تعترف بأن نشاطها الفني قد أثّر سلباً في علاقتها بابنتها، وأنها تشعر بالتقصير نحوها. الفنانة مي سليم، الحاضرة بقوة في الدراما المصرية خلال هذه الفترة، حيث تشارك في بطولة مسلسلَي «الأب الروحي» و«اختيار إجباري»، كما أنها مشغولة بتصوير أكثر من فيلم، وتنتظر طرح ألبومها الغنائي الجديد، تكشف لنا سر هذا النشاط الفني، والصعوبات التي واجهتها منذ دخولها مجال الفن وحتى الآن، وما ندمت عليه، وما تشعر بالفخر به. كما تتكلم على تعرضها للنصب، ونجاتها من الموت، وموقفها من الزواج مجدداً.
– بعد مرور أكثر من عشر سنوات على دخولك مجال الفن، ما أبرز الصعوبات التي واجهتك طوال هذه الفترة؟
الصعوبات كثيرة والتحديات لا تنتهي، لكن لا أنكر أنه مع مرور الوقت تخفّ الصعوبات والمشاكل، لأن الفنان مع مرور السنوات ينجح في إثبات نفسه وموهبته، على عكس البدايات التي يبذل فيها مجهوداً كبيراً لإيصال موهبته الى جمهوره.
– لكن لوحظ تطور كبير في أدائك التمثيلي، فكيف نجحت في ذلك؟
الحب هو السبب، وما أقصده هو أن الشخص الذي يحب المهنة التي يعمل فيها، ينجح في تطوير نفسه بسهولة، لأنه يكون مخلصاً لها وحريصاً على تحدي أي صعاب تواجهه، وتطور أدائي في التمثيل يعود الى حبي الشديد لعملي ورغبتي في الاستمرار فيه.
– ما أكثر خطوة تفتخرين بها؟
هي خطوات كثيرة، أبرزها مشاركتي لأحمد السقا في بطولة فيلم «الديلر»، فهذه الخطوة كانت بمثابة انطلاقتي في التمثيل، كما حالفني الحظ في العمل مع كبار نجوم التمثيل في مصر، وأبرزهم الراحلان محمود عبدالعزيز ونور الشريف، وأيضاً النجم حسين فهمي.
– الى من تدينين بالدعم الكامل لك طوال السنوات الماضية؟
لأمي، فهي تساندني في كل خطوة، وأحرص دائماً على استشارتها في أي خطوة أتخذها، وكذلك أشقائي، فمن الممكن أن أقول إن أهلي هم أحد أسباب نجاحي، هذا إلى جانب اجتهادي وإخلاصي لعملي.
– هل خرجت بصداقات من داخل الوسط الفني خلال السنوات العشر الماضية؟
علاقتي بالجميع طيبة، لكن من أقرب أصدقائي في الوسط الفني، أحمد رزق وإدوارد وخالد سليم.
– هل قابلت أعداء النجاح؟
بالطبع.
– وكيف تعاملت معهم؟
بالتجاهل الشديد وعدم الالتفات إليهم والتركيز في عملي فقط.
– هل شعرت بالندم تجاه أي قرار أو خطوة؟
الأمر لم يصل إلى حد الندم، لكن أحياناً عندما أشاهد بعض أعمالي لا أشعر بالرضا عنها، لأنني كنت أتوقع أن تظهر بشكل أفضل، لكنني لست نادمة أبداً لأنني أتعلم من أخطائي.
– لو لم تكوني فنانة لكنت…
لا شيء آخر، لأنني لا أبرع في أي عمل في حياتي سوى التمثيل والغناء.
– طاردتك شائعات كثيرة طوال السنوات الماضية، منها الغيرة بينك وبين شقيقتك ميس حمدان، فكيف كنت تتعاملين مع هذه الشائعة؟
كنت أضحك كثيراً كلما استمعت إليها، لأن هذا الكلام غير منطقي ولا يستحق الرد عليه، فهل هناك غيرة بين الأخوات!
– البعض يرى أن شقيقتك حققت نجاحاً في الوطن العربي، بينما تفوقت عليها بنجاحك في مصر، فكيف ترين ذلك؟
لا أنشغل بهذه الأمور ولا أفكر بهذه الطريقة، فأنا أفرح بنجاحي وأسعد لأي نجاح جديد تحققه ميس، وكل ما أريد قوله إنني أركز في عملي فقط.
