تمردن على الصورة النمطية التي وضعها لهن المجتمع، وتمكنّ من حكم العالم بشكل حقيقي. خرجن من هوامش الحياة، وصنعن مجد بلدانهن وشعوبهن، وغيّرن شكل الحياة السياسية إلى الأبد. هن القوة الناعمة التي تثبت أن الحكمة والفطنة في صنع القرار أمر يسري في عروقهن. فمن تستطيع قيادة عائلة، بإمكانها أن تقود بلداً. تعرفي سيدتي على قائمة من نساء حكمن دولاً واستطعن أن يُحدثن تغييراً جذرياً في كل شيء.
«أنجيلا ميركل» سيدة ألمانيا الحديدية
بـ17 تموز/يوليو الماضي، احتفلت المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» بعامها الـ65 من عمر كان مليئاً بالإنجازات، فهذه السيدة التي لُقبت بـ«المرأة الحديدية» بدأت حياتها عالمة أبحاث في الكيمياء الفيزيائية وتحمل درجة الدكتوراه في هذا التخصص العلمي، دخلت المعترك السياسي بعد العام 1989.
عاماً بعد عام، كان اسم «ميركل» يثبت نفسه في السياسة الألمانية، حتى 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2005، عندما تولت أولى ولاياتها كـ«مستشارة لألمانيا». أعيد انتخابها مرة أخرى خلال العام 2009، ومرة ثالثة خلال العام 2017، لتظل على رأس إحدى أقوى الدول الاقتصادية في العالم إلى وقتنا الحاضر.
«جاسيندا أرديرن» رئيسة وزراء نيوزيلندا
منذ توليها رئاسة الوزراء في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2017، أصبحت «جاسيندا أرديرن» أصغر من تولى هذا المنصب في تاريخ نيوزيلندا، ومن أوائل النساء اللاتي قدن البلاد، فابنة الـ39 عاماً التي ولدت في 26 تموز/يوليو 1980، بدأت حياتها السياسية مُبكراً وتسلمت المنصب تلو المنصب، حتى أصبحت رئيس الوزراء الأربعين لنيوزيلندا. ومنذ وقوع «مذبحة المسجدين» في آذار الماضي، نالت «أرديرن» شعبية كبيرة لموقفها الإنساني مما حدث.
«تيريزا ماي» رئيسة وزراء المملكة المتحدة السابقة
إحدى أبرز قادة الدول في العالم، أمسكت زمام الأمور لواحدة من أكبر القوى العالمية عبر التاريخ. إنها «تيريزا ماي»، رئيسة وزراء المملكة المتحدة السابقة والتي أنهت مهامها بشهر حزيران/يونيو الماضي 2019 بعد أن استمرت في حكم البلاد لثلاثة أعوام من تاريخ تسلم منصبها في 13 تموز/يوليو 2016. تعد «ماي» المولودة بـ1 تشرين الأول/أكتوبر 1956، ثاني امرأة في تاريخ المملكة المتحدة تصبح رئيسة وزراء بعد «مارغريت تاتشر».
«إلين جونسون سيرليف» أولى زعيمات أفريقيا
«إلين جونسون سيرليف»، الرئيسة السابقة لـ«ليبيريا» والسيدة التي تسلمت زعامة بلد، ليس هذا فقط ما يجعلها امرأة مختلفة ومميزة، بل لكونها تمكنت من خلال انتخابات ديمقراطية أن تكون أول رئيسة دولة في قارة أفريقيا عموماً في العصر الحديث. هذه الزعيمة السمراء التي ولدت في 29 تشرين الأول/أكتوبر عام 1938، تمكنت من قيادة البلاد رغم كل ما تعيشه القارة السمراء من اضطرابات مختلفة. وخلال فترة حكمها التي استمرت من العام 2006 وحتى العام 2018، صنعت تغييراً جذرياً عظيماً في ليبيريا، ونالت العديد من الجوائز العالمية من بينها «نوبل للسلام» خلال العام 2011.
الزعيمات والقياديات اللاتي تم ذكرهن سابقاً، لسن جميع النساء اللاتي حكمن بلدانهن، فالقائمة تطول! وفقاً لتقرير الأمم المتحدة الذي نُشر بعام 2017 ونقلته صحيفة «لا فيغارو» الفرنسية، فإنه خلال تلك الفترة، كان هنالك 16 امرأة تسلمن حكم بلدانهن من أصل 193 دولة حول العالم تتبع نظاماً انتخابياً رئاسياً، وليس نظاماً ملكياً وراثياً. وأورد التقرير حينها أسماء تلك السيدات ودولهن، بعضهن أنهى مهامه في الوقت الحاضر، وبعضهن لا يزال في منصبه، وهناك سيدات أخريات تسلمن الرئاسة بعد صدور التقرير.
نساء حكمن العالم منذ فجر التاريخ
أن تتسلم النساء حُكم بلدانهن أو ممالكهن ليس أمراً جديداً، ولم يبدأ مع الألفية الثالثة وتطور مفاهيم الديمقراطية، فهن كنّ زعيمات وملكات لحضارات ضاربة جذورها بالتاريخ، من بينهن الملكة «حتشبسوت»، أذكى حُكام مصر الفرعونية القديمة والتي تمكنت بذكائها أن تتغلب على رفض الشعب بأن تحكمه امرأة.
أيضاً هناك «ماريا تيريزا» التي حكمت النمسا طوال 63 عاماً، ما بين العامين 1717 و1780 خلال القرن الثامن عشر، عُرفت بذكائها الشديد وحكمتها في مواجهة تلك الفترة السياسية الصعبة من عمر أوروبا.
أيضاً الإمبراطورة الصينية «وو زيتان» التي اشتهرت بقوة شخصيتها وبأنها أول إمبراطورة تحكم الصين في التاريخ، بل هي الوحيدة التي تمكنت من فعل ذلك.
تاريخ الحضارة البشرية مليء بنساء عظيمات، قدن بلادهن، وكن زعيمات وصانعات قرار!