سونغول أودان… «زهرة تركيا» وعرّابة المسلسلات التركية في العالم العربي… كانت البداية معها في «نور» منذ عقد من الزمن لتشكل ظاهرة استطاعت أن تغزو الشاشات وتدخل الدراما التركية عالمنا العربي من بابه العريض.
من منا لم يبهره جمال مشهد البوسفور من نافذة قصر شاد أوغلو، الذي تم فيه تصوير المسلسل وأصبح مقصداً للسيّاح في ما بعد؟ تكثر الأسماء وتتعدد المسلسلات، لكن تبقى سونغول أودان الحبيبة الأولى في قلوب المشاهدين العرب، حاضرة دوماً رغم غيابها أحياناً عن شاشاتنا العربية.
عُرفت بطبعها الخجول وأدائها الجبار، هي «نور» الزوجة العاشقة في مسلسل «غوموش»، «ياسمين» الصديقة المرحة في مسلسل «نساء حائرات»، «سيرجيه» الأم المكافحة في مسلسل «قصر العصفورة» و«هاندان» المرأة الحالمة وسط زخم الحياة في فيلم The Swaying Waterlily … هي كل تلك النساء، لأن قضية المرأة حاضرة دوماً في كل أعمالها. في مقابلة خاصة مع «لها» حدّثتنا سونغول عن الحب، الخوف، السلام والشغف…
– «زهرة تركيا»… ماذا يعني لك هذا اللقب؟
«الزهرة الأخيرة» هو في الحقيقة معنى اسمي بالعربية… من هنا كانت فكرة هذا اللقب الذي أطلقهه عليّ جمهوري في الشرق الأوسط وأنا أعتز به كثيراً…عندما أسمع هذا اللقب أشعر بالفخر.
– على مدار السنوات الماضية تم اختيارك مراراً كأفضل ممثلة تركية في الشرق الأوسط، بمَ يُشعرك هذا الأمر؟
تربطني علاقة قديمة ومميزة جداً بمُشاهدي الشرق الأوسط. فعلى الرغم من مرور فترة طويلةة على انطلاقتي في مسلسل «نور»، ما زلت أُقابَل بمشاعر الحب والحفاوة نفسها، مما يُشعرني بالتقدير والفخر.
– بين الأداء على خشبة المسرح والوقوف أمام عدسة الكاميرا، أين تجدين نفسك؟
أجد نفسي في كليهما معاً، فأنا أستمتع وأشعر بالسعادة عند تقديم دور مسرحي، وعند وقوفي أمامم الكاميرا لأداء دور في مسلسل أو فيلم. التمثيل يشكّل متعة وشغفاً بالنسبة إليّ.
– أين يكمن التحدي في التمثيل؟
تأدية دور من نص جيد وسيناريو مكتوب بطريقة متقنة أمرٌ ممتع. أما الصعوبة والتحدي فيكمُنان في تقمصص هذه الشخصية بمشاعرها وصفاتها وأبعادها لتصبح حقيقةً مجسدة تُصدّق..
– هل طلب منك مخرج تغيير مظهرك لأداء دور ما؟
طبعاً، كل دور له متطلباته، ليس على المستوى النفسي فقط، إنما على المستوى الجسدي أيضاً. فقدد شاركت هذا العام في فيلمين.
أديت في الفيلم الأول دور امرأة قروية في العشرينات وتوجّب عليّ جعل حاجبيّ أكثر كثافة، لذلك لم أرتّبهما طوال ستة أشهر، بينما في فيلمي الآخر، استلزم دوري لامرأة عصرية في الثلاثينات جعل حاجبيّ رفيعين وأكثر عصرية. لذلك أحرص دوماً على القيام بكل ما يلزم لإنجاح الدور الذي أؤديه.
– أي دور أديته تعتبرينه نقطة تحول في مسيرتك الفنية؟
شاركت في العديد من الأعمال المسرحية، وكانت البداية مع Yerma التي لخّصت مأساة المرأة فيي القرن العشرين. ولكن، ما لا شك فيه أن شخصية «نور» كانت نقطة تحول أساسية في مهنتي وبداية مسيرتي وانطلاقتي الحقيقية. ومسلسل «غوموش» قدمني للجمهور في بلدان الشرق الأوسط والبلقان.
– شاركت في مسلسلين عربيين. أخبرينا عن هاتين التجربتين؟
شاركت كضيفة شرف في المسلسل الكوميدي السعودي «بيني وبينك»، وقدّمت دور تولين فيي مسلسل «تحت الأرض»، وسعدت جداً بالتعاون مع ممثلين من ثقافات مختلفة.
أجد في هذا التنوع ضرورة لنقل الثقافات وتبادلها بين بلداننا، وإنجاح العمل من خلال إيصاله الى كل هذه الجماهير.
– من هو الممثل العربي المفضل لديك؟
النجم الراحل عمر الشريف.
– مع أي من الممثلين العرب ترغبين العمل؟
هناك أسماء كثيرة. فثمة العديد من الممثلين العرب الناجحين على الساحة الفنية اليوم، واختيار اسمم واحد ليس أمراً سهلاً. ولكن ما أستطيع قوله إنني بالطبع سأكرر تجربة التمثيل في العالم العربي.