– وماذا عن شائعة زواجك؟
يبدو أن الجمهور يريد أن يراني زوجة، لكنني لا أحب التعليق على هذا الكلام، فعندما أقع في الغرام وأجد الشخص المناسب سأتزوجه وأعلن الخبر لجمهوري بدون أي تردد.
– تشاركين في بطولة مسلسل «الأب الروحي»، فكيف وجدت العمل مع النجم محمود حميدة؟
تشرفت بالعمل مع هذا النجم الكبير، الذي أعتبره واحداً من أهم النجوم في مصر، وسعدت بالمشاركة في عمل ضخم مثل مسلسل «الأب الروحي»، خاصةً أنني أقدم من خلاله دوراً جديداً ومختلفاً عما قدمته من قبل.
– وما رأيك في توقيت عرضه؟
أؤمن دائماً بأن المسلسل الناجح قادر على إثبات نفسه في أي وقت، وأعتقد أن مسلسل «الأب الروحي» نجح في إثبات أن التوقيت ليس معياراً لنجاح أي عمل، لأن المضمون والرسالة والقصة هي فقط التي تتحكم في نجاح أي مسلسل أو فشله، وفي نسب مشاهدته، فمسلسل «الأب الروحي» حظي بنسبة مشاهدة عالية، رغم أنه عُرض بعيداً عن شهر رمضان.
– انتشرت أخبار كثيرة عن حدوث خلافات بينك وبين الجهة المنتجة على الأجر!
هذه الأخبار غير صحيحة، ولا تمت الى الواقع بصلة، فقد عملت من قبل مع المنتج ريمون مقار في مسلسل «جبل الحلال»، وتشرفت بالعمل معه مرة أخرى، لأنه شخص محترم ويحب عمله، والتعامل معه مريح جداً.
– هناك من اتهمكم باقتباس مسلسل «الأب الروحي» عن الفيلم الأميركي الذي يحمل الاسم نفسه، فما ردّك؟
عندما استمعت الى هذه الآراء فضّلت عدم الرد عليها، وتركت للجمهور أن يشاهد المسلسل بنفسه ومن ثم يحكم عليه، فلا علاقة بين العملين، ووجه الشبه الوحيد بينهما هو الاسم فقط.
– هل صحيح أن هناك جزءاً ثانياً من المسلسل؟
بالفعل، لكنني لم أتعاقد عليه رسمياً بعد.
– هل لك أب روحي في حياتك؟
أخي هو أبي الروحي، الذي أستشيره دائماً في كل شيء، وأثق في رأيه كثيراً، فأخي هو كل شيء في حياتي وحياة شقيقاتي الثلاث.
– تشاركين أيضاً في بطولة مسلسل «اختيار إجباري»، ألم يزعجك عرض المسلسلين في الوقت نفسه؟
بالعكس، هذا الأمر أسعدني، خاصة أن دوري في كل عمل منهما مختلف عن الآخر، فقد قدمت في هذا العمل دور المرأة الغيور التي تخاف على زوجها من مواقع التواصل الاجتماعي، وتخشى أن يخونها من خلال التعرف إلى أي فتاة عبر هذه المواقع.
– هل من شروط تفرضينها قبل المشاركة في أي عمل فني؟
لا أطلق شروطاً، بل هي تفاصيل مهمة بالنسبة إليّ، فأحب التحدث عن الأجر وكيفية الحصول عليه، سواء كان على دفعات أو المقدّم الذي سآخذه، فأجري ليس مبالغاً فيه، لكنني أتلافى الوقوع في أخطائي السابقة، خاصةً أنني تعرضت للنصب مرتين، حيث شاركت في عملين ولم أحصل على مستحقاتي المالية عنهما.
– وما أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في حياتك؟
هي سلبية وإيجابية في الوقت نفسه، إيجابية لأنها تمكّنني من التواصل مع جمهوري، لكنها تستفزني بسبب انتشار الشائعات عليها بكثرة، كذلك تعطي البعض الحق في التدخل في حياتي، وأحياناً هناك من يتطاول على الفنان من دون وجه حق.
– تعيشين حالة من النشاط السينمائي وتشاركين في بطولة أكثر من فيلم، منها «مش رايحين في داهية»، ما الذي حمّسك له؟
الفيلم عبارة عن تجربة شبابية تضم العديد من النجوم، وهو فيلم «كوميدي لايت» وسينال إعجاب الجمهور، لأن قصته جميلة وبسيطة، ويشاركني في البطولة بشرى وريم مصطفى وعدد من الفنانين.
