إحتفلت أمس الفنانة القديرة نجاة الصغيرة، بعيد ميلادها الـ 82، إذ ولدت في 11 أغسطس عام 1938، وتُعد واحدة من النجمات، اللواتي تمتعن بموهبة كبيرة جعلتها من أهم فنانات جيلها، بدأت الغناء بمجموعة من أغاني كوكب الشرق، حتى نجحت وتألقت وهي في السادسة من عمرها.
ساهمت موهبتها في جذب كبار الملحنين والشعراء والمطربين حولها، لعل أبرزهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ونزار قباني، وكامل الشناوي، وبليغ حمدي، وسيد مكاوي، ومحمد الموجي، وكمال الطويل.
وعلى الرغم من الحياة الفنية الحافلة التي تمتعت بها “نجاة”، ومكانتها الكبيرة لدى قلوب الجماهير، ورصيدها الفني الذي يتداوله الأجيال، إلا أن قصيدة “لا تكذبي”، التي غنتها ضمن أحداث فيلم “الشموع السوداء”، كانت الأكثر شهرة على الإطلاق.
الشهرة التي اكتسبتها القصيدة لم تكن فقط بسبب مستواها الفني أو كلماتها التي تضفي شجنا من نوع خاص على مستمعيها، أو حتى صوت المطربة الفذة، بينما القصة التي روجت على إنها الحقيقة التي تقبع خلف معجزة “لا تكذبي”، وهي أن الشاعر الكبير كامل الشناوي وقع في حب “الصغيرة”، من طرف واحد مليء بالخيال، وهو الحب الذي أنتج وأخرج تلك القصيدة.
تعددت الأقاويل والروايات حول قصة القصيدة الأشهر على الإطلاق، وحرص عدد من المقربين من الشاعر الكبير، وحسبما ذكر الناقد الفني طارق الشناوي، في مقال له، بعنوان “كامل الشناوى فى اليوبيل الذهبى أكاذيب تفضحها قصيدة (لا تكذبي)”، عام 2015، فإن هناك العديد من الحكايات المختلقة التي تناثرت عن قصيدة “لا تكذبى” الكل أدلى بدلوه، ومنح لخياله حق براءة الاختراع.
وأضاف: “أتذكر أننى قبل 25 عامًا قررت أن أجرى تحقيقا صحفيا عن لغز هذه القصيدة وهل هى بالفعل عن واقعة حقيقية أم مجرد خيال شاعر، البعض أراد أن يحيل الشطرة الشعرية إنى رأيتكما معًا، إلى الخيانة وتلبس ومع سبق الإصرار وقرأوها إنى ضبطتكما معًا”.
وأضاف طارق الشناوي في مقاله: “سألت الكاتب الكبير مصطفى أمين والفنانة الكبيرة تحية كاريوكا والكاتب اللامع كمال الملاخ والموسيقار الكبير كمال الطويل والعملاق يوسف إدريس، كل منهم روى لي القصة من خلال رؤيته وتحليله.. مثلاً أمين أكد أن القصيدة كتبت فى شقته وأنه استمع إلى الشناوى، وهو يتصل بنجاة يسمعها القصيدة، وكان هو أقصد مصطفى أمين يتلصص على المكالمة من سماعة أخرى واستمع إلى نجاة تقول له (الكلمات حلوة قوى ياريت تأذن لي أن أغنيها)، لمصطفى أمين مقولة يصف فيها كامل الشناوى قائلا: (إن قلب كامل الشناوى مثل شاشة السينما تعرض كل أسبوع فيلما مختلفا)”.
وتابع: “تحية كاريوكا عندما زرتها لأعرف منها الحقيقة أشارت إلى شرفة ضخمة فى بيتها الذي كان وقتها يطل على نهر النيل بالجيزة، وقالت لي كامل بيه كتب القصيدة في هذه الشرفة، كمال الملاخ قال لي كنت ألتقي كامل بيه دائما فى الصباح الباكر فأنا أذهب إلى سميراميس فشاهدته في اللحظة التى كان يهم فيها لمغادرة المكان والعودة لمنزله، أنه كان ينهي قصيدة لا تكذبي، التي كان يكتبها طول تلك الليلة، وكل ممن استمعت إليهم قدم الحكاية من خلال زاوية رؤيته وإطلالته، وأضاف بعضهم قدرا من البهارات والتحابيش لزوم زيادة نهم التشويق، باستثناء كمال الطويل الذى كان يميل إلى أن كامل الشناوى بلغ ذروة الصدق الفني”.
وأوضح طارق الشناوي، في تصريح خاص لـ”مصراوي”، أن الشاعر الكبير كامل الشناوي، مثل أي شاعر أحب الكثيرات لعل أبرزهن: “نور الهدى، سلوى حجازي، سعاد حسني، وكاميليا”، موضحًا: “كتب عن كاميليا شعرًا يقول مطلعه (أن بعض الجمال يذهب قلبي عن ضلوعي فكيف كل الجمال؟)”.
وعن لصق أحد الخواطر التي كتبها “الشناوي”، باسم “نجاة”، والذي يقول: “إنها تحتل قلبي.. تتصرف فيه كما لو كان بيتها تكنسه وتمسحه وتعيد ترتيب الأثاث وتقابل فيه كل الناس.. شخص واحد تتهرب منه هو صاحب البيت”، قال الناقد الفني الكبير إن الراحل كتب العديد من الخواطر دون أسماء وأن كل شخص فسر تلك الخواطر بحسب رغبته وكل من يرغب في تصديق قصته مع نجاة الصق اسمها مع الشعر، مختتمًا حديثه:”أعتقد إن ده ذكاء الكاتب إنه يكتب وكل واحد بيضيف الاسم من عنده”.