تعترف بأن غيابها لخمسة أعوام عن تقديم أي أعمال فنية، كان بسبب تعرضها لظروف عائلية صعبة… الفنانة مي نور الشريف تحدثت إلينا عن أعمالها الجديدة، والنجم الذي ترى أنه الأقرب الى تجسيد قصة حياة والدها الراحل، ونوع علاقتها بحسن الرداد وإيمي سمير غانم، وحقيقة لجوئها إلى أطباء نفسانيين، كما وجّهت رسائل إلى أسرتها، والدتها بوسي وخالتها الفنانة المعتزلة نورا وشقيقتها سارة، وهل تعيش قصة حب اليوم!
– ما السبب وراء غيابك لأكثر من خمس سنوات وعدم تقديمك أي أعمال فنية؟
عُرض عليَّ الكثير من الأعمال الدرامية خلال تلك الفترة، لكنني كنت أعتذر عنها، رغم أن بعضها كان مميزاً، وذلك لتعرضي لظروف عائلية صعبة، كان أبرزها مرض والدي نور الشريف ووفاته، كما أن الحالة النفسية التي كنت أمر بها خلال تلك الفترة، لم تكن تؤهلني للمشاركة في أي عمل فني جديد، وهذا هو السبب الوحيد لغيابي طوال السنوات الخمس الماضية.
– كيف تحسبين خطواتك المقبلة؟
لا أضع خطة مُحكَمة أسير عليها، لكن خطوة عودتي الى الفن من جديد كانت تتطلب مني دراسة وافية لكل المشاريع المعروضة عليَّ، واختيار العمل المميز، وقرار موافقتي على أعمالي الجديدة لم يكن سهلاً على الإطلاق، خصوصاً أنني فضّلت تغيير جلدي الفني والابتعاد عن أدوار البنت الرقيقة والطيبة التي عرفني من خلالها الجمهور.
– ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل «هجرة الصعايدة»؟
أعشق الأعمال التي تتحدث عن الريف المصري أو صعيد مصر، وأجدها تكشف لنا الكثير من التفاصيل التي لا نعرفها عن طبيعة العلاقات الإنسانية في تلك المناطق وعادات أهلها وتقاليدهم. ورغم أنني لا أجسد شخصية فتاة «صعيدية» خلال أحداث المسلسل، أُعجبت كثيراً بالدور، كذلك تحمست للعمل لأنه يضم عدداً كبيراً من الفنانين الذين يشرّفني التعاون معهم، وعلى رأسهم وفاء عامر وسلاف فواخرجي وعمرو عبدالجليل.
– تعرض المسلسل للعديد من الأزمات، منها اعتذار مخرجه عادل أديب عن استكماله، فما هو مصير هذا العمل؟
لست على دراية بكل الأسباب التي أدت الى توقف العمل، والذي كان من المفترض أن يُعرض في شهر رمضان المقبل، لكن كل ما أعرفه أن المسلسل تقرر تأجيله بسبب ضيق الوقت، فهو يحتاج الى الكثير من التحضيرات حتى يظهر بالشكل المطلوب، لأنه من الأعمال الدرامية الضخمة والتي تتطلب بذل الكثير من الجهود… وكان من الصعب أن نبدأ تصويره قبل رمضان بأشهر قليلة، فيدهمنا الوقت، وأنا لا أشعر بالحزن من ذلك، لأنني أثق بأن القائمين على المسلسل هم الأدرى بتحديد الوقت المناسب للبدء في تصويره.
– وماذا عن مسلسل «اللّهم إني صائم»؟
مستمتعة جداً بهذا العمل، وسعيدة بالمشاركة فيه لأسباب عدّة، أولها أنني أجسّد من خلاله شخصية بعيدة كل البعد عن كل الأدوار التي قدمتها طوال مشواري الفني، وهي تحقق لي الاختلاف الذي كنت أتمناه وأسعى اليه في تلك الفترة. ولن أخوض في تفاصيل الدور حتى يكون مفاجأة للجمهور عند عرض المسلسل على الشاشة، وكل ما يمكنني قوله إنني ألعب دور فتاة تدعى «شهيرة»، وهي الشقيقة الصغرى لمصطفى شعبان في العمل، وتتميز بذكائها وقدرتها على افتعال المشاكل والتنصل من أنها السبب فيها، ولا يمكنني أن أحكم عليها بأنها شريرة، لكنها في الوقت نفسه ليست فتاة بسيطة وسهلة كما يبدو من ملامحها وطريقة تعاملها مع من حولها.
