قد تجد جماهير “الساحرة المستديرة” نفسها أمام ورطة كبيرة تتعلق بغياب نجوم من العيار الثقيل عن نهائيات كأس العالم، المقرّر إقامتها في روسيا صيف العام المقبل.
وحمل “أسبوع الفيفا”، الذي يُطلق مجازاً على مباريات المنتخبات الدولية في فترة توقف منافسات الأندية، مفاجآت مدوّية قد تُسفر عن غياب أسماء رنّانة عن “أكبر محفل كروي في العالم”، الذي يُقام مرّة كل أربع سنوات؛ بسبب نتائج بلادهم في التصفيات “المونديالية”.
ويصعب على عشاق “اللعبة الشعبية الأولى في العالم” تخيّل غياب أفضل لاعبين في العقد الأخير عن النهائيات العالمية؛ إذ توّج ميسي بجائزة “الكرة الذهبية” لأفضل لاعب في العالم 5 مرات؛ أعوام 2009، و2010، و2011، و2012، و2015، في حين توج رونالدو بالجائزة الفردية الأرفع في عالم “الساحرة المستديرة” 4 مرات؛ أعوام 2008، و2013، و2014، و2016.
– “البرغوث” أمام مأزق
البداية مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي عاش أسبوعاً صعباً للغاية على صعيد منتخب بلاده؛ إذ حقق “راقصو” التانغو فوزاً في غاية الصعوبة على حساب تشيلي؛ بهدف نظيف، جاء من ركلة جزاء نفذها “البرغوث” بنجاح في شباك الحارس المخضرم كلاوديو برافو. ظنّ البعض أن الأرجنتين تخطّت العقبة الأصعب وبات بإمكانها ألا تقلق من المواجهة المقبلة في التصفيات أمام بوليفيا في العاصمة لاباز، لكن الأخبار السيئة جاءت تباعاً، وكانت البداية بالإيقاف الذي فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أربع مباريات متتالية؛ لإهانته الحكم المساعد في المباراة الأخيرة لـ “راقصي التانغو” أمام بطل كوبا أمريكا عامي 2015 و2016.
ولم تتوقف مصائب الأرجنتين عند هذا القدر فحسب؛ بل تجرّعت هزيمة أمام أصحاب الأرض بثنائية نظيفة، ليتقهقر رفاق ميسي من المرتبة الثالثة إلى الخامسة، برصيد 22 نقطة في جدول ترتيب المنتخبات في تصفيات قارة أميركا الجنوبية، قبل أربع جولات فقط على نهايتها ومعرفة هوية المتأهلين لمونديال روسيا. وباتت مهمة الأرجنتين أكثر صعوبة في التأهل للنهائيات العالمية في ظل اعتمادها المطلق على البرغوث الأرجنتيني في حسم المباريات، والآن عليها تخطي المنافسين دون القائد المُلهم؛ بسبب عقوبة الإيقاف التي ستنتهي قبل جولة واحدة على نهاية التصفيات في حال لم يُقبل استئناف الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم.
ووفقاً للوائح التصفيات اللاتينية، فإن صاحب المركز الخامس يتوجب عليه خوض “ملحق عالمي”، ما يعني أن ميسي قد يواجه خطر عدم التأهل لكأس العالم الذي كان قريباً من التتويج به في النسخة السابقة التي أقيمت في البرازيل، صيف عام 2014، لكن اللقب ذهب في نهاية المطاف لصالح “الماكينات الألمانية”؛ بفضل هدف قاتل في الأشواط الإضافية للمباراة النهائية.
– “الدون” قد يخوض الملحق
مونديال روسيا قد يشهد أيضاً غياب أحد أبرز الأسماء الكروية في العقد الأخير، ويتعلق الأمر بالدون البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يحتل منتخب بلاده المركز الثاني في جدول التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى النهائيات العالمية، خلف نظيره السويسري.
وكان المنتخب البرتغالي قد صنع التاريخ، صيف العام الفائت؛ حين توّج بطلاً لبطولة كأس الأمم الأوروبية، عقب الإطاحة بمستضيف البطولة، فرنسا، في المباراة النهائية، بهدف قاتل في الأشواط الإضافية.
ورغم أن النصف الأول من التصفيات الأوروبية قد انقضى فقط، فإن مسألة الترشّح يبدو أنها ستنحصر بين المنتخبين السويسري ونظيره البرتغالي، في ظل تواضع مستوى المنتخبات الأخرى في المجموعة؛ وهي: المجر، وجزر فارو، ولاتفيا، وأندورا. ووفقاً للوائح التصفيات الأوروبية، فإن أوائل المجموعات التسع يتأهلون مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، بينما تخوض أفضل 8 منتخبات تحتلّ المركز الثاني ملحقاً قارياً للّحاق بركب المتأهلين.
وفي حال استمرّ الوضع على حاله، فإن رونالدو قد يجد نفسه أمام ضرورة خوض ملحق قاري من أجل ضمان الحضور في مونديال روسيا، الذي قد يكون الأخير له بعد تقدّمه في العُمر.
– “النفاثة” الويلزية
وإلى جانب ميسي ورونالدو، تبدو الأمور أكثر صعوبة على النجم الويلزي غاريث بيل، الذي يُعاني بشدة مع منتخب بلاده في التصفيات الأوروبية “المونديالية”. ويحتل المنتخب الويلزي المركز الثالث في جدول ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط، خلف صاحبي الصدارة؛ صربيا وإيرلندا، بـ 11 نقطة لكل منهما.
غاريث بيل، الذي قاد منتخب بلاده للتأهل لكأس الأمم الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه، كما أوصله إلى “المربع الذهبي” من البطولة القارية التي أقيمت في فرنسا، يجد نفسه أمام تحدٍّ كبير؛ وهو الغياب عن النهائيات العالمية، صيف عام 2018. وعلى الأرجح لن يتمكّن “أيقونة” نادي العاصمة الإسبانية ريال مدريد من حمل منتخب بلاده إلى “العرس الكروي المنتظر”؛ في ظل التألق والأفضلية الواضحة لمنتخبي صربيا وإيرلندا.
– “الجناح” الهولندي
نجم عالمي آخر قد يغيب عن مونديال الدب الروسي، وهنا يدور الحديث حول الجناح الهولندي الطائر آريين روبن، الذي يعيش لحظات عصيبة مع منتخب بلاده. ومنذ رحيل لويس فان غال عن “الطواحين الهولندية”، عقب الفوز بالمركز الثالث على حساب البرازيل في مونديال 2014، وجد المنتخب الهولندي نفسه في حالة ضياع حقيقية؛ تمثلت بالغياب عن “يورو 2016″، ويبدو أن الغياب سيمتد إلى “مونديال 2018″؛ بسبب تواضع الأداء والمستوى، إضافة للنتائج الهزيلة.
المنتخب الهولندي يحتل المركز الرابع في جدول ترتيب المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط فقط، بينما يتربع “الديوك” الفرنسية على الصدارة بـ 13 نقطة، ثم السويد “ثانية” بـ 10 نقاط، بينما تبرز بلغاريا في المرتبة الثالثة بنقطتين أكثر من “الطواحين الهولندية”.