الشارقة في 2 نوفمبر/ وام / انطلقت اليوم أعمال “برنامج التدريب المهني للناشرين”، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، ضمن الفعاليات المهنية التي تسبق الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب والمصاحبة لمؤتمر الناشرين، بالتعاون مع “كلية الدراسات المهنية بجامعة نيويورك”، بمشاركة 200 ناشر من 43 دولة.
ويهدف البرنامج التدريبي الذي عقد بمقر غرفة تجارة و صناعة الشارقة إلى تعزيز معارف الناشرين، بأحدث أساليب النشر وأفضل الممارسات المتبعة في هذا المجال، ويولي البرنامج في هذا العام اهتماماً خاصاً بكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في صناعة النشر، بالإضافة إلى استخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل منصات META لدعم وتوسيع نطاق نشر الكتب.
وشمل البرنامج عدداً من المحاضرات والمناقشات وعرض دراسات الحالة إلى جانب تمارين تفاعلية أتاحت للمشاركين فرصاً لتطبيق الاستراتيجيات العملية تحت إشراف نخبة من الخبراء.
وقال منصور الحساني، منسق عام المؤتمرات المهنية للمعرض، إن تطوير صناعة النشر جزء من رؤية الشارقة ومشروعها الحضاري الذي جعل من الثقافة ركيزة جوهرية لبناء المجتمعات ومنح الناشرين منصة قوية لدعم منظومة عمل الاقتصاد الإبداعي، ومن هنا نأمل أن تمثل هذه الدورة فرصة للإلهام والعمل المشترك كي نرسم معاً مساراً جديداً يعزز من دور الناشرين كمساهمين أساسيين في جهود التنمية الشاملة والمستدامة.
وأضاف، تحديات اليوم في صناعة النشر لا تشبه الأمس وأدوات الابتكار قد تغيرت والفرص باتت أكثر تميزاً ومن هنا يأتي عملنا في هيئة الشارقة للكتاب على استحداث هذا البرنامج التدريبي لتلبية الاحتياجات المتجددة لناشري اليوم وتقديم رؤى وأدوات عملية تعزز تفاعل الجمهور وتزيد من عائدات قطاع النشر ، كما نستعرض استراتيجيات دقيقة تعتمد على تحليل البيانات لتوجيه صناعة الكتاب باتجاه أسواق جديدة وترسيخ القرارات التي تخدم نشر المعرفة بمقاييس فعّالة ومستدامة.
وأعربت أندريا تشامبرز عميدة مساعدة مركز النشر والفنون الحرة التطبيقية “PALA” بكلية الدراسات المهنية في جامعة نيويورك عن شكرها وتقديرها للهيئة على دعمها للناشرين وجهودها في توسيع نطاق المعرفة وتقديم الخبرات ، مشيرة إلى أن البرنامج يمثل فرصة هامة للقاء الناشرين والاطلاع على تحدياتهم والفرص المتاحة في مجال النشر.
وأوضحت، أن جامعة نيويورك تتطلع للعمل مع الناشرين لتعزيز فرص توسيع أعمالهم والتعرف على أسس المعرفة المهنية في خدمة عالم النشر خاصة في ضوء التطورات الحديثة في مجالي الذكاء الاصطناعي والتواصل الاجتماعي ، لافتة إلى أن هذه التقنيات تعد أدوات قيّمة يمكن استثمارها بشكل فعال لدعم وتطوير أعمال الناشرين الذين يجتمعون اليوم في الشارقة.
وفي الجلسة الأولى للبرنامج التدريبي بعنوان “سحر Meta للناشرين: ما تحتاج إلى معرفته” ، قدمت جوانا جميل، مديرة الشراكات الاستراتيجية في Meta عرضاً عن دور منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام في دعم الناشرين للوصول إلى جمهور عالمي وتعزيز التفاعل مع قراء جدد وزيادة المبيعات، موضحة أن هذه المنصات تمثل أدوات حيوية لبناء حضور قوي للناشرين وتوسيع شبكتهم ورفع الوعي بكتبهم، حيث يتيح إنستغرام الذي يضم أكثر من 3.7 مليار مستخدم وملياري مستخدم نشط شهرياً للناشرين فرصاً كبيرة للوصول إلى جمهور واسع وتقديم محتوى يتناسب مع طبيعة الجمهور.
وشددت على أن نجاح النشر الرقمي يتطلب حضوراً قوياً ومحتوىً ذا قيمة يتنوع بين الترفيهي التعليمي أو الصحي وفق طبيعة الجمهور المستهدف مع أهمية بناء علاقة فعالة واستكشاف فرص إيرادات جديدة.
وفي الجلسة الثانية، تحت عنوان “بوك توك: إعادة تصور كيفية التوصية بالكتب وبيعها”، تحدثت دنيا أبي ناصيف، مديرة إدارة علاقات صانعي المحتوى في تيك توك حول أفضل طريقة يستفيد منها الناشرون من خدمات “بوك توك” المجتمع المتخصص من محبي الكتب والمؤلفين في إحداث نقلة نوعية في عملية الترويج للكتب بالاستفادة من “عالم المبدعين” الذي يحتويه والذين يسجلون مقاطع فيديو قصيرة عن الكتب والمؤلفين المفضلين وأفضل الكتب مبيعاً.
أما الجلسة الثالثة والأخيرة ،بعنوان “الذكاء الاصطناعي ونشر الكتب: أين نحن الآن” قدمت خلالها شانتال ريستيفو أليسي، الرئيسة التنفيذية للشؤون الرقمية المديرة التنفيذية للغات الأجنبية الدولية في هاربر كولينز الولايات المتحدة نظرة معمقة حول كيفية استفادة ناشري الكتب بشكل أفضل من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والفرص لتعزيز أعمالهم والاستفادة من موظفيهم على أفضل وجه وحماية أصولهم إلى جانب دورها في إنشاء المحتوى والتسويق والمبيعات وكل جانب تقريباً من جوانب الصناعة.
وشهد البرنامج تمريناً عملياً لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تسويق الكتب ، حيث تم توزيع المشاركين على مجموعات لاستخدام “شات جي بي تي” في إعداد ملخصات أغلفة الكتب وخطط تسويقية تتناسب مع الجمهور المستهدف.
وفي ختام التمرين عُرضت النتائج على الشاشة العامة مما أتاح للمشاركين فرصة تعليمية عملية في مجال النشر باستخدام الذكاء الاصطناعي.