في الوقت الذي يبحث السوريون عن مكان آمن داخل بلدهم لينزحوا إليه، أو يغادرون إلى وجهة خارجية للجوء، هناك عائلة في لبنان تستعد لتنتقل إلى سوريا والعيش فيها بشكل نهائي.
واتخذ رب الأسرة، فياض عياش، وزوجته، ريهام، وابنتاه، قرار مغادرة لبنان بسبب تراكم النفايات على مقربة من بيتهم، في بلدة الناعمة، على بعد 12 كيلومترا، جنوبي العاصمة بيروت.
ويقول عياش إنه يدرك خطورة انتقاله إلى سوريا، وأنه قد يموت جراء الحرب الدائرة بالبلاد، لكن الإنسان سيموت لا محالة وهو بذلك يهرب من القدر المعلوم إلى القدر غير المعلوم بحسب ما نقلت عنه فرانس برس.
ويضيف أن ابنتيه اللتين لا يتجاوز عمرهما 10 سنوات أضحيتا تجدان صعوبة في الأكل والنوم بشكل طبيعي، جراء الروائح الكريهة المنبعثة إلى بيتهما في لبنان.
وفاقمت أزمة النفايات الوضع البيئي في لبنان، كما أججت حراكا في الشارع، جراء طفو كميات كبيرة منها على الأنهار، وبعثها روائح كريهة تنذر بمخاطر صحية.
وينوي عياش ترك بيته المؤلف من طابقين، والاستقرار في قرية ليبين، جنوبي سوريا، آملا أن تكون الحياة هناك أكثر راحة.
وتم البدء في طرح النفايات ببلدة الناعمة في لبنان، عام 1997، بشكل مؤقت، لكن السلطات لم تجد بديلا عن المطرح، فاستمرت في إلقاء القمامة به حتى يوليو 2015، لكن قرارا صدر مؤخرا، قضى بإعادة فحته.