يعلق لبنان آمالا كبيرة على موسم سياحي واصطيافي واعد هذا الصيف، حيث تتصاعد المؤشرات الدالة على عودة نشاط القطاع السياحي من جديد في لبنان هذا العام، رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد .
زاجل نيوز ، ٣، تموز، ٢٠٢٢ | عربي دولي
وأطلق لبنان حملاته السياحية لتشجيع المغتربين والسياح لزيارة بلد يتميز بمعالمه السياحية وتنوعها بين الساحل والجبل، ويبقى وجهة مواطنيه الأولى رغم أزماته المتراكمة.
وأشارت توقعات رسمية إلى أن حوالي مليون ونصف شخص يزورون بيروت خلال هذا الصيف، وسط تقديرات بأن يحقق موسم السياحة الواعد إيرادات بقيمة حوالي 3 مليارات دولار.
ورجح السيد وليد نصار وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أن يكون الموسم السياحي في لبنان هذا العام مزدهرا، وأن يدخل إلى البلد يوميا منذ مطلع /يونيو/ الماضي ما بين 10 و 12 ألف شخص أي حوالي مليون ونصف مليون سائح بالإجمال، متوقعا أن يكون حوالي 70 في المائة منهم من اللبنانيين المغتربين و30 في المائة من الأجانب، وقال: “عادة نحدد مبلغاً تقريبياً قدره 1500 دولار يصرفه السائح، مما يعني أن مبالغ كبيرة يفترض أن تدخل إلى البلد تتجاوز ما نتوقعه من البنك الدولي لجهة الـ3 مليارات دولار، شرط استمرار الاستقرار الأمني والسياسي”.
ولفت السيد نصار إلى أن لبنان في حاجة للجميع، ومشيرا إلى “أن لبنان بلد مضياف ولديه كل المقومات”.
وفي هذا السياق أكد السيد نقولا شماس رئيس جمعية تجار بيروت في تصريح لوكالة الأنباء القطرية / قنا/ في بيروت أن موسم الاصطياف من أبرز المحطات التجارية التقليدية في لبنان التي تشكل دعامة للاقتصاد الوطني، وقال: “ننتظر بفارغ الصبر هذا الموسم وبتفاؤل كبير لقدوم السياح والمغتربين اللبنانيين” .
وأعرب عن ترحيبه بالسياح العرب والخليجيين في لبنان، لافتا إلى أن التعويل الأكبر على المغتربين اللبنانيين.
وأشار إلى أنه من المنتظر قدوم أكثر من مليون و200 ألف شخص إلى لبنان، وإنفاق ما بين 2 مليار ونصف و3 مليارات دولار، تتوزع بين القطاع الفندقي والتجاري والمطاعم والاستجمام والنقل وغير ذلك.. ورأى أن القطاع السياحي يشكل فرصة لازدهار القطاع التجاري.. مبينا في الوقت ذاته التفاوت في القدرة الشرائية بين المستهلك اللبناني والمستهلك السائح او المغترب في ظل الصعوبات المالية التي تواجه المقيمين في لبنان .
وأكد مراقبون أن الحملة السياحية التي أطلقها لبنان جاءت بنتائج إيجابية في ظل توافد عدد كبير من السياح والمغتربين إلى بيروت، حيث تصل يوميا عشرات الطائرات إلى مطار رفيق الحريري الدولي وعلى متنها الآلاف من الأشخاص لزيارة لبنان بهدف السياحة.
وفي هذا السياق قال السيد علي حمية وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي /تويتر/: “بعمل جاد،عقدنا الآمال على تفعيل مرافقنا العامة، فأتت النتائج واعدة وعلى قدر التوقعات”.. لافتا إلى أن هبوط الطائرات وأعداد الوافدين في مطار رفيق الحريري الدولي في ازدياد مستمر.
وفي هذا السياق توقع السيد أسعد الحريري رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي في تصريح لـ/قنا/ أن يكون الموسم السياحي في لبنان واعدا، معلنا عن إقامة مهرجان سياحي في الشمال لمدة شهرين طيلة شهر يوليو الجاري وأغسطس القادم.
وتطرق الحريري إلى المشاكل التي تواجه قطاع السياحة في لبنان وأولها انقطاع التيار الكهربائي، مما يحمل أصحاب المؤسسات السياحية والمسؤولين عن هذا القطاع تكلفة باهظة جراء استخدام المولدات الخاصة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات.
وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الإشغال في الفنادق كبيرة جدا، مما أعاد نمو السياحة في لبنان بعد سنوات من تراجعها بسبب تداعيات جائحة كورونا /كوفيد-19/، إضافة إلى عزوف السياح العرب عن القدوم إلى لبنان لأسباب مختلفة.
