عندما يمتلك المرء حلمًا كبيرًا كالتوظيف في شركة كبرى أو الزواج أو السفر في رحلة لطالما حلم بها، فإنه كثيرا ما يشعر بالرغبة للتحدث عن حلمه، الذي بات على وشك التحقيق، مع جميع من حوله. ولكن وبعدما يبدأ بالتحدث عن حلمه فإنه بين نظرات التشجيع والفرحة التي يلاقيها منهم يجد النظرات العابسة.
بعد ذلك تكتشف بأن حلمك لا يروق للجميع، فهناك من يرون بأنك ستفشل في إكماله للنهاية، وهناك من لا يرون بأنك تستحقه أصلا!! وهؤلاء يبدأون بالتعبير عن مشاعرهم السلبية عن طريق تقديم نصائح لم تطلبها منهم.
الشخص المتشائم هو ذلك الشخص الذي تتمنى لو أنك لم تخبره شيئًا عن نفسك، كيف لا وهو يسعى بكل جهده أن يشعرك بأنك غير كفؤ لمثل هذا الحلم، وأن أحلامك يجب أن لا تتعدى سقفًا معينًا. الشخص المتشائم يعمل على انتقاد أحلامك وتحجيمها، يحاول أن يقلل ثقتك بنفسك بدلا من تعزيز تلك الثقة.
قد تتعدد أهداف الشخص المتشائم للقيام بتلك الأمور، فمثلاً قد يشعر بالغيرة من أحلامك، قد تكون أحلامك تعاكس وجهات نظره التي لطالما تبناها ولأجل إثبات صحتها يسعى لإحباطك. قد لا يكون السبب متعلقا بك أصلاً ولكنه ينبع من كون الشخص المتشائم يعيش فترات صعبة تنعكس صعوبتها على تصرفاته وكيفية تعامله معك ومع الآخرين.
مهما كان السبب الذي يؤدي بالشخص المتشائم لاحباطك فإنه يجب عليك أن تعلم بأن حلمك ملكك وحدك وأنت وحدك أيضاً من تقرر ما إذا كان بإمكانك تحقيقه أو على الأقل بذل المجهود الكامل سعيا لتحقيقه. لذا عليك أن ترتقي مرتفعا عن تعليقات المتشائمين ونصائحهم المحبطة وذلك من خلال الخطوات التالية:
– الموافقة: على الرغم من صعوبة موافقة الشخص المتشائم على أقواله المحبطة، لكن في المقابل فإن مجادلته سيجعله يزيد من جرعاته السلبية ويضاعف انتقاداته بشكل يزيد من متابعك لذا فالأفضل أن تختصر الأمر عندما تشعر بأن الطرف المقابل يريد احباطك وذلك من خلال إشعاره بأنك اقتنعت واشكره على نصيحته التي ستجعلك أكثر انتباها لما قد يواجهك ومن ثم حاول تغيير الموضوع.
– لا تأخذ الأمر بشكل شخصي: الشخص المتشائم قد يبدو في كثير من الأحيان شخصًا حاقدًا وكارهًا، لكن مع هذا حاول ألا تأخذ الأمور بشكل شخصي، فمهما كان حلمك يحمل الفائدة لك ولمن حولك فإنك ستجد من لا يريدون تحقيق هذا الحلم، لكن انتقاداتهم يجب أن لا تنهي حلمك، وهذا سيكون أسهل عندما لا تنظر للأمر بمنظور شخصي.
– اجعل انتقاداتهم معينة لك: على الرغم من السلبية التي تحملها كلمات الشخص المتشائم لكن صدق أو لا تصدق فإن كلمات الإحباط تتحول لحافز قوي بالنسبة للبعض تبعث في أنفسهم روح التحدي لإثبات عكس الانتقادات التي توجه لهم. حاول أن تتبنى هذه الفكرة وتسعى لتحفيز روح التحدي بداخلك.