يا أسير اللوعة المختلفة | يا بقايا حسرة مرتجفة |
آه يا حزن الليالي ما الذي | جعل القلبَ يعاني صلفه |
سكب الهمُّ بكأسي جرعة | فانثنى القلب له وارتشفه |
تعبت في درب أحلامي الخطا | وأنا لمَّا أصلْ منتصفه |
نهر آلامي جرى في خافقي | وأصرَّ القلبُ أن يغترفه |
بتُّ كالمسجون يحتال لكي | يتلقَّى زائرًا ما عرفه |
يقرع الهمُّ له أبوابه | والمنى عن بابه منصرفة |
كان لي في واحة العمر هنا | روضةٌ أشجارها مؤتلفة |
تتهادى الطير فيها فرحًا | وتغنِّي لقلوب مرهفة |
ترتوي من نبع أحلامي إذا | أشبعتها الروحُ خبزَ الأنفة |
كان لي فيها ارتياحٌ غامرٌ | وفؤادي يحتوي ما ألفه |
هبَّ إعصار الرزايا فجأة | لم يدعْ شيئًا بها ما عصفه |
فإذا الواحة عني انصرفت | والأماني خلفها منصرفة |
تركتني في جحيم كلَّما | حاول القلب له ما وصفه |
كلما عانقتِ الروح المنى |
أظهر اليأس لها نصف شفة |