في صناعة النهضة الإماراتية الحديثة والتي تقدم نموذجاً فريداً لا على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم، نموذجاً للدولة الحديثة التي تتبع أعلى المعايير الدولية على مستوى المفاهيم وعلى مستوى التنمية والبناء وفي كافة المجالات.
المرأة الإماراتية تتمتع بحقوقٍ مساويةٍ لحقوق شقيقها الرجل، وقد بنيت لها كافة القواعد القانونية التي تحمي حقوقها بل وتمنحها أفضل الفرص لتطوير نفسها وصناعة مجدها ومجد بلادها، وعلى رأس ذلك تخصيص يومٍ خاصٍ بها للاحتفاء بقيمتها ودورها ومستقبلها. ليس غريباً على حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وهي التي وضعت وزارة للسعادة وأخرى للتسامح، والتي تحوي أصغر وزيرة شابةٍ على مستوى العالم، والتي تحتوي وزيراتٍ مؤهلاتٍ ومتميزات في الأداء الحكومي، ليس غريباً عليها أن تحتفي بيومٍ خاصٍ للمرأة الإماراتية يتكرر كل عامٍ.
وجود المرأة الإماراتية وتمكينها في العمل الحكومي لا يقتصر على منصب الوزير فحسب بل كذلك في المراتب التي تليه والمناصب الوسيطة الحساسة والإدارات العامة بل وفي العمل الحكومي الميداني في شتى قطاعات الحكومة وفي مواجهة المراجعين وإنهاء المعاملات.
المرأة الإماراتية موجودةٌ في كل مؤسسات الدولة وفي القطاعين العام والخاص، وفي التعليم والتعليم العالي وفي مجال القضاء حيث تقوم القاضية الإماراتية بكل ما يقوم به زميلها القاضي، فتأهيلها العالي وقدراتها المتقدمة تمنح حمل شرف حماية الدستور وتطبيق القوانين، وهي خطوةٌ شديدة الصعوبة في كثير من دول العالم، ولكنها أصبحت جزءاً من هوية الدولة في الإمارات بناء على رؤية ووعي القيادة المتقدم المقرون بثقة الشعب الواعي ودعمه الدائم.
والمثير في التجربة الإماراتية هو أن المرأة المدعومة من القيادة والواعية بدورها تتمكن من خدمة وطنها ودولتها في شتى المجالات والمهم هنا هو الخدمة في الجيش والقوات المسلحة والقوات الأمنية، فالمرأة الإماراتية شرطية وضابطة في الأمن، وهي مجندة وشرطية وضابطة في كافة قطاعات القوات المسلحة، وهذه خطوة بالغة التقدم في المعايير الدولية. الكلّ يتذكر أسماء الإماراتيات المميزات، واللاتي تسلمن أعلى المراتب وأسمى الرتب، وعلى رأسهن «أم الإمارات» الشيخة فاطمة بنت مبارك أكبر داعمٍ لحقوق المرأة ومنحها الفرصة كاملة للإتقان والإبداع وخدمة الوطن، ومنهن الوزيرة المعروفة الشيخة لبنى القاسمي، ومنهن الضابط طيار مريم المنصوري، التي ملأت الجميع فخراً حين كانت تدك بطائرتها العسكرية الحديثة عثانين الدواعش في العراق ضمن التحالف الدولي هناك.
المشكلة في الإمارات ليس في ذكر أسماء صاحبات السمو من الشيوخ أو صاحبات المعالي من الوزيرات أو صاحبات السعادة من المسؤولات أو المميزات في مجال القطاع الخاص أو مجالات الإبداع كافة ولكن المشكلة هي أنه لكثرتهنّ وشهرتهنّ لا يمكن لمقال بهذه المساحة أن يوفيهنّ حقهنّ.
قبل أيام قام ولي عهد أبو ظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بتخريج دفعةٍ من المجندات في الخدمة الوطنية كان من ضمنهن كريمته وحفيدته، لأن الأفعال تواكب الأقوال، والقائد يقود بالقدوة والأسوة كما يقود بالرؤية والوعي والإدارة.
أخيراً، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «نحتفل غداً بيوم المرأة الإماراتية، شريكة التنمية، وصانعة الأجيال، وأم الشهداء، وفخر الإمارات، وعديلة الروح» وأضاف «ثلثا موظفي الحكومة نساء، وثلثا خريجي جامعاتنا الوطنية نساء، وثلث مجلس الوزراء نساء. نحن لا نمكن المرأة، نحن نمكن المجتمع بالمرأة».
وكتب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد «نهج الإمارات بتمكين المرأة نهج راسخ وضع أسسه زايد وعززه خليفة، ونقطف ثماره بمسيرة وطنية حافلة بالإنجازات والمكتسبات» وأضاف «المرأة في وطننا مصدر فخرنا الدائم بما تمارسه من دور وتبذله من تضحيات، وأمهات الشهداء نماذج ملهمة لتلك التضحيات».