أما العنصر الآخر الذي حمّسني للمشاركة في هذا العمل فهو وقوفي أمام عدد من الفنانين المتميزين، مثل مصطفى شعبان وماجدة زكي، إلى جانب المخرج أكرم فريد، وجميعهم أكنُّ لهم الاحترام والتقدير، وأعتبر التعاون معهم خطوة مهمة في مشواري الفني.
– صفي لنا شكل العلاقة بينك وبين مصطفى شعبان بطل العمل؟
رغم أن هذا المسلسل يمثل التعاون الفني الأول بيننا، فإنه تجمعنا صداقة وطيدة على المستوى الشخصي، وفي اليوم الأول للتصوير وجدت منه ترحاباً شديداً لمشاركتي في مسلسله، وهو من الشخصيات الطيبة والصادقة، وأشعر بالارتياح أثناء العمل معه، لأنه يتعامل مع الجميع ببساطة وتواضع وكأننا إخوة وليس مجرد زملاء في العمل، وأتمنى أن نقدم العديد من المشاريع الفنية الأخرى مستقبلاً، وأن تحقق تجربتنا الأولى معاً النجاح الضخم أثناء عرض العمل في موسم رمضان المقبل.
– هل هناك مشاريع جديدة تحضّرين لها حالياً؟
كنت أحضّر لمشروع درامي آخر، لكنه توقف بسبب تعرضه لعدد من المعوقات والأزمات، ولا أستطيع التحدّث عنه لأنني لا أعرف مصيره، ولم أحسم قراري في شأنه بعد، كما أنني لن أشارك في أي أعمال فنية جديدة إلا بعد الانتهاء من تصوير مسلسلَي «اللّهم إني صائم» و«هجرة الصعايدة»، لأركز فيهما جيداً.
– ما سر ابتعادك عن السينما؟
لم أكن أتقصّد هذا الابتعاد، لكن كل الأدوار الجيدة التي تعرض عليَّ تنتمي الى الدراما التلفزيونية، والتي أجدها منتشرة أكثر من السينما، وتصل إلى كل فئات المجتمع، كما أن طريقة تصوير المسلسلات وإخراجها أصبحت اليوم تتشابه كثيراً مع الأفلام السينمائية، ولذلك لا أشعر بالابتعاد عن السينما، بل على العكس اكتسبت خبرات فنية في الدراما، تؤهلني للعمل في السينما باحترافية إذا وجدت العمل الذي يرضي طموحاتي فيها، ورغم ذلك أحلم بالمشاركة في عمل سينمائي، وأنتظر العمل الجيد، لأن السينما تتميز بسحر خاص لا نجده في الدراما أو المسرح.
– كنت تحرصين على أخذ رأي والدك الراحل نور الشريف في اختياراتك الفنية، فمن هو مستشارك الفني اليوم؟
أستشير والدتي بوسي وخالتي نورا وشقيقتي سارة، فوالدتي وخالتي لهما خبرة طويلة في المجال الفني وأستفيد من آرائهما، أما سارة فتمتلك رؤية فنية بحكم دراستها للمسرح في الجامعة الأميركية، وقد أخرجت عدداً من المسرحيات في الفترة الماضية، وعملت مساعد مخرج في عدد من المسلسلات مع والدي رحمه الله، وأجد أن وجهة نظرها تكون صائبة في أغلب الأحيان، نظراً لامتلاكها الخبرة أيضاً، واعتدت منذ طفولتي على أخذ آرائهن في كل شيء فينصحنني، لكنهن في النهاية يتركن لي حرية الاختيار.
– هل صحيح أن هناك عملاً فنياً يتناول قصة حياة الفنان نور الشريف يتم التحضير له حالياً؟
سمعت بهذه الأقاويل في الفترة الماضية مثل الجميع، لكن ما من شخص تحدث معنا رسمياً عن تقديم مشروع فني يتناول قصة حياة والدي، ولذلك اعتبرت كل ما تردد مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، ونحن كأسرته نتمنى أن يكون هناك عمل فني يخلّد اسمه وفنّه، ويقدم قصة حياته لجمهوره وعشاقه، سواء سينمائياً أو تلفزيونياً، ولا نمانع في ذلك أبداً.
– هل يمكن أن تفكّري في إنتاج هذا المشروع بنفسك إهداءً لروح والدك؟
أتمنى القيام بذلك، لكن للأسف أنا وشقيقتي سارة لسنا نشيطتين بما يكفي حتى نُقدم على تلك الخطوة، خصوصاً أنها تحتاج إلى مجهود كبير حتى تخرج بالشكل الذي يليق باسم النجم الكبير نور الشريف وحجمه وقيمته. ورغم أن والدي رحمه الله خاض تجربة الإنتاج أكثر من مرة، فنحن لا نفكر في الإقدام على تلك الخطوة حالياً.
