في الرابع عشر من أغسطس من كل عام، يقف الشعب الباكستاني وقفة عز وكرامة، مستحضرًا ذكرى إعلان الاستقلال المجيد عام 1947، ذلك اليوم الذي وُلدت فيه دولة باكستان إلى الحياة، حرّة مستقلة، بعد عقود من النضال الطويل والتضحيات الجليلة التي بذلها مسلمو شبه القارة الهندية في سبيل نيل حريتهم وبناء كيانهم المستقل.
لقد جاء استقلال باكستان تتويجًا لجهود عظيمة قادها الزعيم محمد علي جناح، مؤسس الدولة وأبو الأمة، الذي استطاع برؤيته الحكيمة أن يوحّد مطالب المسلمين، ويقود حركتهم نحو هدف واضح: إقامة وطن مستقل يحفظ لهم هويتهم الدينية والثقافية والسياسية.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1947، أُعلن قيام دولة باكستان لتكون وطنًا للمسلمين، وركيزة من ركائز العالم الإسلامي، وليبدأ شعبها مرحلة جديدة من البناء والنهضة، رغم التحديات الجسيمة التي واجهتهم في بدايات الاستقلال. لقد خاضت باكستان مسيرة طويلة من الكفاح، أثبتت خلالها قدرتها على الصمود والتطور، وها هي اليوم تقف شامخة كدولة محورية في جنوب آسيا والعالم الإسلامي.
ومن مظاهر قوتها الاستراتيجية، أن باكستان تُعد واحدة من القوى النووية المعترف بها دوليًا، حيث تمكنت من تطوير برنامج نووي سلمي وعسكري، جعل منها لاعبًا رئيسيًا في توازن القوى الإقليمي في آسيا، الأمر الذي منحها ثقلًا جيوسياسيًا لا يُستهان به، وساهم في تعزيز أمنها الوطني وردع التهديدات.
وعلى الصعيد العربي، تميزت العلاقات الأردنية الباكستانية عبر العقود بروابط قوية وتاريخية، بُنيت على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك في مختلف المجالات، بدءًا من التعليم والاقتصاد، ووصولًا إلى التنسيق السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية. وقد تعزّزت هذه العلاقات من خلال تبادل الوفود، والدعم المتبادل في القضايا الإقليمية والإسلامية، إضافة إلى احتضان باكستان لعدد كبير من الطلبة الأردنيين، من خريجي الجامعات والمعاهد الباكستانية، الذين يُمثّلون جسرًا من المحبة والتفاهم بين الشعبين الشقيقين.
ويحتفل الباكستانيون بهذه المناسبة الخالدة عبر احتفالات وطنية واسعة، تُزيَّن فيها المدن بالأعلام الخضراء، وتصدح الأناشيد الوطنية في كل مكان، وتتجدد مشاعر الفخر والانتماء. كما تُقام المراسم الرسمية، وتُرفع الدعوات إلى الله أن يحفظ باكستان، وأن يحقق لها المزيد من التقدم والأمن والاستقرار.
وبهذه المناسبة العزيزة، يُسعدني أن أتقدّم – باسم نادي خريجي الجامعات والمعاهد الباكستانية – بأحرّ التهاني والتبريكات إلى الشعب الباكستاني الشقيق، قيادةً وحكومةً وشعبًا، بمناسبة يوم الاستقلال المجيد، سائلين الله تعالى أن يديم على باكستان نعمة الأمن، وأن يرزقها المزيد من الازدهار والتقدم والاستقرار، وأن تبقى دومًا منارة للعزّة، وعنوانًا للكرامة.
كل عام وباكستان، والشعب الباكستاني الشقيق، بألف خير،
وعاشت علاقات الصداقة والأخوة بين الأردن وباكستان
في ذكرى يوم باكستان
رابط مختصر
المصدر : http://zajelnews.net/?p=141549