في آذار الماضي، إجتمع أهالي برج رحّال في قضاء صور ليحتفلوا بزفاف ابنهم الشاب الثلاثيني مهدي مصطفى عطوي من “بنت الضيعة”، فزفّوه وغنّوا له ونثروا الورود عليه من دون أن يعلموا أنّ الورود نفسها سترشّ على نعشه بعد شهرين فقط على دخوله القفص الذهبي.
ما حصل نهار الأحد كان فاجعة بالنسبة إلى ذوي مهدي وأصدقائه ومحبيه، فقد أغرّه الطقس الجميل، وخرج مع عروسه وبعض أصدقائه إلى أحد الشواطئ في أبيدجان ليتنزّهوا، وعندما همّ مهدي إلى السباحة غدرته الأمواج العالية، ولم يستطع الموجودون إنقاذه. فغرق “العريس” ولفظ أنفاسه الأخيرة في الغربة.
رئيس بلدية برج رحّال حسن حمّود روى لـ”لبنان 24″ الحادثة المأسوية، ولفت إلى أنّ عروسه من آل غزال ومن الضيعة نفسها، وأشار إلى أنّه سيصلّى على جثمانه في إيفوسب – أبيدجان اليوم (الإثنين) في أبيدجان. وأسف حمّود لرحيل عطوي الذي وصفه بأنّه كان محبوبًا بين الأهالي، لتواجده الدائم بين الناس قبل سفره، وذلك بحُكم طبيعة عمله التطوّعي إذ كان مسعفًا في كشافة الرسالة.
مقرّبون من عطوي أشاروا إلى أنّه أنقذ كثيرين خلال مهام إنسانية، لكن عندما حان دوره واحتاج إلى مساعدة، لم يستطع أحد مقاومة أمواج البحر.
وقال حسين عطوي، قريب مهدي لـ”لبنان 24″ إنّ الأخير سافرَ لتأمين لقمة عيشه في أبيدجان، حيث يعمل نجارًا منذ 5 سنوات، وقد قدم منذ شهرين إلى لبنان لاصطحاب عروسه، وهو من عائلة تتألّف من 4 بنات وشابين، ويعيش والداه في برج رحّال.
توازيًا، إمتلأت صفحات أصدقاء مهدي على مواقع التواصل الإجتماعي بصورٍ له مرفقة بعبارات الحزن والأسى على رحيله، وكلام مواساة لزوجته.
إشارةً إلى أنّه من المقرّر نقل جثمان مهدي إلى لبنان الخميس المقبل، ليحتضنه تراب قريته.