– لو تم تنفيذ هذا المشروع في المستقبل، من هم الفنانون الذين ترينهم قادرين على تجسيد شخصيته في عمل فني؟
لم أفكر في تلك المسألة من قبل، ولا أعرف من هو الممثل الذي يشبه والدي في الشكل ويستطيع أن يؤدي شخصيته بصدقية، والاختيار صعب للغاية، لأن تجسيد شخصية ممثل يعرفه الجمهور بتفاصيله وملامحه يحتاج إلى فنان مبدع قادر على إقناع الجمهور بالدور، وربما يكون الفنان مصطفى شعبان قادراً على تقديم شخصية والدي باحترافية عالية، لكن الحديث عن هذا الأمر حالياً يعتبر سابقاً لأوانه.
– كيف هي علاقتك بوالدتك بوسي؟
هي أقرب الى الصداقة، إلا في أوقات معينة تتحول خلالها بوسي إلى الأم الصارمة والجادة، وهناك تقارب كبير في وجهات نظرنا، كما أنني أراعي شعورها نحوي في بعض المواقف، مثل خوفها أو قلقها عليَّ، لأنني بعدما كبرت ونضجت فكرياً أصبحت أنا أيضاً أقلق وأخاف عليها، وأكثر الصفات التي أحبّها في أمي أنها إنسانة متفّهمة وتستمع إليّ، وتناقشني، ولا تُملي عليّ الأوامر أبداً، فمثلاً هي تستشيرني في الأعمال الفنية المعروضة عليها، وتحدّثني عن المواقف اليومية التي تتعرض لها، وهناك صفات ورثتها عن أمي، ومنها الاهتمام بمظهري، خصوصاً عندما كنت صغيرة، كما ورثت من والدي احترامه للمواعيد، وأتذكر أنني تأخرت مرةً عن موعد التصوير في مسلسل «الدالي» بسبب حادثة تعرضت لها في الطريق… يومها وبّخني والدي بقسوة أمام جميع العاملين في المسلسل، ومنذ ذلك الحين تعلمت الالتزام بالمواعيد مهما كانت الظروف.
– معنى ذلك أنه لم يكن يتعامل معك بأبوّة في موقع التصوير؟
كان مسؤولاً، بمعنى أن مسؤوليته تطغى على أبوّته في أوقات العمل، ولا يتعامل معي بعطف لأنني ابنته، بل كان يقسو عليَّ أكثر من الآخرين، ولم أكن أتضايق من ذلك أبداً، لأنني أعلم أنه يفعل ذلك معي عن محبة، ولما فيه مصلحتي.
– صفي لنا شعورك في كل مرة تتسلّمين فيها جائزة باسمه.
أشعر بسعادة غامرة لاعتراف جهات مختلفة بقيمة ما قدمه والدي وأفنى حياته من أجله، وهو فنه، وهناك لحظات لا يمكن أن أنساها ما حييت، ومنها لحظة تسلّمي وسام الثقافة والعلوم والفنون «مستوى التألق» من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وأيضاً كل التكريمات من مختلف المهرجانات داخل مصر وخارجها، وفي كل مرة أشعر بالفخر والاعتزاز بوالدي، الذي استطاع أن يحفر اسمه في قلوب الملايين، وبدأ مشواره من «الصفر» إلى أن وصل إلى مكانة كبيرة وحقق نجاحاً ضخماً يشيد به الجميع.
– عندما تتذكرينه…
قاطعتني قائلة: والدي لم يغب عني ولو للحظة منذ وفاته، أتذكره في كل موقف وحديث، وعندما أجلس لوحدي تتردد في مخيلتي أغنية «كدة يا قلبي» لشيرين عبدالوهاب، وأحياناً كثيرة أحلم بأنه لا يزال على قيد الحياة، وربما يكون السبب في ذلك أن والدي نفسه لم يكن يُشعرنا بآلامه حتى في أيامه الأخيرة، كما أنه لم يكن يفكر في الموت، بل كنا نحضّر لمشروع فني جديد له قبل رحيله بأيام قليلة.
– ما أكثر الأعمال التي تحبين مشاهدتها لوالدك؟
أفلام كثيرة جداً، فأرشيف والدي الفني حافل بالأعمال الرائعة، والتي ستظل راسخة في تاريخ السينما المصرية، لكن من الأفلام التي أحرص على مشاهدتها دائماً: «حبيبي دائماً»، «كتيبة الإعدام»، «أصدقاء الشيطان» و«قطة على نار».
