ان الصلاة الركن الثاني من اركان الاسلام وهي عمود الدين , ان أول ما يحاسب عليه الانسان يوم القيامة هو الصلاة , وكانت الصلاة اخر ما أوصى به الرسول الكريم عليه الصلوات و أتم التسليم , و لا يجوز على المسمل أن يتخذ أي عذر عن الصلاة كالعمل أو الدراسة أو غيرها , خصوصا أن الوضوء و الصلاة لا تحتاج وقتا طويلا , كما أنه باستطاعة المسمل ان يصلي في مكان العمل أو الدراسة ما دام طاهرا , فلا حجة لتأخير أو تقديمها فالصلاة عماد الدين , والصلوات خمس و بينهم وقت طويل فلا تأخذ الصلاة وقتا طويلا متتاليا من المسلم , فعليه أن يبرأ ذمته منها و يصليها على وقتها فقد يسر الله تعالى على الاسلام الصلاة , و أعطاه فسحة من الوقت بين كل صلاة و الأخرى , كما حلل الصلاة في أي مكان طاهر.
اذن فلا يجوز تقديم الصلاة عن وقتها , ومن قدم الصلاة عن وقتها فصلاته غير جائزة , الا في الحالات التي أجاز الشرع الجمع فيها كالمرض و السفر . و من باب التيسير في الصلاة يجوز الجمع الصوري , أي ان تؤخر صلاة الظهر لأخر وقتها قبل أذان العصر و تصلي صلاة العصر أول وقتها بعد اذان العصر مباشرة , و أيضا أن تؤخر المغرب لأخر وقته قبل أذان العشاء و تصلي العشاء في أول وقته بعد أذان العشاء مباشرة , بالرغم من أن الأولى في التشريع أن تصلي كل صلاة بعد الأذان مبشارة أي في أول وقتها .
حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :” الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف ولا سفر ” .