بدأ انتشار السمنة في تزايد مستمر في جميع أنحاء العالم بمعدل يُنذر بالخطر، ففي عام 2020 تجاوز عدد الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن والسمنة المفرطة في العالم عدد من يعانون سوء التغذية.
زاجل نيوز، ٢٨، حزيران، ٢٠٢٢ | صحة
وعادة ما تُعرف السمنة باستخدام معدل كتلة الجسم، وبصفة عامة إذا كان معدل كتلة الجسم أكثر من أو يساوى 30 كجم/ متر2 فنحن أمام حالة من السمنة، بينما إذا كان أكثر من أو يساوى 40 كجم/ متر2 فهي سمنة مفرطة.
يعد سبب السمنة في أبسط مفهوم هو زيادة مقدار الطاقة المكتسبة عن طريق الطعام على الطاقة المبذولة، وأي مقدار من الطاقة الزائدة عن الاحتياجات اليومية للفرد، يتم تخزينه على شكل دهون تترسب تحت الجلد وأيضاً في الأعضاء الداخلية.
وتشمل مسببات السمنة عدة عوامل، منها العوامل الوراثية والعائلية، العوامل النفسية، العوامل الهرمونية، العوامل البيئية والأدوية.
وهناك طرق مختلفة لقياس السمنة مثل معدل كتلة الجسم، محيطات الجسم، وسمك طية الجلد إلى جانب قياس مكونات الجسم باستخدام قياس الكثافة وقياس توزيع الدهون باستخدام الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي.
تعد الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة متنوعة، واسعة النطاق وخطرة في بعض الأحيان؛ وتشمل هشاشة العظام، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة السكر بالدم من النوع الثاني، اضطرابات الدهون في الدم، أمراض الشرايين التاجية، ضعف القلب والأوعية الدموية، الاضطرابات العصبية، أمراض الانسداد التجلطي، مشاكل في التنفس، توقف التنفس أثناء النوم، الاضطرابات التناسلية، أمراض الجهاز الهضمي، اضطرابات الغدد الصماء، أمراض الكلى، السرطان، الفتق، العدوى الجلدية، المشاكل الاجتماعية والنفسية وزيادة خطر الوفاة في جميع المراحل العمرية؛ لذلك يمكن للمرء أن يرى بسهولة خطورة المشكلة في مجتمع اليوم من النواحي الطبية والاجتماعية والاقتصادية.
لذلك فإن الهدف الرئيسي من العلاج هو تحسين الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة وتقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض في المستقبل.
ويعد تكوين فريق متعدد التخصصات هو الحل الأمثل لعلاج حالات السمنة المفرطة ويشمل طبيباً له اهتمام خاص بأمراض السمنة، أخصائي تغذية، وطبيباً نفسياً له اهتمام بتعديل السلوك واضطرابات الأكل، وجراحاً من ذوي الخبرة في جراحات السمنة
ويتطلب العلاج إجراء عملية تقييم شاملة للمريض تشمل التاريخ المرضى والفحص البدني وإجراء مزيد من الفحوص اللازمة. وتتمثل أهداف هذا التقييم في تحديد مدى خطورة ودرجة المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة المفرطة، وتحديد الأسباب الكامنة وراء السمنة ووجود أي أمراض مصاحبة أو مضاعفات للسمنة.
ويشمل العلاج الطبي لحالات السمنة العلاج الدوائي، تعديل السلوك، تعديل النظام الغذائي، وممارسة البرامج الرياضية وتقليل الشهية. كل هذه الوسائل لم تكن فاعلة في مرضى السمنة المفرطة؛ حيث إن المهم في العلاج الطبي للسمنة المفرطة ليس فقط إنقاص الوزن ولكن المحافظة على فقدان الوزن، وعدم ارتفاع نسبة إعادة زيادة الوزن بعد عام إلى عامين.
ويعد العلاج الجراحي هو الأسلوب الوحيد لتحقيق ثبات الوزن طويل الأجل لحالات السمنة المفرطة. وتقدم جراحات السمنة الآن الحل الأمثل الذي يحتوي على أكبر نسبة نجاح للمحافظة على الفقدان الفعلي للوزن (ما يصل إلى 50% من الوزن الأصلي). وبدأ العلاج الجراحي للسمنة المفرطة في اكتساب شعبية وزيادة في الاهتمام والقبول كوسيلة ذهبية لتحقيق إنقاص مستقر لوزن الجسم لمن يعانون السمنة المفرطة.
وتنقسم تقنيات جراحات السمنة المفرطة إلى عمليات تقليل الامتصاص، وعمليات تصغير المعدة مثل التدبيس الطولي أو العرضي للمعدة
وحزام المعدة والجمع بين عمليات تصغير المعدة وعمليات تقليل الامتصاص كما في عملية تصغير المعدة مع تحويل مسار المعدة. ويرى كثير من الجراحين أن هذه العملية هي العملية الجراحية الذهبية لعلاج السمنة المفرطة فهي تجمع بين تصغير المعدة وتقليل الامتصاص، مما يؤدي إلى تحقيق فاعلية على المدى الطويل في الحد من الوزن الزائد
المصدر: زاجل نيوز