أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، أن دولة الإمارات تحتضن أفضل عقول العالم بهدف صناعة مستقبل العالم وبأننا نبدأ اليوم مرحلة جديدة لبناء منظومة متكاملة تستشرف المستقبل ونموذجاً اقتصادياً قائماً على المستقبل واضعين الخطط وأدوات التنفيذ المناسبة لتحقيق ذلك.
وقال سموه «أطلقنا قبل أيام استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل وها نحن نترجمها من خلال مبادرات ذات طابع مستقبلي ومبتكر على أرض الواقع نربط من خلالها جهاتنا الحكومية بأكثر الشركات الابتكارية على مستوى العالم ونحول الإنفاق الحكومي إلى استثمار في المستقبل».. مؤكداً سموه على أن أهم مقياس لنجاح الرؤى والاستراتيجيات هو القدرة على تنفيذها وتطبيقها وتحويلها إلى واقع بدلاً من أن تكون وثائق نخزنها في الأدراج.
وشدد سموه «هدفنا إعادة تعريف الدور الذي تلعبه جهاتنا الحكومية بحيث لا تكون جهات خدمية وتنظيمية فحسب، بل تكون مراكز لاستشراف المستقبل ومؤسسات تقود حركة الابتكار العالمي».
وقال سموه «من المهم أن نعرف بأن العالم سيمر بتغيرات كبرى خلال العقدين القادمين ستغير ملامحه، فسكان العالم سيتجاوز عددهم 8 مليارات وسيعيش ثلثاهم في المدن وسترتفع معدلات الطلب على المياه والغذاء والطاقة بنسب قد تصل إلى 40%.. كما يتوقع أن تكون هناك تهديدات للبيئة من خلال زيادة التلوث ومناسيب المياه ومن المهم أيضاً أن نعرف بأن الجيل القادم من التكنولوجيا ونماذج الأعمال سيغير خريطة الاقتصاد العالمي وأسلوب حياة الناس ولكن الأهم أن نعرف ماذا نريد أن نكون في ذلك العالم والأهم أن نكون جزءاً من صناعة المتغيرات وتوجيهها نحو الأفضل بدلاً من أن نكتفي بمواكبتها».
جاءت تصريحات سموه بمناسبة افتتاح «مسرعات دبي للمستقبل» المنظومة المبتكرة التابعة لمؤسسة دبي للمستقبل، والهادفة لتعزيز مكانة دولة الإمارات ودبي كمركز عالمي لصناعة المستقبل يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومحمد عبدالله القرقاوي، نائب رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، وخليفة سعيد سليمان، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي وسيف العليلي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، حيث تعمل هذه المنظومة على ربط الجهات الحكومية بأكثر شركات العالم ابتكاراً ضمن القطاعات الاستراتيجية لإيجاد حلول لأكثر التحديات القطاعية المستقبلية إلحاحاً واستغلال أهم الفرص التي يوفرها الجيل القادم من نماذج الأعمال وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف سموه في نفس السياق «مسرعات دبي المستقبل تشكل منظومة متكاملة نضمن من خلالها البحث الدائم عن فرص المستقبل من خلال مؤسساتنا الحكومية، ونواجه من خلالها تحديات المستقبل من خلال نماذج الأعمال والتكنولوجيا التي تقدمها الشركات الابتكارية، ونبني اقتصاداً قائماً على المستقبل من خلال توجيه بوصلة الاستثمار نحو هذه النوعية من الشركات التي ستساهم من خلال حلولها المستقبلية في إضافة مليارات الدولارات للاقتصاد العالمي».
وشدد سموه «على أن فلسفتنا هي تحويل كل درهم تنفقه الحكومة في تطوير القطاعات الاستراتيجية إلى درهم استثمار في المستقبل، وهدفنا أن نكون مستثمرين ومطورين لنماذج الأعمال الجديدة والتكنولوجيا المستقبلية لا مستهلكين لها، كما أن لدينا فرصة حقيقية لتحويل استثمارات المنطقة لقطاعات ستغير حياة البشرية».
