من المؤكد أننا نسعى جميعا إلى إراحة أدمغتنا بين الحين والآخر بالنوم لساعات إضافية أو مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية التي لا معنى لها، لكن بعض الخيارات في نمط الحياة من شأنها أن تهدد صحة الأدمغة بشكل كبير.
في هذا التقرير حذر موقع “هيلث آند هيومن” الأميركي من أن العادات التي تحرم أدمغتنا من العناصر الغذائية المهمة أو تقتل خلايا الدماغ بسرعة قد تعرضنا لخطر الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب أو القلق، والأمراض الجسدية مثل ألزهايمر والسكتة الدماغية والصرع وحتى السرطان.
وذكر الموقع أنه حتى لو كانت أدمغتنا في حالة راحة فذلك لا يدل فعليا على أنها في صحة جيدة.
وفيما يلي سبع عادات خطيرة من شأنها أن تلحق الضرر بدماغك، ويساهم التخلي عنها -مع استشارة طبيبك- في إحداث تغيير في صحتك العقلية والبدنية.
1- عدم تناول فطور الصباح
أشار الموقع إلى أن هناك سببا وجيها لتصنيف فطور الصباح أهم وجبة في اليوم، وتخطي هذه الوجبة يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، وهذا يعد أمرا ضارا للغاية بالدماغ، خاصة إذا كنت تتخطاها باستمرار.
يشار إلى أن عقلك يستخدم الطاقة أكثر من أي عضو آخر في الجسم، حيث يستهلك ما يصل إلى 20% من إجمالي الغلوكوز المتوفر في نظامك يوميا.
وأوضح الموقع أن الدماغ يستهلك حوالي ثلثي “ميزانية الطاقة” لمساعدة الخلايا العصبية على إطلاق إشارات إلى بقية الجسم، أما الثلث المتبقي فيخصصه لترميم الخلايا والرعاية.
ويؤدي حرمان دماغك من التغذية الكافية بانتظام إلى حدوث عجز في ميزانية الطاقة، وبذلك يصبح دماغك أقل استجابة للمنبهات، وتفقد خلايا الدماغ تدريجيا العناية الحرجة التي تحتاجها لتبقى في حالة صحية، ونتيجة لذلك تموت هذه الخلايا بنسق متسارع.
2- الحرمان من النوم
عدم الحصول على القسط الكافي من النوم سيجعلك تشعر بالخمول وكثرة النسيان في اليوم التالي، ويعزى ذلك إلى أن عدم الحصول على القدر الكافي من النوم يحرم الخلايا العصبية من القدرة على العمل بشكل صحيح، وسيتسبب هذا الحرمان في حدوث هفوات ذهنية من شأنها أن تؤثر على عملك وعلاقاتك، كما يؤثر ذلك على حواسك وردود أفعالك، مما يزيد احتمال تعرضك لحادث خطير.
وأضاف الموقع أن الحرمان المزمن من النوم يمكن أن يجعل هذه الآثار دائمة، وفي المرة المقبلة التي تشعر فيها بأنك مشغول جدا لدرجة أنك لا تقدر على أخذ قسط كاف من النوم تذكر أنك إذا قمت بتأجيل النوم فسينعكس ذلك سلبا على أدائك، لذلك ينصح بضرورة التمتع بالقسط الكافي من النوم لكي تنجز أكثر المهام في وقت أقل في اليوم التالي.
3- الإفراط في الأكل
كشفت بعض الدراسات العلاقة المدهشة بين السمنة والخرف، ومع أن الأسباب غير واضحة يشك الباحثون في أن السمنة تحدث عندما يكون الطعام الذي نأكله غير مغذ، مما يؤدي إلى الرغبة في الإفراط بتناول الطعام من أجل تلبية حاجة الجسم للفيتامينات والمعادن، لذلك، حتى لو كنت تأكل بشكل مفرط فذلك لا يعني بالضرورة أنك توفر التغذية اللازمة لدماغك.
علاوة على ذلك، لاحظنا أنه بحلول عام 2015 بلغ عدد المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالخرف حوالي 45 مليون شخص، وتضاعف الرقم منذ عام 1990.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت المعدلات الوطنية للسمنة في الولايات المتحدة من 11.1 إلى 30.6%، والأمر يتطلب المزيد من الدراسات لتأكيد هذه العلاقة، ولكن من الواضح أنها موجودة بالفعل.
