يكشف المصور لينزي ماكراي، الذي شارك في تصوير سلسلة أفلام “ديناستيس” الوثائقية، الذي تنتجه “بي بي سي إيرث”، النقاب عن الكيفية التي إستطاع من خلالها التكيف مع التأثيرات النفسية للعيش في عزلة، خلال مشاركته في تصوير طيور البطريق في القارة القطبية الجنوبية “أنتارتيكا”.
والتصوير يعني أن يظل ماكراي عالقاً هناك لمدة لا تقل عن ثمانية أشهر، دون أن يكون هناك سبيل لوصول أي شخص إلى ذلك المكان، أو مغادرة أي من الموجودين فيه له.
وتمثل القارة القطبية الجنوبية شاسعة المساحة القارة الأكثر برودة وجفافاً في المتوسط، والتي تعصف بها كذلك الرياح الأقوى من نوعها. وهي تمتد على مساحة تقارب 14 مليون كيلومتر مربع، ويبلغ عدد البشر الذين تضمهم جنباتها في ذروة فصل الصيف نحو 4000 شخص، يعيشون جنباً إلى جنب مع ما يُقدر بقرابة 12 مليون طائر بطريق.
ويتذكر لينزي أولى لحظات وجوده في هذه المنطقة بالقول: “خامرني شعور بعدم التصديق، عندما غادرت أخر طائرة وتُركنا جميعاً بمفردنا، لأنك تجد نفسك وقد دُفعتَ بغتة إلى أكثر مكان ناء على ظهر هذا الكوكب. وما إن تصبح هناك يتعين عليك مواجهة الوضع كما هو. فما من سبيلٍ للهرب”.
ووصف لينزي ظاهرة الشفق القطبي التي رآها هناك بأنها كانت مؤثرة ومثيرة للإعجاب بشكل كبير للغاية، قائلاً إنه وزملاؤه رأوا “ألوان الأخضر والأرجواني والوردي والأبيض بدرجاتها وهي تسبح على صفحة السماء بسرعة كبيرة، إنه لأمر لا يمكن أن تصدقه ما لم تره”.
ويجدد لينزي وصفه للقارة القطبية الجنوبية، بأنها من أجمل البقاع التي زارها على وجه الأرض. ويقول: “كنت محظوظاً إلى أبعد حد، لأنه ليس بوسع الكثيرين القول إنهم رأوا (ما يوجد هناك) من قبل على الإطلاق”.