وقال سموه «بدأنا ب8 مسرعات مستقبل ووجهنا اليوم الجهات الحكومية الأخرى لتكون جزءاً من هذا الزخم العالمي فمن خلال استقطاب أكثر من 2200 شركة ابتكارية عالمية في دورتها الأولى تثبت دولة الإمارات من جديد جاذبيتها لأفضل عقول العالم».
وأضاف سموه «سأتابع بنفسي تطورات المشاريع المختلفة للمسرعات، وسنطلب تقارير عن المشاريع المطبقة مع مختلف الجهات ومدى جدواها، وكذلك الشركات التي سيتم الاستثمار فيها إضافة إلى الشركات المنتسبة للمسرعات والتي ستفتح أفرعا لها في الدولة أو ستنتقل بشكل كامل لتتخذ من دولة الإمارات مقراً لها».
كما أكد سموه على أن البرنامج يهدف أيضاً لبناء جيل واعد من رواد الأعمال والمبتكرين الذين يساهمون في تقديم حلول مستقبلية للقطاعات الاستراتيجية بالاستفادة والاحتكاك مع أكثر شركات العالم ابتكاراً.
وتفقد سموه مقر مسرعات دبي للمستقبل في بوليفارد أبراج الإمارات، حيث تشمل 8 مسرعات تركز كل واحدة منها على أحد القطاعات الاستراتيجية: التعليم والصحة والبنية التحتية والنقل والمواصلات والأمن والسلامة والطاقة والتكنولوجيا والخدمات المالية، وتضم كل مسرعة مساحات مكتبية تم تصميمها بأسلوب مبتكر، وغرفا للاجتماعات ومساحات للعمل المشترك، ومختبرات ابتكار تخصصية، إضافة إلى قاعة للفعاليات والدورات التدريبية، كما استمع سموه من فريق عمل مؤسسة دبي للمستقبل إلى عرض تقديمي مفصل عن مراحل المشروع وأهم أهدافه.
كما زار سموه فرع حاضنة الأعمال العالمية 1776 والذي يعتبر أول فرع للحاضنة خارج الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تسعى الحاضنة من خلال تواجدها إلى تعزيز مكانة دبي العالمية والإقليمية كوجهة لرواد الأعمال والشركات الابتكارية في القطاعات الاستراتيجية، إضافة إلى تقديم حزمة من الخدمات لرواد الأعمال في دولة الإمارات من تعليم وتدريب وفرص للاستثمار.
كما اطلع سموه على عرض قدمته إحدى الشركات المشاركة في مسرعة هيئة المعرفة والتنمية البشرية والتي تستخدم تكنولوجيا الواقع الافتراضي لبناء مختبرات علمية افتراضية متكاملة تتيح للطلبة إجراء التجارب والأبحاث العملية بدقة وواقعية، مما سيحدث ثورة مستقبلية في مجال التعليم، وسيوفر على الحكومات الملايين من الدولارات التي تستثمرها اليوم في البنى التحتية والتجهيزات المرتبطة بالمختبرات العلمية.
وتهدف هيئة المعرفة والتنمية البشرية من خلال مسرعات المستقبل إلى صناعة مستقبل المنظومة التعليمية، من خلال تطوير ونمذجة أنظمة التقييم والتعليم الشخصي القائمة على مهارات القرن ال21 التي يمكن تطبيقها عبر جميع المناهج التعليمية، لتقديم مرونة أكبر وتكلفة أقل ونتائج تعليمية أفضل وذلك مع التركيز على تعليم اللغة العربية، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والفنون، والبرمجة، والصحة والسعادة.
وزار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله»، المسرعة الخاصة بشرطة دبي واستمع سموه لشرح من إحدى الشركات المشاركة، والتي تقدم مشروعاً يستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لتعزيز حماية الأنظمة، وقواعد البيانات ضد الهجمات الإلكترونية وتعقب مرتكبيها بكفاءة متناهية