تحقق تطبيقات إلكترونية حديثة مثل “أوبر”، و “Airbnb”، و”بليت-كلتشر”، نموا سريعا في الهند، ومن خلالها، يتمكن المستخدمون من تجديد وتحسين مهاراتهم اللغوية.
لم يتمكن براشانت تشودري من تحدث الإنجليزية بطلاقة أكثر إلا بعد أن ترك وظيفته المكتبية في إحدى شركات التأمين في دلهي من أجل أن يعمل سائقا حرا.
وبعد أن أصبح تشودري سائقا معتمدا لدى شركة “أوبر” التي تعمل من خلال ذلك التطبيق الشهير الذي يعتمد على طلب العملاء لسيارات أجرة عبر الهواتف الذكية، بات في حاجة إلى أن يستخدم اللغة الإنجليزية التي يعمل بها ذلك التطبيق بشكل مستمر.
ويقول تشودري إنه وجد أن ذلك التطبيق قد ساهم في تحسين مهاراته اللغوية بشكل كبير.
ويضيف: “أستمتع بتحدث الإنجليزية، وغالبا ما أستخدمها مع عملائي. وبما أنني أصبحت سائقا عبر تطبيق “أوبر”، فقد زاد ذلك من ثقتي (في نفسي) عند التحدث.”
ويتابع قائلا: “أقابل عملاء من العديد من الدول المختلفة، وأخرج في العديد من الرحلات معهم، وقد ساعدني التواصل مع ركاب مختلفين في تحسين اللغة الإنجليزية التي استخدمها.”
لكن تشودري هو شخص واحد فقط من بين العديد من الهنود في مدن مثل دلهي، وكلكتا، ومومباي، الذين يعملون لصالح ما يعرف حاليا باسم المنصات الاقتصادية المشتركة.
وتمثل هذه المنصات نماذج جديدة للأعمال التجارية التي تسمح للأشخاص باستعارة أو استغلال أصول أو خدمات يعرضها أشخاص آخرون، مثل تطبيق أوبر للنقل والرحلات، وتطبيق “Airbnb” لتأجير الغرف والشقق السكنية، ومنصة تأجير الملابس “رنت ذا رنواي”.
وبما أن هذه الأعمال التجارية القائمة على استخدام تطبيقات إلكترونية مصممة لتعمل باللغة الإنجليزية بشكل أساسي، فإن الهنود الذين يعملون من خلالها بشكل يومي يحققون تحسنا في مهاراتهم اللغوية كنتيجة مباشرة لذلك.
وبالإضافة إلى التحدث مع الركاب باللغة الإنجليزية، وضبط جهاز الراديو في السيارة على إحدى المحطات الناطقة بالإنجليزية، قرر تشودري الاستمرار في استخدام النسخة الإنجليزية من تطبيق أوبر، ولذا، أصبح يتبع الإرشادات المتعلقة بمكان انتظار الراكب التالي باللغة الإنجليزية أيضا.
وتتكرر نفس التجربة مع تطبيقAirbnb ، وهو يتصل بموقع على الإنترنت يسمح للمستخدمين بحجز أماكن للإقامة (غرف، أو شقق، أو فيلات، وغيرها) لمدة قصيرة بحسب اختيار وقدرة العملاء، ويعمل باللغة الإنجليزية بشكل رئيسي.
وهناك حاليا أكثر من 9,000 بيت معروض حاليا للإيجار للمستخدمين في الهند من خلال ذلك التطبيق.
وتقول أليسون وود، المتحدثة باسم الشركة: “التفاعل الإنساني والتبادل الثقافي يمثلان حافزا كبيرا بالنسبة للعديد من الناس الذين يستخدمون تطبيق “Airbnb”.
وتضيف: “على سبيل المثال، يختار بعض الناس بشكل محدد السفر بعد الحجز مع خدمة “Airbnb” لحجز السكن، وذلك لأن هذا سيتيح لأبنائهم فرصة للتفاعل مع أطفال آخرين والتعرض للغات مختلفة.”
يستخدم المواطن الهندي رام كيدامبي موقع Airbnb لعرض بعض الغرف في بيته للإيجار، وهو بيت صغير مكون من ثلاث غرف نوم في قلب مدينة حيدرآباد جنوبي الهند.
ومع أنه يتحدث اللغة الإنجليزية جيدا، يقول كيدامبي إن مقابلة متحدثين لغتهم الأم هي الإنجليزية ساعده كثيرا في التقاط تعبيرات جديدة وإتقان فنون العامية البريطانية والأمريكية.
يقول كيدامبي: “كان التعرض لثقافات ولغات مختلفة في أماكن قريبة منك، وفي سياق غير رسمي، له أثر كبير في اكتساب خبرة إيجابية بالنسبة لي كمقدم خدمات استضافة.”
هناك أيضا موقع شركة “بليت كلتشر” الناشئة، الذي يعمل من خلال سلسلة مطاعم من نوع خاص تسمح للسكان المحليين بجلب ضيوف أجانب لتناول الغداء أو العشاء وفقا لقوائم طعام خاصة معدة سلفا لهم.
وقد حقق ذلك الموقع شهرة كبيرة مماثلة عبر فروعه في عشر دول آسيوية، من بينها الهند. ويقدم الموقع خدماته حاليا باللغة الإنجليزية فقط.
تقول مؤسسة الموقع ريدا ستير: “نحن نشجع وندعم أي شكل من أشكال تبادل المعرفة الثقافي بين الطهاة والضيوف، واللغة بالتأكيد هي أحد هذه الأشكال.”
وتضيف: “نحن سعداء أن نرى بعدا جديدا يتعلق بتبادل المعرفة والتعلم من خلال الموقع.”
ولا يندهش معلمو اللغات من ذلك الاتجاه الحديث للتعلم، ويرون ذلك تطورا طبيعيا نظرا لتحسن فرص الوصول إلى التقنيات الحديثة في دول مثل الهند.
تقول السيدة لي آيليت، المديرة الأكاديمية بالمدرسة الدولية لتعليم اللغات “لانغويج غاليري”: “في دولة نامية، لن يكون لدي دخل إضافي للاستثمار في تطوير الذات من خلال تعلم دروس اللغة على سبيل المثال. لكن الوصول إلى الإنترنت يخلق فرصا للدراسة الذاتية وللتعلم من ثراء (محتوى) اللغة الإنجليزية المتاح”.
وتضيف آيليت: “التعلم الذكي هو في الأساس أن تتعلم اللغة الإنجليزية التي تحتاجها للتعامل في المواقف الحياتية اليومية التي قد تمر بها. المتعة المستمرة لتعلم شيء ما مع القدرة على تطبيقه بطريقة مجدية تمثلان حافزا كبيرا. وكالات