4- التدخين
هناك الكثير من الأبحاث التي أجريت بشأن الآثار الضارة للتدخين، لذلك نحن نفهم هذه العلاقة جيدا، ومن الواضح أن التدخين يضر بأغشية الخلايا والحيوية العصبية في مناطق الدماغ المسؤولة عن التوازن والتنسيق والمهارة الحركية الدقيقة والإجمالية، كما أنه يضعف القشرة المخية التي تحدث فيها عمليات اللغة والذاكرة والإدراك.
وفقا لذلك، يعد الإقلاع عن التدخين مهما لصحتك، ويمكن أن يساعد دماغك أيضا، ولكن لا يمكن عكس الضرر الذي لحق فعلا بالدماغ.
وقد توصل الباحثون إلى أن الإقلاع عن التدخين يساهم في إعادة بعض السماكة المفقودة من القشرة المخية، ومع ذلك فإن المدخنين السابقين الذين أقلعوا عن التدخين لأكثر من 25 عاما لديهم قشرة دماغية أرق من أولئك الذين لم يدخنوا أبدا.
5- الجفاف
أورد الموقع أن أجسادنا تتكون من 70% من المياه، لذلك يعد الماء عنصرا مهما للغاية لكل وظيفة جسدية، بما في ذلك وظائف الدماغ.
ويؤثر الجفاف على عقلك بسرعة فائقة، حيث يؤكد الباحثون أنه إذا أمضيت ساعتين في ممارسة التمارين الشاقة دون شرب الماء يمكن أن يسبب ذلك تدهور إدراكيا، كما بينت الدراسات أن الجفاف يؤثر على بعض الوظائف، مثل حل المشكلات المعقدة والتنسيق والتركيز.
حاول أن تشرب باستمرار طوال اليوم، للحفاظ على مستويات ثابتة من الماء في جسمك ودماغك في صحة جيدة.
6- الإفراط في استهلاك السكر
أشار الموقع إلى أن أجسادنا وأدمغتنا تحتاج إلى السكر لضمان أداء وظائفها، لكن وجباتنا الغذائية الحديثة تحتوي على الكثير من السكر، وعندما تتناول الكثير منه بشكل منتظم فإن خلاياك -بما في ذلك خلايا الدماغ- تصبح في حالة التهاب مزمن.
ويؤثر ذلك في قدرة جسمك على امتصاص العناصر الغذائية المهمة من الطعام، فيبدأ في تجويع الدماغ وحرمانه مما يحتاج إليه لعملية الإدراك المثلى، وفي نهاية المطاف ستكون معرضا لخطر الإصابة بالخرف.
7- الضغط النفسي
أشار الموقع إلى أن الإجهاد المزمن يؤثر سلبا على الجسم، فعندما يكون نمط حياتك قائما على الإجهاد المزمن يتراكم هرمون الكورتيزول في الدماغ ويسبب أضرارا دائمة.
ولا يقتصر الضرر على قتل خلايا الدماغ فحسب، بل يتسبب في تقلص حجمه أيضا، وعندما يؤثر الإجهاد على قشرة الفص الجبهي تصبح قدرتك على التعلم والتذكر مضطربة، لذلك فإن من الضروري أن تجد وسيلة للاسترخاء قبل فوات الأوان.
شرب الشاي وتناول الخضروات والفاكهة يحميان الدماغ
بالمقابل، خلصت دراسة حديثة إلى أن كبار السن الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بمضادات الأكسدة المتوفرة في الخضروات والفاكهة والشاي قد يكونون أقل عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر.
وتتبعت الدراسة حالات 921 شخصا على مدى ست سنوات بدءا من سن 81 عاما في المتوسط، وخلال فترة الدراسة تم تشخيص إصابة 220 منهم بمرض ألزهايمر.
وقال الباحثون إن الأشخاص الذين اتبعوا أنظمة غذائية غنية بالفلافونولات -وهي مضادات أكسدة متوفرة في الخضروات والفاكهة والشاي- كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر مقارنة بغيرهم وبمقدار النصف.
وقال توماس هولاند كبير الباحثين في الدراسة -وهو من جامعة راش في مدينة شيكاغو الأميركية- “تناولوا الفاكهة والخضروات، خاصة الخضروات الورقية، واشربوا الشاي من حين لآخر”.
وأضاف هولاند في رسالة بالبريد الإلكتروني “إن اتباع نظام غذائي يحتوي على فواكه وخضروات متنوعة مهم لدوام الصحة، خاصة صحة المخ”.