يبدأ ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز جولة خارجية يزور خلالها الولايات المتحدة ثم فرنسا.
ويعلق مراقبون على أهمية زيارة الأمير السعودي لهذين البلدين بدليل أن توقيتها جاء في شهر رمضان، وهو الشهر الذي يمتنع فيه كبار المسؤولين السعوديين عادة عن القيام بأي زيارات رسمية خارج البلاد وتمضية معظم أوقاتهم في العبادة والاعتكاف وخصوصا في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر بجوار الحرم المكي في مكة المكرمة.
وكان من المقرر أن تشمل جولة الوزير السعودي كلا من اليابان وكوريا الجنوبية والصين وبريطانيا إلا أن الأمير محمد قصر الجولة على واشنطن وباريس في الوقت الراهن وفقا لمصادر دبلوماسية في الرياض.
وتشير المصادر إلى أن الأمير السعودي ربما زار تلك البلدان قبل نهاية صيف العام الحالي «بعد التوصل إلى نتائج مضمونة من شأنها إنجاح الزيارة لكل دولة» وفقا لتعبير دبلوماسي غربي في العاصمة السعودية.
وتلقى زيارة ولي ولي العهد اهتمامًا خاصًّا لدى الأوساط الاقتصادية الأمريكية لما تنطوي عليه خطة «رؤية السعودية 2030» وأحد برامجها التنفيذية (التحول الوطني 2020) من فرص استثمارية واعدة.
ومن المقرر أن يلتقي الأمير محمد في واشنطن عددًا من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وربما الرئيس باراك أوباما وأعضاء في الكونجرس لبحث العديد من الملفات الاستراتيجية في مقدمتها تطورات الأوضاع في سوريا واليمن والعراق ومسار الاتفاق النووي مع إيران كما ستتطرق إلى التحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده الرياض لمحاربة الإرهاب بعضوية 40 دولة إضافة إلى الحرب على تنظيمي داعش والقاعدة ومناقشة التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
والتقى أوباما والأمير محمد إلى جانب الأمير محمد بن نايف ولي العهد في المكتب البيضاوي في مايو عام 2015 وزار أوباما الرياض في أبريل الماضي حين حضر اجتماعا لقادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وسيغادر الأمير محمد واشنطن إلى نيويورك لعقد لقاءات مع عدد من رجال الأعمال الأمريكيين وشركات مالية للبحث في استقطاب عدد من الاستثمارات الأمريكية ضمن رؤية الأمير محمد بن سلمان لإعادة هيكلة الاقتصاد وإنهاء اعتماد السعودية على النفط بحلول 2030 لكنها تتطلب تغييرا شاملا في النظام البيروقراطي الذي أجهض محاولات سابقة للتغيير ومواجهة تحدي رجال الدين والمحافظين في البلاد.
ولم تستبعد بعض المصادر ان يلتقي ولي ولي العهد السعودي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أثناء زيارته لنيويورك.
وتمتد زيارة الأمير السعودي للولايات المتحدة حتى السابع عشر من الشهر الجاري ليبدأ بعدها إجازة خاصة ربما يقضيها في الولايات المتحدة أو جزر المالديف قبل أن يصل إلى باريس في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في زيارة رسمية تدوم أربعة أيام يبحث خلالها مع الرئيس الفرنسي وكبار أعوانه عددا من القضايا السياسية الإقليمية ومن بينها مبادرة باريس لتحريك عملية السلام المتجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ عام 2014.