– ما هي هواياتك المفضّلة؟
أعشق الرقص واليوغا، وأحرص على ممارستهما في أوقات فراغي، كما بدأت بممارسة رياضة «الجيم»، لأنني أرغب في خفض وزني. أيضاً من الهوايات المحبّبة الى قلبي، التصوير الفوتوغرافي، وقد ورثت هذه الهواية من والدي نور الشريف، وكان له الفضل في تعليمي أشياء كثيرة تتعلق بتقنيات التصوير، ومن عشقي الشديد للتصوير صرت أصوّر كل شيء وأي شيء، خصوصاً أثناء سفري خارج مصر، فأصوّر كل الأماكن التي أزورها، وحتى وجبات الطعام.
– رغم الصداقة القوية التي تجمعك بإيمي سمير غانم وحسن الرداد، لم تحضري حفلة زفافهما… فما السبب؟
دُعيت الى حفلة الزفاف، لكن للأسف كنت وقتها في لندن، لذلك اعتذرت لهما عن تلبية الدعوة، وحرصت على الاتصال بهما وتهنئتهما بعدها، وسعدت كثيراً بزواجهما، لأنهما من أقرب الشخصيات الى قلبي، وأتمنى لهما السعادة في حياتهما المهنية والخاصة.
أقول لأسرتي…
أريد في البداية أن أوجّه اليهم رسالة جماعية، وهي: «بحبكوا يا ظهري وسندي في الحياة، وأشكركم على تربيتكم لي، وتعاونكم معاً من أجل مساندتي في كل المواقف»، وأقول لوالدي ربنا يرحمك ويغفر لك، وأقول لأمي أنا فخورة بك كثيراً وبصمودك في الحياة، وأحترم حسن تصرفك وفكرك النيّر في كل المواقف الصعبة التي تتعرض لها أسرتنا، وأقول لخالتي نورا أنت من «أجدع» وأحن الناس عليَّ، وأفتخر بك أيضاً لأنك استطعت أن تحافظي علينا وتدعمينا في وقت كنا فيه في غاية الضعف، وكنتِ كالرجل الذي نستند إليه في الشدائد، وقادرة دائماً على حل مشاكلنا، أما سارة فأقول لها أنت لست شقيقتي فقط بل صديقتي المقرّبة، وحاملة خزائن أسراري، كذلك أريد أن أوجّه رسالة إلى جدّتي رحمها الله، وقد كانت أغلى إنسانة في حياتي، وأقول لها ستظلين باقية في وجداني ومشاعري، وأُطمئنك بأنني أسير على تعاليمك لي، وأتذكّرك في كل لحظة، وكأنك جالسة معي.
أصدقائي من الوسط الفني
الأصدقاء المقرّبون الذين أتواصل معهم دائماً هم: حسن الرداد وزوجته إيمي سمير غانم وأحمد صفوت ورشا مهدي، أما الباقون فزملاء أكنُّ لهم كل الاحترام والتقدير، وعموماً أحب كل من هم في الوسط الفني وتجمعني بهم علاقات جيدة، خصوصاً أن أغلبهم أصدقاء لوالدتي وخالتي.
لجأت إلى طبيب نفسي
اعتدت منذ طفولتي على الجلوس مع الأطباء النفسانيين، لأن لوالدي أصدقاء مقرّبين يعملون في هذا المجال، لذا فأنا أقابلهم باستمرار، وأحياناً أستشيرهم في بعض الأمور التي تخصّني، ولذلك لا أحتاج إلى الذهاب إلى طبيب نفساني، وأجد أن من الضروري لأي شخص أن يزور الأطباء النفسانيين، لأن ليس هناك إنسان كامل بالمطلق.
الحب في حياتي
الحب موجود مع أهلي وأمي وشقيقتي، أما بالنسبة الى العلاقة العاطفية فأعتبرها قسمة ونصيب، ولا أتسرع فيها، لأن التسرع يؤدي إلى القرار الخاطئ، ولا أعيش قصة حب حالياً، وبمجرد أن يحدث ذلك فسأعلنه للجميع.
أحب القراءة
تعلمت من والدي حب القراءة، لكنني للأسف لم أصل إلى المرحلة التي وصل اليها، ولا أقرأ إلا في أوقات فراغي فقط، بينما شقيقتي سارة هي من تعلمت من والدي شغف القراءة، وتحرص طوال الوقت على قراءة الكتب في مختلف المجالات، وأقرأ حالياً كتاباً باللغة الإنكليزية يتحدث عن الطب النفسي.