من أقسى الأمور التي تحطِّم ذات الطفل، تعنيفه من قِبل والديه، لفظياً وجسدياً، حيث يتسبَّب ذلك في آثار سلبية، تُحفر عميقاً في وجدانه، لذا يجب الابتعاد عن هذا “الأسلوب” في التربية حتى لو كان ذلك بدافع المزاح، فتلك الكلمات القاسية تولِّد في نفس الطفل مشاعر الخوف والرهبة.
ومؤخراً، نُشر مصور في مواقع التواصل الاجتماعي، أثار استياء روادها، حيث يُظهر قيام أب بتهديد ابنه بالضرب المبرح، وتعنيفه، وجلده إذا ما أخفق في الدراسة، قائلاً: “بجلدك إذا رسبت.. أنت راسب”.
وظهر الطفل في حالة هلع وخوف، كما دخل في نوبة بكاء حادة، واستعد لتلقي الضربات من والده. و الأب او بأنه قال ذلك من باب المزاح، وأنه ناجح وغير راسب.
وعلى الرغم من إنهاء والد الطفل بالضحك، وتأكيده أن طفله ناجح، وأن ما قام به جاء لمجرد المزاح معه، إلا أن ذلك لم يمنع المغردين من انتقاده بسبب أسلوبه وتعامله المؤذي مع ابنه، الذي خرج عن نطاق الترفيه إلى الخوف والتوتر وحتى البكاء.
وأثار جدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا بمحاسبة الأب، معربين عن استيائهم من محاولته إخافة ابنه بالتعنيف لمجرد المزاح معه، مشيرين إلى أن ما حدث تعنيف نفسي.
وعلَّق مغرد قائلاً: “أين حقوق الطفل؟ أين حقوق الإنسان؟ وأين الإنسانية؟ حسبي الله ونعم الوكيل الله”.
بينما قال آخر: “يا الله ، توي انتبهت أنه مقلب. صحيح قهره بس ما عليه مقلب.. صحيح بكَّاه بس كمان مقلب ما عليه يكبر وينسى، أرعبه وملأ قلبه من الرعب بس ما عليه مقلب”.
وتساءل مغرد: “متى كانت الشهادة عنواناً لصلاح الأبناء؟ كم من ابن غير موفق دراسياً، نجح في الحياة، وأصبح باراً بوالديه، وكم من صاحب شهادة عاق بوالديه”. وتابع: “أتمنى أن يتم توعية المجتمع بأن الأبناء لهم قدرات عقلية تتفاوت ولا يمكن مقارنتهم بالآخرين”.