يظنّ البعض أن مقولة: في داخل كل رجل كبير “طفل صغير” هي مجرّد اعتقاد لا أساس له من الصحة، ولكنها في الواقع، مقولة صحيحة؛ فدائماً ما يبحث عن الطرق التي تعيده لمرحلة طفولته المليئة بالحب والعناية وتحقيق متطلباته، تحديدًا بعد زواجه.
ومن أكثر ما يحبه الرجل، أن يُعامل كطفل مدلل لكي يُشبع حاجاته ومكانته؛ فإن كانت طفولته تبدأ بعد زواجه، متى تنتهي إذًا؟ وفي حال انتهت، هل يبحث عن بدائل؟.
المعالج بالطاقة ومدرب الحياة فادي إسماعيل بيّن أن طفولة الرجل تبدأ فوراً بعد زواجه؛ فأول طفل تراه الزوجة هو ذلك الزوج الذي أحبّته، واتفقت معه على بناء أسرة صغيرة.
فعندما تحلم أو تتوقّع بأنها ستصبح طفلته التي تحظى بالدلال والراحة والاهتمام، لا تدرك ربما بأن زوجها هو الطفل وليست هي؛ فعندما كانت أمه ترعاه وتجهّز له احتياجاته كافةً، دون أن يطلبها، ليس من السهل عليه تقبُّل مسؤوليته الجديدة كرجل دفعةً واحدةً.
وربما تتفاجأ من ذلك الرجل الذي يعيش معها ويأمرها وينهيها، هو في أصله طفل صغير لديه حاجات ورغبات ومتطلبات، يريد أن يجدها معها ليشعر بذاته، كما قال إسماعيل.
إلا أن الفرق الوحيد بين الزوج والطفل، هو أن الزوج الذي يريد أن يبدّل ملابسه، ويأكل، ويرتاح، هي ذاتها متطلبات طفلها الصغير، ولكن بفرق واحد، هو أن الأول تسأله عن رغباته، فيما الثاني تفرضها عليه، إلى أن يصبح قادرًا على توضيح ما يرغب وما لا يرغب.
متى تتكسّر طفولته؟
“بمجرّد ولادة طفله الأول. إذ بعدما كان طفلاً مدللاً له كل الرعاية والاهتمام، جاءه من يطلب رعايته؛ ليتحوّل من طفل إلى رجل، يفقد بعدها الكثير من كينونته وأحلامه الوردية”، كما قال إسماعيل.
فلمّا كان معتمدًا على زوجته بكل شيء، أصبح مضطرًا لتنفيذ بعض متطلباته لوحده جرّاء انشغالها بحاجات مولودها الجديد، وصلت بها إلى حدّ خسارة جوهرها، ونسيان أنها قبل أن تصبح أمّاً هي في الأصل زوجة لها حاجاتها الشخصية لها ولزوجها.
ولذلك، فإن تبدُّل أوضاعه من حال إلى حال، وفي خضمّ انشغالها الجديد عنه وقيامها بدور الأمّ فقط بدلاً من دور الزوجة، من الأمور التي تجعله يبحث عن بدائل يجدها إما في أصدقائه، أو من يحققون له السعادة، والحب، والانسجام والرومانسية، والعلاقة الحميمية، التي بدأ يفتقدهم تدريجياً، فإن لم تفعل له كل ذلك، ستفقده وتفقد وجوده إلى جانبها.
والأدلة على ذلك كثيرة، فكم سمعنا عن قصص تحكي تبديل الزوج لما يعانيه من نقص في الاهتمام والرعاية به من طرف زوجته بأصدقائه أو عمله، أو ممارسة هواياته أو ربما الزواج بامرأة أخرى لا تنجب بحثًا عن الراحة.