– لكن، ألم يؤثر نشاطك الفني في علاقتك بابنتك «لي لي»؟
أعترف بأنني أشعر بالتقصير الشديد نحوها، ولا أتمكن من رؤيتها إلا قليلاً بسبب ساعات التصوير الطويلة، وإذا حصلت على إجازة، أقرر التفرغ الكامل لها وعدم الانشغال بأي شيء آخر، لكن أعترف بأن نشاطي الفني لم يؤثر فقط في علاقتي بابنتي، وإنما أيضاً بأهلي، فأنا لا أرى والدتي وإخوتي إلا نادراً.
– وكيف تتعامل «لي لي» مع انشغالك الدائم؟
رغم صغر سنّها، تدرك «لي لي» جيداً طبيعة عملي ولا تغضب مني، ومع ذلك أشعر بأنني مقصّرة في حقها، وهذا يزعجني ويؤثر في نفسيتي، فابنتي أهم إنسانة في حياتي ولا أريدها أن تحزن بسببي.
– ما الصفات المشتركة بينكما؟
«لي لي» عنيدة مثلي، تتمسك بآرائها ولا تتخلى عنها مهما كانت الظروف، وعندما أواجه عنادها في مواقف معينة لا أعاقبها لأنني أتذكر نفسي، فهي تشبهني بهذه الصفة، وأضحك كلما شعرت بمدى الشبه بيني وبينها.
– وهل تشبه شقيقتيك دانا وميس في أي صفة؟
ابنتي تشبه دانا في عشقها للملابس وخطوط الموضة بشكل عام، فرغم صغر سنّها هي فتاة أنيقة مثل خالتها.
– هل انتهت مشاكلك مع المنتج ممدوح شاهين الذي تعاونت معه من خلال مسلسل «هي ودافنشي»؟
حتى الآن لم أحصل على باقي مستحقاتي المالية من منتج هذا العمل، ورغم أنني تقدمت بشكوى الى النقابة، يتهرب ممدوح شاهين من الدفع ولا أعرف السبب، والغريب أنه طلب مني المشاركة في بطولة مسلسل «السبع بنات»، الذي أنتجه، إلا أنني رفضت، وتعجبت كيف أنه لم يدفع لي أجري عن مسلسل ويطلب مني المشاركة في بطولة عمل آخر.
مسلسل «هي ودافنشي» ليس العمل الوحيد الذي لم أحصل على مستحقاتي المالية عنه، بل تتهرب أيضاً الجهة المنتجة لمسلسل «حواري بوخاريست» من دفع أتعابي حتى هذه اللحظة.
– ما الذي تعلمته من هذه التجربة؟
أصبحت قبل التعاقد على أي مسلسل أركز جيداً في بنود العقد، وأحدّد طريقة دفع الأجر بما يريحني ويرضي الجهة المنتجة أيضاً.
– هل فكرت في الاعتزال من قبل؟
أؤكد أن الاعتزال من أبرز الشائعات التي كانت تلاحقني، وأرى أنها شائعة غريبة، فمن يعرفني جيداً يعلم أن في داخلي طاقة إيجابية للفن، سواء في السينما أو الدراما أو الغناء.
– بمناسبة الحديث عن الغناء، ما سبب تأجيل طرح ألبومك الجديد؟
انتهيت من وضع اللمسات النهائية على الألبوم منذ فترة طويلة، وقرار الطرح تتخذه الشركة المنتجة، فهي لها رؤيتها الخاصة، لكنني أتمنى أن يُطرح الألبوم في القريب العاجل.
– تعرضت لحادث اصطدام بسيارتك منذ فترة، كيف أثّرت هذه التجربة فيك؟
رغم مرور وقت طويل على الحادث، أجدني لا أزال متأثرة به، وأشعر بأن الله كتب لي عمراً جديداً ونجّاني من الموت، والشيء الوحيد الذي كنت أفكر به لحظة وقوع الحادث هو ابنتي «لي لي»، فقد كنت منهارة بسببها.
– كيف تحافظين على رشاقتك؟
لا سرّ في ذلك، فأنا أحب الطعام كثيراً، ولا أحرم نفسي من شيء، لكن أتناول من كل الأطعمة بكميات محدودة.