– هل تحبين الاستماع إلى الموسيقى العربية؟
أستمع إلى العديد من الأغاني المصرية، السورية، التونسية والجزائرية. فأنا أحب الأغاني العربية عموماً،، وكذلك موسيقاها. فاللغة العربية من أجمل اللغات وأغناها، ولكن أغاني الأسطورة أم كلثوم هي الأقرب إلى قلبي.
– ما هي موهبتك إلى جانب التمثيل طبعاً؟
الغناء، فأنا درسته خلال المرحلة الجامعية. غنيت وما زلت أغني في العديد من المسرحيات الغنائية،، ولدي موهبة أخرى (تبتسم) أفضّل أن أبقيها سرّية.
– هل كان نجاح النسخة الأصلية من مسلسل «نساء حائرات» وراء نجاح النسخة التركية؟
لا شك في أن نجاح النسخة الأجنبية كان عاملاً من عوامل نجاح النسخة التركية. لكنه ليس السببب الرئيس في ذلك.
فالسيناريو والكتابة المتقنة لكل دور في النسخة التركية هما وراء النجاح الكبير لمسلسل «نساء حائرات» في تركيا والعالم العربي. وقد استمتعت شخصياً بكل لحظة في أداء دور ياسمين.
– في مسلسل «نساء حائرات»، أي من الشخصيات كانت المفضلة لديك؟
استمتعت كثيراً خلال تقديم هذا العمل، وصديقاتي قدّمن أدوارهن بشكلٍ رائع. لكن «ياسمين» هيي بالطبع الشخصية المفضلة لديّ، لا سيما أنها امتازت بخفّة ظلها وحيوتها.
– تشهد المسلسلات التركية اليوم حَكَماً صعباً وهو الـ Rating ، ما رأيك بذلك؟
نعم. فالتصنيفات اليوم تحكم المسلسلات التركية إما بالاستمرار أو التوقف، وهذا الأمر ليس عادلاً طبعاً.. ففي بعض الأوقات، تقع غالبية الأعمال والسيناريوات الجيدة ضحية الـRating.
– الأدوار التي قدمتها تتسم في معظمها بالطيبة والأخلاق الحميدة. هل ستؤدّين يوماً أدواراً من نوع آخر؟
بالنسبة إليّ، الشق الأهم هو السيناريو الجيد الذي يجعلني أقدم أدواراً مختلفة لا تتشابه حتى لوو تشابهت صفاتها. فكل شخصية قدمتها تختلف عن الأخرى. لقد أديت أدواراً درامية، كوميدية، غنيت ورقصت في المسرحيات الغنائية. فـ «نور» تختلف عن «ياسمين» و«سيرجيه» و«هاندان»… كل واحدة من تلك النساء لها صفاتها، مشاعرها، كيانها، نقاط ضعفها وقوتها.
– كيف تختارين أدوارك؟
عند قراءتي لأي سيناريو جديد، أحرص دائماً على أمر أساسي ألا وهو الاختلاف. يجب أن يكون الدورر مختلفاً عمّا قدمته سابقاً كي لا أقع في فخ التكرار.
– ما هو الدور الذي لم تؤديه حتى اليوم وتحلمين بتقديمه؟
أرغب فعلاً في أداء أدوار السيرة الذاتية.
– تتناول أدوارك في معظمها قضايا المرأة. هل تظنين أن النساء التركيات والعربيات حصلن على حقوقهن مقارنةً بالنساء الأوروبيات؟
الأدوار لها تأثير مباشر في الرأي العام. لذلك أختار أدواري بدقة، وفي رأيي لا توجد قوانين ضد حقوقق المرأة، ولكن هذه الحقوق منتقصة وتجعل المرأة عنصراً مهمشاً في المجتمعات، ليس فقط في تركيا والبلدان العربية، وإنما أيضاً في أميركا وأوروبا، فالقوانين هناك، والتي تنادي ضد العنف تجاه المرأة، لا تطبّق لسوء الحظ.
نحن النساء نواجه مشكلة على مستوى العالم كله، وأعمل حالياً على معالجة هذه القضية من خلال أدواري ودوري كسفيرة للأمم المتحدة مع زميلتي AZRA AKIN .
– مسلسل «فاطمة» استطاع كسر الحواجز وتغيير القانون في جرائم الاغتصاب في تركيا. ما هي القضية التي تركزين عليها من خلال أدوارك؟
التعليم… سيكون العالم مكاناً أفضل عند منح الفتيات حق التعلم وعيش طفولتهن ومنع الزواج المبكر.. فالدراسة حق أساسي لكل طفل. وكسفيرة للأمم المتحدة، أنا في طور تحضير مشروع للأطفال اللاجئين في هذا الخصوص.
– ما هو أكبر إنجاز حققته في مسيرتك الفنية؟
حب المشاهدين وتقديرهم لي، وهما أمران يؤثران فيّ كثيراً. أحترم طريقة تقديرهم لي وأفتخر بهم.
