسه، ففي لحظة من اللحظات تمتد المنافسة لتصبح بين المدربين ولجنة التحكيم أيضاً.
 أعتقد أن تلك البرامج لا تستمر لأنه لا يمكن اكتشاف الممثل بلحظة، ففن التمثيل له علاقة بالتراكم وبالفعل ورد الفعل على مستوى الزمن، وهو ليس أغنية نكتشف من خلالها أن صوت المشترك جميل أو لا. لم تنجح تلك الفكرة إلا في تلفزيون الواقع، مع شخصيات معروفة، ولا أعتقد أنها فكرة ناجحة أن نكتشف ممثلاً بفترة أغنية.

– الخط البياني لحياتك الفنية مليء بالتعرجات، فنراك نشيطاً في موسم درامي وغير موجود في موسم آخر، لماذا؟ 
 تتراوح القصة ما بين المزاج والكسل، فأحياناً لا يكون لدي مزاج للعمل، وهذا يحصل معي لأسباب مختلفة، وأحياناً أخرى لا تُعرض علي أعمال مناسبة، أو أن هذا الأمر نوع من أنواع الكسل، لكن لا شيء مقصوداً بهذا الموضوع، ولن أقول أني شخص انتقائي، إذ كثيراً ما شاركت في أعمال لم أكن أطيقها.

– ما أكثر الأعمال التي شاركت فيها بعداً عن شخصيتك؟ 
 هناك أعمال قريبة جداً من قلبي وأحبها لكن لا أذكر ما هي، فكيف سأتذكر تلك البعيدة عني؟!

– صرحت سابقاً بأنك مع الشللية وأنها ظاهرة مفيدة في الوسط، لأي شلة من المخرجين يتبع جلال شموط اليوم؟ 
 صحيح أنني مع مفهوم الشللية، لكن عندما تتحول إلى حالة عصابية ودائرة مغلقة يحدث فيها الخلل. فالمفهوم العام للشللية هو التعاون في الوسط الفني واختصار للوقت في محاولة اكتشاف الآخر.

– أنت خريج المعهد العالي للفنون المسرحية وأكملت دراستك في فرنسا، بينما هناك مخرجون ونجوم صف أول لم يدرسوا التمثيل. لماذا لم نرَ اسم جلال شموط بين نجوم الصف الأول في سورية؟ 
 لا أعرف، بإمكانك أن تسألي المخرجين، ففي الحقيقة ليس لدي الوقت لأفكر في هذا الموضوع. ثم إن الدراسة في المعهد المسرحي ليست كل شيء، فهناك ما له علاقة بالموهبة أو الحضور، ويجوز أن المخرجين لم يجدوني في تلك الأدوار بغض النظر إن كنت أوافقهم الرأي أو لا، فهذا موضوع آخر، ويجوز أيضاً أن للأمر علاقة بالتسويق، أي أن يسوق الفنان العمل.
وعموماً، لم تحدث حالة بحث حقيقية من قبلي، فمنذ البدايات كنت كسولاً جدا، ولا أتعاطى مع المهنة بشكل نهم، لا سيما لجهة التواصل مع أشخاص من الوسط أو فرض نفسي عليهم، بل أنشغل بعملي نفسه وليس بطريقة الوصول الى الأشخاص.

– لا نراك كثيراً في أدوار العصبي أو فاقد السيطرة، وعندما يُذكر اسمك يتم وصفك بالهادئ حتى لو كان دورك شريراً. فهل هذه هي ملامحك، أم طبيعتك التي تظهر واضحة عليك؟ 
 على العكس، جسدت الكثير من أدوار الشخص العصبي، ولا يوجد كاركتير لم أجسده في الدراما، لكن ربما يوحي شكلي بأني إنسان هادئ لا يغضب، رغم أنني على مستوى الدراما جسدت شخصيات فيها كم هائل من العنف والشر، فأنا أحب الأدوار الشريرة كثيراً. أما أدوار الشر التي تناولت الأزمة السورية، فلم تعرض علي حتى أعمل بها.

– هل أنت راض عما قدمته حتى اليوم؟ 
 بالطبع أنا راض عن كل ما قدمته من أعمال.

– ما رأيك بمسلسل «مطلوب رجال» كبداية للأعمال المشتركة؟ 
 هو أول عمل جسد فكرة عمل عربي مشترك، وحين عرضه كان جيداً جداً، لكن الآن لا يوجد مجال لمقارنته مع ما يعرض من أعمال مشابهة.

– قلما يعترف الفنانون بفضل آخرين عليهم، لكنك اعترفت بفضل جمال سليمان وبسام كوسا عليك في بداياتك؟ 
 أستغرب كيف أن هناك أشخاصاً لا يعترفون بجميل من قدم لهم الدعم في حياتهم. ومن جهتي، أسعد كثيراً حين أقدم خدمة لأحد ويعود ويذكرني بعد حين. بدوري، هل من المعقول أن لا أذكر من ساعدني ووقف معي؟!

– هل هناك أحد من الفنانين الشباب ساعدته للوصول إلى النجومية وتنكّر لك بذلك؟ 
 في أحد لقاءاتي السابقة، طُلب مني أن أتحدث عن أحد الأشخاص، وكان طلبي الوحيد ألا يُذكر أي اسم في هذا اللقاء، فأنا لست على استعداد لذكر أي اسم لا سلباً ولا إيجاباً، إذ خلال مسيرتي الفنية لم يذكرني أحد في يوم من الأيام، لذلك لن أذكر اسم احد.

