ورد ذكر الكلمتين في القرآن الكريم على هيئتين، فمرّةً جاءتا مقترنتين، ومرّةً جاءتا منفردتين كل منهما في آية، ومن الأمثلة على الاقتران في القرآن قوله تعالى وهو يصف المؤمنين في سورة آل عمران:”رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَار”.
وَمن الأمثلة على تفريدهما قوله تعالى في سورة محمد:”وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ” وَقَوْلِهِ فِي سورة الْمَغْفِرَةِ:”وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ” وقوله أيضاً “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا”.
و ذكره أنّ كلمة السيئات تدلّ على صغائر الذنوب، أمّا كلمة الذنوب فتأتي للدلالة على الكبائر من الذنوب، لذلك نجد أنّ لفظ التكفير اقترن مع لفظ السيئات، وذلك لأنّ السيئات تستوجب التكفير عنها وبذلك يمحوها الله ويعفو عنها ويسترها على الشخص الذي اقترفها، أمّا لفظ الذنوب فقد اقترنَ بالمغفرة والتي تحمل معنى الحفظ والوقاية.