استقالت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر رود الأحد، قائلة إنها ضللت دون قصد البرلمان بشأن ما إذا كان لدى وزارتها أعداد تستهدف ترحيلها من المهاجرين غير الشرعيين.
وكانت رود قد واجهت دعوات لاستقالتها بعد أن قالت إنه ليس لدى حكومتها أعداد تستهدف ترحيلها ولكن ظهرت أدلة جديدة تناقض ادعاءاتها.
وقالت رود في رسالة إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي “أشعر أنه لزام علي أن أفعل ذلك لأنني ضللت دون قصد لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان بشأن الأعداد المستهدف ترحيلها من المهاجرين غير الشرعيين.
وأضافت “كان يتعين علي أن أكون على علم بذلك، وأتحمل المسؤولية كاملة عن حقيقة أنني لم أكن على دراية بذلك”.
وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن “رئيسة الوزراء قبلت الليلة استقالة وزيرة الداخلية”.
ضربة قاسية
ويعتبر قرار رود بالاستقالة ضربة قاسية لماي التي أعلنت عن “ثقتها الكاملة” بوزيرة داخليتها قبل أيام، وربما ستكون لذلك تداعيات مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في بريطانيا التي تبدأ الخميس.
وأُجبرت رود على الدفاع عن موقفها، بعد أن أبلغت لجنة برلمانية هذا الأسبوع أن وزارة الداخلية لم تحافظ على أهداف محددة لعدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تم ترحيلهم من بريطانيا.
وبالرغم من إصرارها أنها لم تكن على علم بوجود مثل هذه القوائم، إلا أن تراكم الدلائل التي تشير إلى مدى علم وزارة الداخلية بهذه القوائم جعلها في موقف يتعذر الدفاع عنه.
تعامل غير لائق
وتعرضت رود لانتقادات قاسية بداية الشهر أيضاً بسبب التعامل غير اللائق مع من يعرفون باسم “جيل ويندراش”، وهم مواطنون من دول الكومنولث ومن الكاريبي خاصة قدموا إلى بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
وكان هؤلاء قد واجهوا عن طريق الخطأ تهديدا بالترحيل بموجب تشكيلهم “بيئة معادية” وهي سياسة خاصة بالمهاجرين وضعتها ماي عندما كانت وزيرة داخلية بين عامي 2010 و2016، وتابعتها رود من بعدها.
واتهم حزب العمال المعارض رود بأنها “درع بشري” لماي.
دعوات متكررة
وتحاول ماي منذ أسبوعين تفسير سبب وصف بعض أسلاف ما يطلق عليهم اسم “جيل الكاريبيين الأفارقة”،الذين تمت دعوتهم إلى بريطانيا لسد النقص في العمالة فيما بين عامي 1948 و1971، بأنهم مهاجرون غير شرعيين.
وواجهت راد دعوات متكررة من حزب العمال المعارض للاستقالة بعد أن أدلت بتصريحات متناقضة بشأن وجود أعداد مستهدفة من المهاجرين لترحيلهم.
وكان من المقرر أن تمثل رود أمام البرلمان مرة ثانية اليوم الاثنين لكنها اختارت الاستقالة عوضا عن ذلك في وقت متأخر الأحد.