بلغ عدد الآليات التي اعتمدتها دولة الإمارات لتفعيل الذكاء الاصطناعي 26 آلية في العديد من القطاعات الاقتصادية، وذلك في اطار تنفيذ استراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعي التي تعدّ أول مشروع ضخم ضمن مئوية الإمارات 2071 للارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبدعة ومبتكرة. وفي ظل الفرص الاقتصادية الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي للكثير مـن القطاعات الاقتصادية بالإمارات، فقد انتهجت الدولة لتعزيز تطوير وتسريع تفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على نطاق كافـة المسـتويات الحكوميـة والخاصـة العديد من الآليات التي شملت بحسب تقرير لوزارة الاقتصاد حملات توعية وتثقيف الجمهور وفئات المجتمع بمفهوم الذكاء الاصطناعي، لتسهيل انتشار استخدام التطبيقات التي تعتمد على هذه التقنية، وخلق وعي لدى قادة المؤسسـات والمديرين والموظفين بالجهات الحكومية بأهمية الـذكاء الاصطناعي، واستخداماته لتسهيل تبني هذه التقنية في عمل وتطويرالخدمات بتلك الجهات.فرق الابتكاركما تضمنت الآليات تكوين فرق عمل للابتكار بالمؤسسات الحكوميـة لدراسة الفـرص والتحديات التي تواجه هذه الجهات في تطوير خدماتها وأنظمتها الإلكترونية بالاعتماد علـى تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك الى جانب تنمية وتطوير الكفاءات العلمية والقدرات المحلية المتخصصة فـي مجال الذكاء الاصطناعي.
برامج تعليميةوشهدت الفترة الماضية أيضاً اطلاق برامج تعليمية بالجامعات تواكب التغير المتوقع حدوثه بالوظائف المستقبلية، كما تم تأسيس مراكـز بحثيـة لتطـوير القطاعـات المختلفـة بالدولـة وتأهيلهـا لاسـتقبال ضـرورات الـذكاء الاصطناعي، وفي هذا الاطار قامت جامعة دبي بابرام اتفاقية مع هيئة الطرق والمواصلات لتأسيس مركز بحثـي يخـدم قطـاع النقل والمواصلات ويساهم في تطويره من خلال طرح كافـة الخـدمات المقدمـة مـن قبـل الهيئـة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك في نفس الوقت الذي اتجهت فيه المؤسسات التعليمية إلى تقنية التعلم بالواقع الافتراضي لتتماشى مع الذكاء الاصطناعي.
تطوير الخدماتومن الآليات التي اعتمدت أيضاً تطوير خدمات بعض الدوائر الحكومية الموجهـة للجمهـور فـي دبـي وأبـوظبي بالاعتمـاد علـى تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تخصيص مادة مستقلة للذكاء الاصـطناعي فـي المـدارس والجامعـات لترسـيخ مفهومـه بـين الطلاب، وتبني كل ما يسهم في زيادة عدد الطلبة المتفوقين المقبولين بالجامعـات وأولئـك الـذين يملكون المهارات اليدوية خلال السنوات العشر المقبلة.أبحاث متطورةكما تم إجراء أبحاث متطورة في مركز الإمارات لبحوث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي، كما تم إطلاق مشروع “سيليكون بارك” عام 2014 ، كأول مدينـة ذكية متكاملـة بتكلفـة 300 مليون دولار على امتداد 150 ألف متر مربع ضمن خطة تحويل دبي إلى المدينة الأذكى بالعالم.وشملت الآليات كذلك إنشاء شركة كوغنيـت للحلول التكنولوجية لتطـوير نظـام واتسـن للحوسـبة الإدراكيـة ،كما طورت دائرة التنمية الاقتصادية بدبي عام 2016 خدمة ساعد بالتعاون مع مكتـب مدينـة دبي الذكية وشركة /IBM/ لتدريب نظام واتسن الذي يستخدم الحوسبة الإدراكيـة للرد علـى استفسـارات الجمهور المتعلقة بإنشاء وفتح الأعمال في دبي.مختبرات للذكاءوشهد العام 2016 إنشاء مختبر للذكاء الاصطناعي بمعرفة مكتب مدينـة دبـي الذكية فـي عـام، لمسـاعدة الجهات الحكومية على تطوير خدماتها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الإدراكية، في حين شهد العام 2017 إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي وذلك بالاضافة الى إنشاء وزارة للذكاء الاصطناعي وأخرى للخيال العلمي ضـمن حكومة الدولة في تشـكيلتها الوزارية الجديدة.
ربط الخدمات بالذكاء الاصطناعيوخلال معرض جيتكس للعام 2017 قامت بعـض الجهات الحكوميـة مثل مكتب مدينة دبي الذكية، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة السياحة والثقافة فـي أبـوظبي، بتطوير بعض خدماتها بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونجح القطاع الصحي في توظيف تقنيـات الذكاء الاصطناعي فـي إجراء أول عملية جراحية من نوعها بالعالم، لاستبدال مفصل كتف لإنسان كما تم تفعيل خدمـة “مبـروك مـا دبرت” التـي تتـيح إكمـال عقـود الـزواج وفقـا للشـريعة الإسـلامية والإجراءات القانونية المعمول بها في الدولة، حيث تم عقد أول عقـد قـران رقمـي لزوجين عبر تقنية التواصل مع قاض بمحاكم دبي من خلال الروبوت الصناعي.
أفضل التقنيات الحديثةمن جانبها، فقد عملت الحكومة على تفعيل كافــة خــدمات الشــرطة والنقــل والصــحة والتعلــيم بإماراتهــا المختلفــة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما جرى إطلاق المهندس الآلي بمعرفة وزارة تطوير البنية التحتية الإماراتية الذي يقوم بمهام المهنـدس المعماري من التصميم إلى التنفيذ كبديل للمهندس البشري إلى جانب اطلاق مبادرة “10 X” بإشراف مؤسسة دبي المسـتقبل، بهـدف تمكـين الجهـات الحكوميـة في إمارة دبي من استباق العالم في القطاعات كافـة، وجعـل دبي مدينـة المسـتقبل مسـتندةً في ذلك إلـى أفضـل الوسـائل والتقنيـات الحديثة والذكية.