أكدت د. الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية، على أن الدبلوماسية البحرينية لها دور إيجابي وفاعل في التواصل الدولي لتوحيد الجهود للتعامل مع مختلف الأزمات ومنها الظرف الاستثنائي المتمثل في انتشار فيروس كورونا بمختلف دول العالم، مشيدة بعمل فريق البحرين الذي أثبت من اليوم الأول كفاءته وجدارته في ظل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وجهوده في قيادة الفريق، منوهة سعادتها بأن وزارة الخارجية جزء من هذا الفريق وتعمل جاهدة على تحقيق كافة أهدافه عبر مختلف إداراتها وسفاراتها وقنصلياتها في الخارج للتصدي لفيروس كورونا المستجد. جاء ذلك خلال مقابلة لسعادتها، في برنامج مجتمع واعي على تلفزيون البحرين.
وأشارت وكيل وزارة الخارجية إلى الجهود التي بذلتها وزارة الخارجية للتصدي لفيروس كورونا بشكل عام، فقد حرصت الوزارة على التواصل مع مواطني مملكة البحرين في الخارج والعمل على حصر أعدادهم تحضيرًا لوضع الخطط اللازمة لإجلائهم إلى مملكة البحرين، موضحة بأن البداية كانت مع مواطني مملكة البحرين المتواجدين في جمهورية الصين الشعبية وخاصة الطلبة الدارسين هناك، حيث كانوا أول من تم إجلائهم بالتنسيق مع السلطات الصينية المختصة رغم صعوبة الوضع، كما قامت الوزارة بالبدء في حصر البحرينيين المتواجدين حول العالم والراغبين في العودة إلى مملكة البحرين، وذلك من خلال حثهم على التواصل مع سفارات مملكة البحرين في الخارج أو من خلال الاتصال بمكتب المتابعة بالديوان العام للوزارة، والذي يعمل على مدار الساعة لتلقي كافة مكالمات واستفسارات المواطنين الذين يرغبون في العودة إلى البلاد، حيث يتلقى المكتب أكثر من 400 اتصال بشكل يومي.
وحول ما يتعلق بما قامت به وزارة الخارجية لإجلاء المواطنين المتواجدين في الخارج، أوضحت وكيل وزارة الخارجية أن وزارة الخارجية بدأت بإجلاء المواطنين بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة والفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا، وذلك وفق الخطة التي أعلنت عنها الحكومة الموقرة في الاجتماع الذي عقد مع مجلس النواب بتاريخ 29 مارس 2020م، حيث تم وضع هذه الخطة بما يتناسب مع الاستعدادات الطبية في مملكة البحرين ووفق المعايير المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، والتي أشادت بكفاءة مملكة البحرين في إدارة الأزمة وقدرتها على اتخاذ الإجراءات السليمة والمناسبة للتصدي لهذا الفيروس، حيث أجلت وزارة الخارجية عددًا من المواطنين من عدة دول منها إيران والعراق والمغرب والأردن وغيرها من الدول، وعملت على تسهيل عودة المواطنين المتواجدين في دول مجلس التعاون بعد توقف حركة الطيران فيها وإغلاق منافذها البرية، بالإضافة إلى التنسيق مع إدارة الأوقاف الجعفرية لتأمين مقر إقامة جديد بشأن حادثة طرد 140 مواطن بحريني من الفندق الذي يقيمون فيه في منطقة مشهد، مشيرة سعادتها إلى أن عدد من تم إجلاؤهم بلغ أكثر من 1200 مواطن حتى اليوم حسب خطة الإجلاء التي تم وضعها بهذا الخصوص، وهي تسير كما هو مخطط لها.
كما شددت وكيل وزارة الخارجية على أن جهود وزارة الخارجية لم تقتصر على إجلاء المواطنين البحرينيين المتواجدين في الخارج فقط، بل ساهمت الوزارة في تأمين وصول شحنات من الأدوية والغذاء إلى مملكة البحرين بالتنسيق مع الجهات المعنية في المملكة من خلال التواصل مع الدول الصديقة والشقيقة، وقامت بعقد اجتماعات مع سفراء الدول الأجنبية في مملكة البحرين لاطلاعهم على الخطط والإجراءات التي اتخذتها المملكة في سبيل التصدي للفيروس وذلك بمشاركة من الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا، ناهيك عن حملات التوعية والإرشادات والبيانات التحذيرية التي قامت الوزارة بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، للمساهمة في توعية المجتمع حول كيفية التصدي لهذا الوباء، كما وجهت الوزارة بعثات مملكة البحرين وسفاراتها في الخارج لتسهيل عودة المئات من المواطنين عبر ترتيب حجوزات الطيران الخاصة بهم، ومساعدتهم من خلال تأمين بعض الحاجات الأساسية لهم من الطعام والأدوية.
وقد أشادت وكيل وزارة الخارجية بجهود مختلف مؤسسات ووزارات مملكة البحرين والتي تعمل بشكل متكامل في مواجهة هذه الأزمة، والتي تبذل جهودًا جبارة تهدف إلى الحفاظ على سلامة المجتمع وتأمينه من الأخطار التي قد يتعرض لها، كوزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) وجميع العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الوباء وغيرهم الكثير.
وفي الختام، أكدت وكيل وزارة الخارجية على أن مملكة البحرين قادرة وبكل تأكيد على تخطي هذه الأزمة في ظل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المفدى، مؤمنة بكفاءة الإجراءات المتخذة من الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء، وبدعم من فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.