رغم تواضع الاقتصاد البحريني قياسًا بالدول الكبرى في العالم، بل وقياسًا بدول شقيقة مجاورة ذات إنتاج نفطي كبير.. فإن مملكة البحرين حرصت منذ بداية مواجهة جائحة كورونا على تقديم الدعم والمساعدات للمواطنين المتضررين وكذلك للمؤسسات الاقتصادية المتضررة من الجائحة العالمية.. ومنذ يومين قالت (كريستالينا جورجيغا) مديرة صندوق النقد الدولي: (إن دول العالم قد تواجه إفلاسات ضخمة وضررًا اقتصاديًا دائمًا إذا أوقفت قبل الأوان الدعم النقدي والمالي المقدم في الوقت الراهن لمساعدة اقتصاداتها خلال الأزمة الحالية (كورونا) ونحن واضحون تمامًا في الرسالة التي نبعث بها، وهي عدم سحب الدعم قبل أوانه.. إذا فعلنا ذلك فقد نواجه إفلاسات ضخمة وبطالة هائلة).
ويمكن القول إن مملكة البحرين قد عملت بهذه السياسة المالية الحكيمة التي توصي بها حاليًا مديرة صندوق النقد الدولي، بل ان تقريرًا حديثًا لمؤسسة (كي.بي.ام جي) حول الآثار المترتبة على الخدمات المصرفية الخليجية وتحليل الآثار الرئيسية والتدابير المضادة المحتملة في التعامل مع فيروس كورونا كشف (ان البحرين الأولى خليجيًا، وفي طليعة الدول عالميًا في دعم المتضررين من جائحة كورونا في القطاع الخاص أو للمواطنين والمقيمين بالنسبة إلى حجم الاقتصاد الوطني.. وإن تدابير الدعم الاقتصادي الذي قدمته حكومة البحرين إلى المتضررين من حزمة حوافز بلغت 4.3 مليارات دينار بحريني، ما يعادل 30 بالمائة من حجم الاقتصاد الوطني للتصدي للأثر الاقتصادي لجائحة كورونا.. فيما حلت سلطنة عُمان ثانية بدعم بلغ 28 بالمائة من حجم اقتصادها الوطني، والإمارات ثالثة بـ 17 بالمائة، وتفوقت البحرين على عدة دول عالمية أبرزها ألمانيا (16 بالمائة) وفرنسا (2 بالمائة) وكندا (3 بالمائة) وإيطاليا (2 بالمائة) والبرتغال (1 بالمائة) وإسبانيا (16 بالمائة)، وبريطانيا (14 بالمائة) من حجم اقتصاداتها الوطنية).
إذن البحرين كانت سباقة في تقديم الدعم الاقتصادي والمالي للمواطنين لمواجهة جائحة كورونا وتأثيرها على الحياة المعيشية للناس.. واستطاعت أن تقدم هذا الدعم الكبير ولشهور طويلة (9 أشهر) رغم انها ليست من الدول الثرية بالموارد الطبيعية قياسًا بدول كبرى مثل أمريكا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي التي جاءت نسبة مساهمة حكوماتها في دعم مواطنيها المتضررين من كورونا بنسب محدودة جدًا قياسًا بما فعلته مملكة البحرين من تقديم دعم اقتصادي سخي للمواطنين. هذه هي نعمة أن نكون تحت (حكم رشيد) يضع مصلحة المواطنين ورفاهيتهم قبل أي شيء آخر.. حفظ الله البحرين من كل سوء.