وفي هذا السياق، قال السيد سمير رحال صاحب مجموعة فنادق في لبنان في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن مستوى الإقبال على الحجوزات في الفنادق ممتاز، ونسبة الإشغال تصل إلى 100 بالمئة لهذا الصيف.
وكشف رحال عن تكلفة الحجز في الفنادق التي يملكها والتي تتراوح بين 100 و 200 دولار، مشيرا إلى أن أبرز المشكلات التي تواجه القطاع الفندقي انقطاع التيار الكهربائي، حيث تنحصر ساعات التغذية اليومية بساعتين على الأكثر مما يكبد أصحاب الفنادق تكلفة كبيرة لتأمين الكهرباء من خلال المولدات الخاصة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات.
ويتوالى الإعلان عن المهرجانات والفعاليات السياحية لتشجيع موسم السياحة التي تشمل كافة المناطق اللبنانية، واحتضن شارع الحمرا في بيروت مهرجانا ترفيهيا قبل أيام، يهدف إلى نشر الفرح وإعادة النبض إلى هذا الشارع الذي تأثر بالأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وتنظم الجمعيات الترفيهية مهرجاناتها السنوية، وتتوزع أكشاك الطعام والملابس والحرف اليدوية والرسومات والحلي في شارع الحمرا، بالإضافة إلى توفير مستشفى ميداني لتقديم فحوصات طبية مجانية، حيث تستقطب المهرجانات آلاف الزوار العرب والأجانب وسط عروض موسيقية وبرامج فنية مختلفة.
وأعلنت رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط، عن مهرجانات بيت الدين في ( 13 و15 و16 و17 ) من يوليو الجاري.
وأشارت السيدة جنبلاط إلى أن الدخول إلى ليالي المهرجانات سيكون مجانيا في كل الحفلات، لافتة إلى أن الهدف من إقامة المهرجانات هذه السنة على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، هو التأكيد على ثقافة الحياة وعلى حضور الفن اللبناني الراقي، حيث كل الفرق المشاركة لبنانية.
كما يعود للجمهور للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات مهرجانات بعلبك الدولية في حدث شدد منظموه على أنه “مقاومة ثقافية”، في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في لبنان.
وأكدت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج في تصريح لها، أن إقامة الحدث، الذي يشمل أربع حفلات ويمتد من 8 يوليو إلى 17 منه، في هذه الأوقات التي يشهد فيها لبنان أزمات متتالية يمثل “تحديا وشكلا من أشكال المقاومة الثقافية”.
وأقامت بلدة /حمانا/ مهرجان “رجعت الصيفية” منذ /السبت/ الماضي، والذي يتضمن نشاطات ترفيهية، فنية، ثقافية، رياضية.. إضافة إلى عروض وملاعب، سوق الضيعة، المونة، وموسيقى.
ويعول لبنان على صيف سياحي واعد في ظل أزمات اقتصادية ومالية تعانيها البلاد، ويترقب اللبنانيون توافد حوالي مليون ونصف مليون شخص من المغتربين اللبنانيين والسياح العرب والأجانب إلى بيروت.
وساهم تدني سعر صرف العملة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي في اختيار السياح للبنان لقضاء فصل الصيف، حيث تشير الأرقام إلى حركة سياحية كثيفة مقارنة بالأعوام السابقة.
ويعمل القطاع السياحي في لبنان في ظروف صعبة لتخطي فترات الركود الطويلة التي عانى منها سابقا، بسبب جائحة كورونا وبسبب الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعانيها البلاد، ويسعى إلى تأمين الاستمرارية من خلال الموسم السياحي الصيفي الناشط.
وتعد السياحة في لبنان إحدى أهم مصادر الدخل في خزينة الدولة، كونها تعتبر منذ القدم الدعامة الأساسية للاقتصاد اللبناني، وتؤمن فرص عمل للعديد من اللبنانيين.
وكان ينظر إلى لبنان قبل الحرب اللبنانية (1975 – 1990)، على أنه /سويسرا الشرق/، حيث كان يستقطب رؤوس الأموال العربية والأجنبية والعديد من السائحين الذين يرغبون بالتعرف على ثقافة وعادات سكان شرق البحر المتوسط.
ويتميز لبنان بطبيعته الخلابة وقرب الساحل من الجبل ومناخه المعتدل وتنوعه الثقافي والتاريخي كنتيجة للحضارات المختلفة التي مرت عليه، مما جعله مقصدا للسائحين العرب والأجانب، فهناك العديد من الآثار الإغريقية والرومانية الباقية، الحصون والقلاع العربية والبيزنطية والصليبية، والكهوف الكلسية، الكنائس والمساجد التاريخية، والشطآن الرملية والصخرية، ومنتجعات التزلج الجبلية، بالإضافة إلى المطبخ اللبناني المشهور عالميا.
المصدر: زاجل نيوز