تعد الفوائد الصحية المثبتة للمغنيسيوم كثيرة وتشمل تخفيف التوتر وتحسين الترطيب وخفض ضغط الدم وتحسين نمو العضلات والتعافي، بالإضافة إلى هذه المزايا، يعتقد الكثيرون أن المغنيسيوم يمكنه أيضًا تحسين نوعية نوم المرء.
وتدعم بعض الدراسات العلمية نظرية أن المغنيسيوم يمكن أن يساعد في تحسين النوم؛ لكن الخبراء يقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، وإنه لا يوجد مكمل بديل لنظام غذائي صحي وممارسات النوم الحكيمة.
تشير نتائج بعض الأبحاث العلمية الواعدة إلى أن المغنيسيوم يمكن أن يلعب دورًا في تحسين نوم المرء، حيث توصلت إحدى الدراسات، على سبيل المثال، إلى أن مجموعة من كبار السن الذين تم إعطاؤهم 500 ملليغرام من المغنيسيوم قبل النوم يتمتعون بنوعية نوم أفضل من المشاركين في الدراسة الذين تم إعطاؤهم علاجًا وهميًا. أظهرت المجموعة الأولى أيضًا مستويات أعلى من الميلاتونين مقارنة بالمجموعة الأخرى.
يقول الدكتور جوش ريد، مؤلف كتاب “The Truth About Low Thyroid”، إن “الميلاتونين هو الهرمون الذي يتحكم في النوم”. ويضيف أن المغنيسيوم يمكن أن يدعم النوم أيضًا “من خلال تنظيم مستويات حمض جاما أمينوبوتريك GABA – وهو ناقل عصبي معروف بتهدئة الجهاز العصبي”.
من المعروف أيضًا أن “المغنيسيوم له دور في استرخاء عضلات المرء”، كما تقول ليزا يونغ، أستاذة التغذية في جامعة نيويورك ومؤلفة كتاب “Finally Full, Finally Slim”، ونتيجة لذلك، فإن المغنيسيوم يمكن أن “يساعد في علاج متلازمة تململ الساق التي قد تؤثر على جودة النوم”. وفق (العربية نت)
بخلاف هذه النتائج، لا يزال يتعين إجراء مزيد من الأبحاث حول كيفية تأثير المغنيسيوم على النوم. تقول كيت زيراتسكي، اختصاصية التغذية في مايو كلينك بمدينة روتشستر في مينيسوتا، إن بعض دراسات المغنيسيوم “تشير إلى بعض الفوائد لتحسين مدة أو نوعية النوم”، لكنها تضيف أن “العلم الذي يدعم المغنيسيوم والنوم ليس قويًا”.
في الوقت نفسه، يقول الخبراء إن العلاجات الطبيعية مثل المعادن أكثر أمانًا ولن تسبب الاعتماد عليها ولها آثار جانبية أقل من بعض تدخلات النوم مثل الحبوب المنومة. لذلك، يمكن أن يكون المغنيسيوم بديلاً جيدًا لبعض الأدوية. بالنسبة لأي شخص يعاني من النوم ويرغب في تجربة تناول المغنيسيوم، فإنه من الأفضل تناوله قبل النوم بحوالي 30 دقيقة.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هناك العديد من أشكال المغنيسيوم، ويُعتقد أن بعضها يساهم في الحصول على نوم هادئ ليلاً أكثر من غيرها، مثل جلايسينات المغنيسيوم، وهو أحد هذه الأنواع وهو أيضًا “لطيف على المعدة”. كما يقول دكتور ريد إن سيترات المغنيسيوم خيار جيد آخر لأنه “يعزز الاسترخاء”.
يوصي مكتب المكملات الغذائية التابع للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة الذكور البالغين بالحصول على ما بين 400 و420 ملليغرام من المغنيسيوم يوميًا، وللنساء البالغات للحصول على ما بين 310 و320 ملليغرام يوميًا.
يجب أن يدرك متناولي المغنيسيوم أيضًا أن الجرعات الإضافية في شكل مكمل غذائي تختلف عن المغنيسيوم الموجود بشكل طبيعي في طعام الشخص، وأن المكملات ليست ضرورية إلا إذا كان الشخص يعاني من نقص المغنيسيوم، أو بحسب ما ذكرته دكتورة زيراتسكي، بسبب أن “النظام الغذائي يفتقر إلى الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم”، مثل المكسرات بما يشمل اللوز والفول السوداني والكاجو، بالإضافة إلى البذور وحليب الصويا والفاصوليا السوداء والخضروات الورقية مثل السبانخ.
يقول مكتب المكملات الغذائية إن تناول “الكثير من المغنيسيوم من الطعام لا يشكل خطرًا على صحة الأفراد الأصحاء لأن الكلى تقضي على الكميات الزائدة في البول”، فيما تقول دكتورة زيراتسكي إنه ينبغي ملاحظة أن المشكلات ربما تنشأ عن تناول “جرعات عالية من المغنيسيوم من المكملات الغذائية أو الأدوية”، مثل الغثيان والتشنجات البطنية والإسهال.
أما الخبر السار فهو أن مثل هذه الآثار الجانبية نادرة بالنسبة للأفراد الذين يتناولون المغنيسيوم ضمن الحدود الموصى بها؛ وسواء كان المغنيسيوم يؤدي إلى تحسين النوم بشكل ملحوظ أم لا، فإن فوائده الصحية تظل عالية.