نشر موقع ويكيليكس، الثلاثاء، قرابة 8 آلاف وثيقة قال إنها تعود لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “CIA” وتتعلق بعمليات قرصنة إلكترونية قامت بها، فيما رفضت الوكالة تأكيد أو نفي صحة الوثائق.
وكشف الموقع عن وثائق قال إنها تتعلق ببرنامج المخابرات الأميركية للقرصنة، احتوت على عدد من البرامج والتطبيقات المتعلقة بـ”القرصنة” على الهواتف النقالة والحواسيب وأجهزة التلفاز المرتبطة بالإنترنت.
وطبقا لويكيليكس، فإن عدد الوثائق المسربة بلغ 7 آلاف و 818 صفحة إنترنت مع 943 ملحقا.
وقال موقع التسريبات الشهير إن هذه المجموعة من الوثائق التي أطلق عليها إسم “القبو 7″، تعدّ أكبر مجموعة وثائق سرية تنشر حول وكالة المخابرات المركزية الأميركية “على الإطلاق“.
وتتكون المجموعة الأولى، المسماة “السنة صفر”، 8761 وثيقة، تم الحصول عليها من قاعدة بيانات عالية الأمان في مركز الاستخبارات عبر الفضاء الإلكتروني في مقر الوكالة في لانغلي، ولاية فرجينيا.
وأضاف بيان موقع ويكيليكس أن هذه الكمية الضخمة من المعلومات “كانت على ما يبدو متوفرة لدى مجموعة من المتعاملين مع الإدارة الأميركية سابقا، ولدى مخترقين لشبكتها”، وأن أحد هؤلاء “أمد ويكيليكس بجزء من هذا الأرشيف“.
وأشار الموقع الإلكتروني الشهير إلى أن الوثائق شملت تطبيقات يمكن من خلالها القرصنة على هواتف “آبل أيفون”، و”آندرويد”، و”مايكروسوفت ويندوز” و “آي أو أس” و”أو أس أكس” و “لينكس” وأخرى تستهدف موزعات الإنترنت (الراوتر)، و”أجهزة سامسونخ” التلفزيونية قبل أن يتم تشفيرها.
ولم يكشف ويكيليكس عن هوية من زوده بهذه الوثائق التي تعود للفترة ما بين عامي 2013- 2016، واكتفى بالقول إن من سربها شخص كان من بين عدد من القراصنة السابقين والمتعاقدين مع الحكومة الأميركية، ممن قاموا بنشر تفاصيل عن برنامج وكالة المخابرات المركزية المتعلق بالإنترنت “دون إذن“.
وتشير وثائق بتاريخ حزيران عام 2014 إلى أن محاولات الاستخبارات لاختراق أجهزة تلفاز سامسونغ من فئة “أف 8000” كانت تحمل اسم “الملاك الباكي” كرمز سري.
وتصف هذه الوثائق ابتكار طريقة للخداع تجعل المستخدمين يعتقدون بأن شاشاتهم قد أغلقت بشكل تلقائي.
لكن الوثائق تكشف أنه بدلا من ذلك، فإن المخابرات تستهدف هذه الأجهزة ببرامج خبيثة تجعلها تسجل بشكل سري المحتوى الصوتي الذي يُنقل لاحقا عبر الإنترنت إلى خوادم تابعة لوكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه” فور عودة الشاشات للعمل مرة أخرى، وهو ما يسمح بإعادة تشغيل روابط الاتصال اللاسلكي “واي فاي” لهذه الأجهزة.
وأشار قسم في هذه الوثائق يتعلق “بالنشاط المستقبلي” إلى مقترح لإمكانية أخذ لقطات فيديو مع إمكانية التغلب على مشكلة قيود تشغيل شبكة “واي فاي“.
وأشار “ويكيليكس” إلى أنه اعتبارا من العام الماضي، فإن المخابرات المركزية الأميركية أعدت سجلا لـ24 خللا أمنيا في الشيفرات لم تكن معروفة من قبل في نظام “أندرويد” تحت اسم “الأيام صفر“.
وتقول الوثائق إن السي آي ايه اكتشفت بعض مواطن الخلل في هذا النظام، لكن هناك مواطن خلل أخرى تقول الوثائق إنه جرى الحصول عليها من وكالة الاتصالات الحكومية البريطانية (GCHQ)، ومن وكالة الأمن القومي الأميركي، ومن أطراف ثالثة لم تُحدد هويتها.
وذكرت الوثائق المسربة أن الأجهزة التي تصنعها شركات “سامسونغ” و”أتش تي سي” و”سوني” وغيرها تعرضت للقرصنة، وهو ما سمح لـ”سي آي إيه” بقراءة رسالة على برمجيات التراسل، مثل “واتسآب” و”سيغنال” و”تليغرام” و”ويبو”، وغيرها من برامج المحادثة.
ولفتت إلى أن المخابرات المركزية الأميركية أسست وحدة خاصة لاستهداف هواتف “آيفون” وأجهزتها اللوحية “آيباد”، وهو ما ساعدها في مواقع لأحد الأهداف، وتشغيل الكاميرا الخاصة بأجهزته، ومكبر الصوت، وقراءة اتصالات نصية تخصه.
من جهته، رفض المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية جوناثان ليو، تأكيد أو نفي صحة المعلومات الموجودة في الوثائق.
وفي رد فعل أولي من وكالة الاستخبارات الأميركية، قال المتحدث باسمها، جوناثان ليو، لبي بي سي “نحن لا نعلق حول صحة أو محتوى وثائق استخباراتية مزعومة“.