– ما هي الصفة المشتركة بينك و بين كل شخصية أديتها حتى اليوم؟
الكفاح، لكل منا لحظات ضعف، لكن القوة تكمن في عدم الاستسلام والإيمان بالأفضل من خلالل العمل والسعي للوصول إلى الهدف بكل تفاؤل. هذه هي حكمتي في الحياة: آمني، اعملي وكوني متفائلة…
– ما رأيك بالنجاح المبهر الذي حققته المسلسلات التاريخية التركية؟
التاريخ العثماني غني جداً بقصص الحب العنيفة والبطولات العظيمة، فامتداد الدولة العثمانية وسيطرتهاا على معظم بقاع الأرض لـ600 عام جعلا من هذا الزمن ثروة حقيقية لإعداد سيناريوات لمسلسلات وأفلام تجسد وتروي أحداث هذه الحقبة العظيمة.
– ما هو نوع الأدوار التي ستؤدينها في المرحلة المقبلة؟
أريد أن أخوض تجربة جديدة وأمثّل أدواراً لم يعرفني بها الجمهور من قبل.
– لو لم تكوني ممثلة، ماذا كنت لتصبحي اليوم؟
كاتبة على الأرجح، لأن لديّ شغف الكتابة، أو طاهية لأنني أحب الطهو أيضاً وأجيده.
– هل تحبّين الأطباق العربية؟
أحبها كثيراً، والفلافل هي المفضلة لدي.
– كنت قد ذكرت سابقاً أنك في طور كتابة قصة. هل ما زال المشروع قائماً؟
بالطبع، أنا في طور الكتابة حالياً. وسيصدر الكتاب في القريب العاجل، وأتمنى أن يُترجم إلى اللغة العربيةة كي يستطيع جمهوري العربي قراءته.
– هل تستمتعين بكونك تملكين قاعدة جماهيرية عريضة في العالم العربي؟
هذا الأمر يجعلني في قمة السعادة، وأشعر بالامتنان لكوني معروفة على مساحة جغرافية واسعة.
– هل شعرت يوماً بأن شهرتك تحدّ من حريتك؟
أحياناً، أشعر بذلك. لذا أتبع أسلوباً معيناً في الحياة، وهو فصل حياتي المهنية عن حياتي الخاصة. أتفهمم وأحترم حب جمهوري ورغبته في أن أشاركه أخباري وصوري، لكنني أفضّل الظهور أو إجراء مقابلة فقط عند قيامي بعمل جديد. لعل هذا الأمر نابع من طبعي الخجول.
– ماذا تخفين وراء شخصيتك الهادئة والخجولة؟
حياتي الخاصة… فتفاصيل حياتي الشخصية والعائلية ملكي وحدي.
– أين تجدين سلامك الداخلي؟
الطبيعة هي ملاذي من ازدحام الحياة الذي قد يسبب لي القلق، ووجودي بين الأشخاص الذين أحبهمم يشعرني بالأمان والسلام.
– ماذا يعني لك الحب، وما أهميته في حياتك؟
أعتقد بأن الحب هو أسمى وأجمل شعور ممكن أن يعيشه الإنسان. فالمرأة والرجل خُلقا ليكمّل كلل منهما الآخر، والحياة لن تستمر وتبقى إلا بوجودهما معاً.
– لعبت أدوار الأم وأديتها ببراعة، هل تحلمين بالأمومة؟
أحلم بأن أكون أماً يوماً ما إذا كان مقدّراً لي ذلك.
– ما هي أفضل نصيحة مهنية تلقيتها على الإطلاق؟
لا تجعلي المال مقياساً لأعمالك ونجاحاتك، لأن المال ليس كل شيء في الحياة. كوني دوماً قويةة وتعاملي مع الخسارة كما تتعاملين مع النجاح بحكمة ووعي حتى تحوّلي نقطة الضعف إلى قوة. فأحياناً يمكن أن يكون الفشل طريقك إلى النجاح.
– ما هي النصيحة التي كنت قد وجهتها لنفسك في مرحلة سابقة من حياتك؟
استخدام الوقت بشكل صحيح واستغلاله بمزيد من الحكمة فـ «الوقت من ذهب».
– ما هي أكثر ميزة تقدّرينها في الشخص؟
الصدق، التواضع والضمير الحي. فهذه الصفات إذا اجتمعت في الشخص كفيلة بأن تجعلني أقدّره.
– كيف تمثلك دار «بولغاري» كامرأة؟
أظن أن دار «بولغاري» تعكس برقيّ تصاميمها التي تجمع بين الفن والطبيعة، الصورة التي تليق بكلل امرأة…
– هل لديك قطعة مفضلة بين مجموعات مجوهرات «بولغاري»؟
أنا أعشق الخواتم… خاتم Parentesi من مجوهرات Bulgari High Jewellery، يبدو تحفة أكثر من كونهه خاتماً.
تابعوا فيديو كواليس هذه الجلسة التصويرية في دبي على www.lahamag.comوعلى تطبيقات iPhone و iPad و Android