– هل تتمنى أن تعيش ليا وتيا، ابنتاك، معك، أم أنك مرتاح لوجودهما إلى جانب والدتهما؟ 
 نحن عمليا نعيش مع بعضنا، لأنني أراهما يومياً، ونتواصل مع بعضنا، وأي أمر تحتاجان إليه يتوافر لهما، بالطبع بحدود المنطق. ثم إن فكرة مع من هما موجودان فليست واردة ولا مطروحة أساساً لدينا.

– هل ترسم لهما مستقبلاً فنياً، كيف تتخيلهما في المستقبل؟ 
 هما ستختاران بالنهاية ما تريدانه، وفي هذه الفترة من العمر تنبع لديهما قصص لها علاقة بالتمثيل والغناء والرقص، لكن لا يمكن أن نقرر ميولهما في هذه المرحلة، فهناك ما يسمى الفرح الطفولي، بالتالي لا يمكننا أن نحسم المواضيع، وليس كل موقف مضحك يمكن أن يكون وراءه طفل موهوب بالتمثيل، أو إذا رقصتا ليس بالضرورة أن تكون لديهما ميول الى الباليه، وإذا رسمتا شجرة ليس معناها أن تصبحا فنانتين تشكيليتين، لذلك من المبكر الحكم على ميولهما واهتماماتهما.

– هل تفضل العمل الاجتماعي على العمل الكوميدي، وهل السبب هو جديتك في الحياة؟ 
 لا على الإطلاق، أنا لست جدياً في حياتي، وفي النهاية نحن ممثلون، لكن الموضوع يتعلق بما يعرض علينا من أدوار وشخصيات، فإما أن نقبل أو نرفض، ولا يمكنني أن أقول لن أعمل إلا كوميديا أو دراما، فما يعرض علينا هو ما نقدمه على الشاشة.
وفي معظم الأحيان، تعرض علينا شخصيات ترتبط بالشكل، وأحيان أخرى يتجرأ مخرج ما ليعطينا دوراً فيه نوع من التجاوز للشكل، فالموضوع يخضع لمعادلة العرض والطلب. وبالنسبة الى الكوميديا، فإن أول عمل شاركت به هو مسلسل كوميدي بعنوان «الإخوة» في التسعينات، وكان له جزء ثان.

– قلت أن الكسل قد يكون سبباً في رفضك عملاً ما، هل تبتعد عن الأدوار التي تعتمد على الأكشن، بما فيها من ركض وقفز؟ 
 في الدراما السورية لا يوجد لدينا أكشن، لكن مسلسل «حلاوة روح» مع المخرج شوقي الماجري كان كله يرتكز على الأكشن والركض والمطاردات.

– شهد الوسط الفني السوري العام الماضي مجموعة من الانفصالات الزوجية الفنية، لكن الفنانة نظلي كانت دائماً تردد أن علاقتكما بخير ومن المستحيل أن يكون مصيرها الانفصال، ما الذي حدث في ما بعد؟ 
 في الحقيقة، نحن أيضاً فوجئنا بالقرار، إذ لم يكن هناك أي تراكم عندنا، لكننا وجدنا أن من الأفضل لنا نحن الاثنين في هذه الفترة أن نبتعد عن بعضنا ويبدأ كل منا بطريق ما في الحياة، وفي النهاية نحن أصدقاء ولدينا ابنتان.

– هل تستبعد عودتك الى الحياة الزوجية مع نظلي؟ 
 كل شيء وارد، لا يوجد قرار بهذا الأمر، فأجمل ما في الحياة المفاجآت، ولا نعرف ما الذي سيحصل في ما بعد.

– وهل ستعارض زواج نظلي مع الأيام؟ 
 هذا القرار يعود إليها، وهذه حياتها، وعندما يأخذ الشخص قراراً فهو يكون مسؤولاً عنه.

– برأيك، هل نجاح العمل المشترك قائم على النجم السوري؟ 
 لا على الإطلاق، ولا أوافق من يقول «الله خلقنا وكسر القالب»، وأن لا أحد سوانا فنانين مهمين، ففي كل بلد عربي هناك فنانون جيدون وسيئون إن كان في سوريا أو مصر أو لبنان، وهذا لا يعني أن الفنان السوري بطل عالمي أو سوبرمان، من الخطأ الكلام بهذه الطريقة، لكن أقول أن أحد أسباب نجاح الأعمال العربية المشتركة، أنها استطاعت أن تحقق شروط تسويق العمل في كل أنحاء الوطن العربي، وليس لأن لها علاقة بالفنان السوري.

– هل يمكن أن نراك مرتبطاً قريباً؟ 
 لا أعرف، الله وحده من يعرف ذلك، وهذا الموضوع حالياً غير وارد نهائياً…


سبب الانفصال

في «قلم حمرة» جسدت دور زوج الفنانة سلافة معمار، وأوصلت رتابة الحياة الزوجية علاقتكما الى الطلاق، هل الرتابة الزوجية هي السبب في انفصالك عن زوجتك الفنانة نظلي الرواس أيضاً؟ 
 نعم، الروتين والرتابة هما سبب انفصالي عن نظلي، إذ لم يعد هناك شيء جديد.  لكن اليوم، تغيّر شكل العلاقة فعلاً بيننا، وأصبحت تجمعنا علاقة ظريفة جداً، فيها حالة من الصداقة وشكل من أشكال تبادل المسؤوليات، وهكذا غيرنا الرتابة التي خيمت على علاقتنا، فالصداقة المتينة والاحترام المطلق والمسؤولية تجاه الآخر هي شكل من أشكال الحب أيضاً.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.